الثورة – عبد الحميد غانم:
يشكل معرض دمشق الدولي جانباً هاماً من تاريخ سوريا المعاصر، إذ ارتبط بتاريخها الاقتصادي والثقافي، وشكل حدثاً مميزاً في وجدان وتراث السوريين.
وعليه أكد الخبير والمستشار الاقتصادي الدكتور عامر خربوطلي، أن معرض دمشق الدولي الذي يفتتح اليوم من جديد، يمثل الحدث الأهم في تاريخ سوريا الاقتصادي، إذ يعود اليوم هذا المعرض الدولي في دورته الجديدة بعد انقطاع قسري، ليعلن أن سوريا الجديدة ترحب بالعالم وتفتح زراعيها لمنتجات بلدان العالم من الشرق والغرب لتشارك بنهضة سوريا القوية.
ونوه بأن سوريا التي أعلنت اقتصاداً حراً تنافسياً لا مكان فيه للاحتكار أو المحسوبيات أو المحاصصة، قصدت التجارة الحرّة التي يحبها السوريون ويجدون فيها ضالتهم المنشودة استيراداً وتصديراً وتصنيعاً ووكالات.
وأشار خربوطلي إلى أن “سوريا تستقبل العالم” ليس شعاراً لمعرض دمشق الدولي هذا العام، بل إنه حقيقة التوجه الاقتصادي لسوريا المتجددة عبر الترحيب بالاستثمارات الخارجية، ودعم حركة التجارة والخدمات في جميع مفاصل الاقتصاد السوري.
وبين أن سوريا تستقبل العالم وتندمج به في حالة خلاقة غير مسبوقة تستمد من التاريخ نجاحاته، ومن الحاضر تحدياته، ومن المستقبل تجلياته بغدٍ أفضل وأروع.
ولفت خربوطلي إلى أنه منذ واحد وسبعين عاماً عندما أعلن عن انطلاقة الدورة الأولى لمعرض دمشق الدولي عام 1954، كانت سوريا في أوج تألقها الاقتصادي وسجلت حينها أعلى معدلات للنمو الاقتصادي وشهدت ولادة مئات من الشركات الصناعية والتجارية مع حركة زراعية وصناعية وخدمية وحرفية وسياحية هي الأكبر، والأهم في تاريخ سوريا الحديث وكان لابد لهذه النهضة أن يعكسها معرض دولي لعرض المنتجات المحلية أولاً ومن ثم أجنحة دول العالم آنذاك فكان لها ما أرادت وأكثر.
وأشار إلى أن سوريا كانت تحتضن العالم بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى فأجنحة الدول العربية والأجنبية، وكانت تعرض أحدث منتجاتها وأروع حضاراتها، وأبهى ثقافاتها في أجمل احتفالية كانت تتحضر لها دمشق وسوريا في خريف كل عام، وكان حديث الناس وشاغلهم الاكبر هو المعرض وتتأجل المواعيد المهمة لما قبل ولما بعد المعرض.