سوريا تحتفي بمنتجاتها وتعيد بناء اقتصادها الوطني

الثورة – مها دياب:

 

دمشق، الأربعاء 27 آب في لحظة فارقة من تاريخ سوريا، تنطلق اليوم مساء فعاليات الدورة الثانية والستين من معرض دمشق الدولي، الحدث الأهم في سجل الفعاليات الاقتصادية والثقافية في البلاد، والأول بعد تحرير العاصمة من سنوات التحديات.

هذه الدورة تحمل رمزية وطنية عميقة، وتُعد إعلاناً حياً عن عودة الحياة، واستعادة الدور الحضاري لسوريا، وإرادة شعبها في النهوض من جديد.

يشكل معرض دمشق الدولي منصة للتبادل التجاري والثقافي، ونافذة لسوريا على العالم. واليوم بعد أن استعادت دمشق عافيتها، يعود المعرض ليكون مساحة وطنية جامعة، تحتفي بالمنتج السوري، وتدعم الصناعات المحلية، وتفتح المجال أمام المشاريع الصغيرة لتأخذ مكانها في المشهد الاقتصادي.

استعدادات موسعة وجهود تنظيمية متكاملة

التحضيرات لانطلاق المعرض بدأت قبل أشهر، وشملت تجهيز البنية التحتية، وتحديث الأجنحة، وتنسيق الفعاليات الثقافية والفنية المصاحبة. الفرق التنظيمية، التي تضم مئات الشباب من مختلف المحافظات، عملت على مدار الساعة لتنسيق التفاصيل، من توزيع البوابات إلى تجهيز نقاط الاستقبال، وتدريب الفرق على التعامل مع الزوار بمهنية ولباقة.

تم اعتماد نظام عمل دقيق، يشمل تقسيم الفرق إلى مجموعات متخصصة: فريق الدعم اللوجستي، فريق التنظيم الميداني، فريق الإعلام والتوثيق، وفريق الإشراف على الأجنحة. كما تم تجهيز نقاط دعم تقني لضمان عمل الأنظمة بسلاسة، وتوفير خدمات مساندة للمشاركين.

الهوية البصرية للمعرض هذا العام تحمل طابعاً عصرياً يعكس روح التجديد والانفتاح، مع استخدام اللون الأخضر كشعار للأمل والاستمرارية. كما تم اعتماد لباس موحد للفرق التنظيمية، وبطاقات تعريفية واضحة، تعكس الانضباط والاحترافية في التعامل.

ترتيبات أمنية مشددة لضمان السلامة

في ظل أهمية الحدث وحجم المشاركة المتوقعة، تم اتخاذ ترتيبات أمنية مشددة لضمان سلامة المشاركين. الجهات الأمنية نشرت عناصرها في محيط المعرض وعلى مداخله، مع اعتماد تقنيات مراقبة حديثة، وكاميرات ذكية، ونقاط تفتيش إلكترونية.

تم التنسيق بين وزارة الداخلية والجهات التنظيمية لتأمين مداخل المعرض، وضمان التدخل السريع في حال حدوث أي طارئ. كما تم تخصيص فرق طوارئ طبية مجهزة، ونقاط إسعاف متنقلة، لضمان الاستجابة الفورية لأي حالة صحية.

دعم مباشر للاقتصاد الوطني

المعرض هذا العام يشهد مشاركة واسعة من المؤسسات الإنتاجية السورية، من القطاعين العام والخاص، إلى جانب حضور لافت للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، التي تمثل العمود الفقري للاقتصاد المحلي. عشرات الأجنحة خُصصت لعرض منتجات سورية خالصة، من الصناعات الغذائية إلى النسيج، ومن الأدوات المنزلية إلى الابتكارات التقنية.

تحفيز السوق الداخلية

الهدف الأساسي من هذه الدورة هو تحفيز السوق الداخلية، وتشجيع المستهلك السوري على دعم المنتج الوطني، وتعزيز الثقة بجودة الصناعة المحلية. كما يشكّل المعرض فرصة لتوقيع عقود وشراكات بين المنتجين والموزعين، وبين أصحاب المشاريع والمستثمرين، مما ينعكس مباشرة على حركة الاقتصاد.

الجهات المنظمة حرصت على تقديم تسهيلات للمشاركين، من تخفيضات على رسوم العرض، إلى توفير مساحات مخصصة للمشاريع الناشئة، مما يعكس التوجه الرسمي نحو دعم الاقتصاد الإنتاجي، بعيداً عن الاستهلاك العشوائي.

