معرض دمشق الدولي.. الاقتصاد في خدمة السياسة

الثورة- عبد الحليم سعود:

يعدّ الاقتصاد قاطرة السياسة ووجهها الآخر، وهما في نظر الكثيرين وجهان لعملة واحدة، وأغلب حكومات ودول العالم تعي هذه الحقيقة وترسم سياساتها وعلاقاتها وفق مصالحها الاقتصادية بالدرجة الأولى.

ولطالما كانت القوة الاقتصادية هي المحرك والدافع الرئيسي للنشاط السياسي، فالاقتصاد في خدمة السياسة كما هي السياسة في خدمة الاقتصاد، والعلاقة بينهما تبادلية وكل يؤثر في مجرى الآخر حسب الظروف والمصالح.

وفي حالة سوريا ما بعد التحرير، وبالنظر لما خلفته حرب السنوات ال14 من آثار كارثية على الحياة الاقتصادية والمعيشية للسوريين نتيجة الأداء الكارثي للنظام البائد على مختلف الصعد، يعتبر أي نشاط اقتصادي حالياً بمثابة نقلة نوعية على طريق تحسين الوضع العام في البلاد، وفرصة للنهوض والتعافي، وهو ما سينعكس بالضرورة على الحياة السياسية، ومن هذه الزاوية تشكل المعارض الاقتصادية الدولية مناسبة حيوية وفرصة ذهبية للاطلاع على أحدث الابتكارات في المجال الصناعي والزراعي ومختلف أنواع التقنيات الاقتصادية المتطورة، إضافة إلى تبادل المعارف والخبرات وعقد الصفقات أيضاً، ناهيك بالجوانب الفنية والثقافية التي تقام على هامش المعارض.

وقد شكّل معرض دمشق الدولي الذي ينطلق مساء اليوم بدورته ال62 أهم وأعرق حدث اقتصادي ليس في سوريا فحسب، وإنما في المنطقة برمتها، إذ كان نافذة سوريا على العالم، من خلال المشاركة الدولية الكثيفة في فعالياته على مر العقود الماضية، واليوم وبعد سقوط نظام الأسد، يشهد المعرض مشاركة واسعة من نحو 800 شركة محلية وعربية ودولية، فإنه يقدم خدمة جليلة للسياسة السورية التي تريد بناء أفضل العلاقات السياسية مع مختلف دول العالم على قاعدة الندية والمساواة والمصالح المتبادلة، وهو ما يعطي دفعة قوية لمشروع إعادة الاعمار وتنشيط الحياة الاقتصادية في سوريا بما يؤمن فرص عمل كثيرة ويؤسس لتنمية اقتصادية نحن أحوج ما نكون إليها في هذه الظروف لتحسين مستوى معيشة المواطنين.

لقد أدى توقف معرض دمشق الدولي خلال سنوات الحرب إلى خسارة الاقتصاد السوري أحد أكبر محفزات نموه، وهو ما انعكس سلباً على الحياة السياسية والاقتصادية معاً، ولم تنجح محاولات النظام البائد في إصلاح هذا الخلل الكبير رغم محاولته تنظيم المعرض في السنوات الأخيرة، نتيجة الحصار المضروب على النظام، وهجرة الكثير من الشركات والكفاءات وأصحاب المنشآت الاقتصادية، وإحجام دول عربية وأجنبية كثيرة عن المشاركة في فعالياته، واليوم مع هذا الحضور الواسع والمكثف من قبل الكثير من دول العالم تستعيد دمشق ألقها من جديد، ويعود للمعرض ألقه كجزء مهم من الذاكرة السورية وذاكرة المنطقة، وهي فرصة لاطلاع العالم على التحول السياسي في سوريا بعد حقبة مريرة من العزلة والقطيعة.

ويجسّد معرض دمشق الدولي في هذا العام، روح الانفتاح الذي تؤمن به سوريا الجديدة، ويعد حدثا اقتصاديا بأبعاد سياسية، يعول عليه كثيراً في إعادة ربط علاقات سوريا الجديدة بمحيطها العربي والدولي، كما يمثل نقطة تحول مهمة في مسار الاقتصاد الوطني، إذ يوفر منصة لإعادة إدماج سوريا في الأسواق الإقليمية والدولية بعد سنوات من الركود، ويعكس قدرة السوريين على البناء والتجدد رغم التحديات والصعاب.

آخر الأخبار
سوريا تستقبل العالم بحدث مميز تفاقم الانتهاكات ضد الأطفال عام 2024 أكثرها في فلسطين جناح وزارة المالية ..رؤية جديدة نحو التحول الرقمي خطوط جديدة للصرف الصحي في اللاذقية  رغيف بجودة أفضل.. تأهيل الأفران والمطاحن في منبج معرض دمشق الدولي.. الاقتصاد في خدمة السياسة قافلة مساعدات إغاثية جديدة تدخل إلى السويداء "دمشق الدولي".. منصة لتشبيك العلاقات الاقتصادية مع العالم رفع العقوبات وتفعيل "سويفت ".. بوابة لانتعاش الاقتصاد وجذب الثقة والاستثمارات سوريا تستعد لحدث غير مسبوق في تاريخها.. والأوساط الإعلامية والسياسية تتابعه باهتمام شديد سوريا تحتفي بمنتجاتها وتعيد بناء اقتصادها الوطني القطاع الخاص على مساحة واسعة في "دمشق الدولي" مزارعو الخضار الباكورية في جبلة يستغيثون مسح ميداني لتقييم الخدمات الصحية في القنيطرة معرض دمشق الدولي.. انطلاقة وطنية بعد التحرير وتنظيم رقمي للدخول برنامج الأغذية العالمي: المساعدات المقدمة لغزة لا تزال "قطرة في محيط" "المعارض".. أحد أهم ملامح الترويج والعرض وإظهار قدرات الدولة العقول الذهبية الخارقة.. رحلة تنمية الذكاء وتعزيز الثقة للأطفال وصول أول باخرة من أميركا الجنوبية وأوروبا إلى مرفأ طرطوس شهرة واسعة..الراحة الحورانية.. تراث شعبي ونكهات ومكونات جديدة