الثورة – غصون سليمان
في بنية المصطلح يطرح الواقع سؤالاً حول صناعة المعارض، هل هي حرفة ومهنة، أم موضة، وهل تعد مجرد حدث عابر، أم أصبحت صناعة متكاملة تشمل جوانب التخطيط، والتصميم، والتسويق، العلاقات العامة، وإدارة الزوار.
غسان سليمان- ماجستير اقتصاد وبمناسبة انعقاد الدورة 62 لمعرض دمشق الدولي، يرى في هذا السياق أن المعارض تعد واحدة من أهم ملامح الترويج والعرض وإظهار واقع الدولة بمقدراتها وامكاناتها الاقتصادية وهوية المجتمع السوري وغنى تنوعه وتراثه. وبين أن المعارض كفكرة هي صناعة ذكية تقوم على خلق جسور التواصل على الصعيد الداخلي من خلال الشركات المحلية المتخصصة من عامة وخاصة والأهم وجود فرق عمل من المصممين، والمسوقين، خبراء لوجستيات، ومطورين تقنيين. ونوه بأن للمعارض كقطاع متحرك سواء كانت بشكل موسمي أم دوري أم سنوي لها دور هام، نظراً لمساهمتها في السياحة كعوامل جذب ثقافية واجتماعية والاقتصاد لناحية التعرف على الصناعات والمنتجات والشركات الرائدة بشكل كبير، خاصة في الدول التي تستضيف معارض دولية ضخمة.
خبرات تراكمية
هي مهنة مستدامة، حسب رأي سليمان تحتاج إلى مهارات وخبرات تراكمية، ولعل معرض دمشق الدولي في جوهره يمتلك هذه الصفات من الخبرات والسمعة الطيبة والحضور القوي وخاصة في دورته الحالية.وإذا ما نظرنا إلى المعرض “كموضة” في بعض الحالات ، يؤكد سليمان أنه في بعض الجوانب والحالات، ربما يتحول تنظيم المعارض إلى “موضة” عند بعض الأشخاص أو الشركات التي ترى فيه مجرد واجهة اجتماعية أو استعراضية، خاصة وأن البعض من هؤلاء يدخل المجال دون خبرة أو معرفة حقيقية أو رؤية مهنية حرفية، مما يحوله إلى حدث شكلي أكثر من كونه فعالية مؤثرة. لافتاً إلى أن الموضة سرعان ما تختفي إذا لم تدعمها وتساندها الجودة والخبرة المطلوبة، لكنها مثل أي مجال آخر، قد تجذب من يدخلونها بدافع “الموضة” أو “الوجاهة الاجتماعية”، لكن الاستمرارية فيها لا تكون إلا للمحترفين.
خبرات متخصصة
وأضاف في هذا السياق: إن صناعة المعارض يمكن النظر إليها من زاويتين، فعلى صعيد المهنة، هي نشاط منظم يعتمد كما ذكرنا آنفا على الخبرات المتخصصة في التخطيط، وإدارة الفعاليات، التسويق، العلاقات العامة، وإدارة الزوار. كما تحتاج إلى معرفة تقنية، تنظيمية، وإدارية، وغالباً ما يعمل في هذا الشأن فرق متعددة من التخصصات، مهندسون، مصممون، مسوقون، فنيو إضاءة وصوت، مع ملاحظة أن هناك شركات ومؤسسات قائمة على هذه الصناعة، ولها معايير دولية وأنظمة عمل.
وفي سؤال آخر فيما إذا كانت صناعة المعارض هي حرفة إلى جانب المهنة، أشار الأستاذ غسان أنه في بعض جوانبها لاشك انها مرتبطة بالمهارة اليدوية والإبداعية وحتى الاختراعية، مثل تصنيع الأجنحة، الديكورات، الأعمال الخشبية والمعدنية، تنفيذ اللافتات والإضاءة. هذه الأجزاء أقرب للحرفة لأنها تعتمد على مهارة عملية وفنية مباشرة.. وبالتالي يمكن القول: إن صناعة المعارض هي مهنة شاملة متكاملة تدخل ضمن قطاع الصناعات الإبداعية والخدمات، لكنها تحتوي بداخلها على حرف متعددة مثل، النجارة، الديكور، الطباعة، الإضاءة.بمعنى آخر: هي مهنة تُمارَس باحتراف، لكنها تقوم على مجموعة من الحِرَف.