الصناعات اليدوية: هوية ثقافية واقتصادية

من أبرز ملامح هذه الدورة، الحضور القوي للصناعات اليدوية التقليدية، التي تعبر عن الهوية السورية، وتحمل في تفاصيلها ذاكرة المكان والناس. الحرفيون من مختلف المحافظات عرضوا منتجاتهم في أجنحة مخصصة، تتنوع بين الزجاج المعشق، والنحاسيات، والنسيج اليدوي، والخزف، والخشب المحفور، وغيرها من الفنون التي تعكس براعة الصانع السوري.

هذه الصناعات، التي كانت مهددة بالاندثار خلال السنوات الماضية، تجد اليوم في المعرض فرصة للعودة إلى الضوء، وللتواصل مع جمهور واسع، ولتأمين منافذ بيع جديدة. كما تم تنظيم ورش عمل حية داخل المعرض، تتيح للزوار مشاهدة مراحل الإنتاج، والتفاعل مع الحرفيين، مما يعزز قيمة المنتج ويمنحه بعداً إنسانياً وثقافياً.

المعرض خصص جناحاً كاملاً للمشاريع الصغيرة والريادية، التي يقودها شباب وشابات من مختلف المناطق السورية. هذه المشاريع، التي بدأت بأفكار بسيطة، وجدت في المعرض فرصة للعرض، والتسويق، والتواصل مع جهات داعمة. من منتجات غذائية منزلية إلى تصميم أزياء، ومن أدوات تعليمية إلى مبادرات بيئية، تنوعت المبادرات، وعبّرت عن روح الابتكار لدى الجيل الجديد.

العديد من هذه المشاريع تلقى دعماً من منظمات محلية ودولية، تعمل على تمكين الشباب، وتوفير فرص تدريب وتمويل. وجودها في المعرض لا يقتصر على العرض، بل يشكّل اعترافاً رسمياً بأهميتها، وبقدرتها على المساهمة في الاقتصاد الوطني، وخلق فرص عمل مستدامة.

المشاريع الصغيرة: من الهامش إلى الواجهة

المعرض خصص جناحاً كاملاً للمشاريع الصغيرة والريادية، التي يقودها شباب وشابات من مختلف المناطق السورية. هذه المشاريع، التي بدأت بأفكار بسيطة، وجدت في المعرض فرصة للعرض، والتسويق، والتواصل مع جهات داعمة. من منتجات غذائية منزلية إلى تصميم أزياء، ومن أدوات تعليمية إلى مبادرات بيئية، تنوعت المبادرات، وعبّرت عن روح الابتكار لدى الجيل الجديد.

العديد من هذه المشاريع تلقى دعماً من منظمات محلية ودولية، تعمل على تمكين الشباب، وتوفير فرص تدريب وتمويل. وجودها في المعرض لا يقتصر على العرض، بل يشكّل اعترافاً رسمياً بأهميتها، وبقدرتها على المساهمة في الاقتصاد الوطني، وخلق فرص عمل مستدامة

آخر الأخبار
بالتعاون  مع "  NRC".. "تربية" حلب تنهي تأهيل مدرسة سليمان الخاطر مزايا متعددة لاتفاقية التعاون بين المركز القطري للصحافة ونادي الإعلاميين السوريين تعزيز التعاون السوري – الياباني في مجالات الإنذار المبكر وإدارة الكوارث   تطبيق السعر المعلن  تطبيقه يتطلب مشاركة التجار على مدى يومين ...دورة "مهارات النشر العالمي" في جامعة اللاذقية مشروع قرار أميركي في مجلس الأمن لرفع العقوبات عن الرئيس الشرع في “60 دقيقة.. الشرع يقدّم نموذج القيادة السورية: صراحة في المضمون وحنكة في الرد إعادة الممتلكات المصادرة  لأصحابها تعيد الثقة بين الحكومة والمواطنين افتتاح مشروع لرعاية أطفال التوحد ومتلازمة داون بمعرة مصرين "تموين حلب" تبحث ملفات خدمية مشتركة مع "آفاد" التركية من دمشق إلى أنقرة... طريق جديد للتعاون مشاركة سورية في حدث تكنولوجي عالمي بعد غياب لسنوات إعلام بريطاني: خطة ترامب هشة وكل شيء اختفى في غزة جائزة نوبل للسلام.. من السلام إلى الهيمنة السياسية هل يستطيع ترامب إحياء نظام مراقبة الأسلحة الاستراتيجية؟ منطقة تجارية حرة.. مباحثات لتعزيز التعاون التجاري بين سوريا وتركيا التنسيق السوري التركي.. ضرورة استراتيجية لمواجهة مشاريع التقسيم الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في إطار تنفيذ اتفاق غزة بين دمشق وبرلين.. ملف ترحيل اللاجئين يعود إلى الواجهة الخارجية تفعّل خطتها لتطوير المكاتب القنصلية وتحسين الخدمة للمواطنين