الثورة – رشا سلوم:
نزعة إنسانية مترعة بالعمل والأمل هي حياتها وإبداعها.. اليوم يعود الكثيرون إلى إبداعها لأنها كما يقول عابد إسماعيل مترجم أعمالها التي صدرت عن دار التكوين في دمشق:
ككلّ عبقريةٍ فذّةٍ تعرفُ بالفطرة كيف تدوّن صمتَها، صوتَها، نبرتَها، خلجاتِها، قلقَها، فرحَها، انكساراتِها، حيرَتهَا، وتناقضاتها، كانت ديكنسون تعرف جيداً كيف تصقلُ لغتها، وتبتكرُ منظومتَها الرّمزيةَ والمعرفية، وتقاربُ موضوعَها من زاويا عدّة، قلّ نظيرها، إلاّ أنّها أيضاً كانت تعرفُ كيف تتوارى وتتخفّى وتراوغ. تنحتُ وتبتكرُ وتؤلّفُ. تبني وتهدمُ في آن… لاتأبه لتقليدٍ شعريّ أو نظمٍ عروضي.. تتركُ مخيلتَها تقتحمُ الممنوعَ والمحرّمَ، دينياً واجتماعياً وحتى لغوياً.
يقول عنها الناقد المرموق هارولد بلوم: “وباستثناء شكسبير، تتجلّى ديكنسون أكثر أصالةً معرفيةً من أي شاعرٍ غربيّ آخر منذ دانتي.”
ماتتْ وهي تلعبُ،
فسختْ عقدَها
مع السّاعاتِ المعطوبةِ
ثمّ نامتْ سعيدةً
فوق أريكةٍ من الوردِ..
شبحُها شوهدَ يعبرُ التلّةَ
البارحةَ، واليومَ،
ملابسُها سحبٌ فضّيةٌ-
ووجهُها رذاذٌ.
– بطاقة..
إيميلي ديكنسون، شاعرة أمريكية منعزلة، لم تكن معروفة في زمنها، عُرفت إيميلي بعد وفاتها باستخدامها الإبداعي لشكل الجملة وصياغتها.
وُلدت إميلي ديكنسون في 10 كانون الأول/ عام 1830، في أمهيرست، ماساشوستس، وتركت مدرستها وهي مراهقة، لتحيا حياة منعزلة في منزل العائلة في مقر إقامتها هذا، أنتجت مجموعات شعرية على نحو سري وكتبت مئات الرسائل، ونُشرت أعمالها بعد وفاتها، بعد أن اكتشفتها شقيقتها ليفينيا، وكانت ديكنسون قد توفيت في 15 آذار/ عام 1886، في أمهيرست، وتُعد الآن واحدة من شخصيات الأدب الأمريكي البارزة.
وهذا الكتاب صدر عن دار التكوين بدمشق
كتاب: الأعمال الشعرية الكاملة.
تأليف: إميلي – ديكنسون..
ترجمة و تقديم: دكتور عابد إسماعيل.
السابق