د. مازن سليم خضور:
يقول الخبر الذي أوردته صحيفة فورين بوليسي الأمريكية “أمريكا لم تعد مهتمة بالبقاء في سورية، وتبحث بشكل مكثف توقيت وكيفية الانسحاب”!.
في حال صدقت الروايات الإعلامية ما الذي يدفع واشنطن لاتخاذ مثل هذا القرار؟ البعض يقول إن السبب حول هذا القرار بسبب تصاعد هجمات المقاومة على القواعد الأميركية غير الشرعية في سورية والعراق حيث تنشر واشنطن (٢٥٠٠) عسكري في العراق ونحو (٩٠٠) آخرين في سورية، تحت ما يسمى بمكافحة تنظيم “داعش” ضمن التحالف الدولي الذي أنشئ عام (٢٠١٤)!
استهدافات المقاومة في سورية كانت لقواعده غير الشرعية في رميلان شمال شرقي البلاد بمسيرات بالإضافة إلى قواعده في حقول “العمر” و”كونيكو” أيضاً، وكذلك تعرض القاعدة الأمريكية في مطار “خراب الجير” بريف الحسكة لهجوم صاروخي وهو ما أكدته وزارة الدفاع الأمريكية بأن القسم الأعظم من هذه الاستهدافات كان باستخدام الطائرات المسيرة من دون طيار، والصواريخ ذات الاتجاه الواحد.
المشهد لم يختلف على الأراضي العراقية فقد تعرضت القواعد الأميركية أيضا لهجمات، والأعنف كانت لقاعدة عين الأسد، في حين أشار نائب مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جون فاينر بأن الاستهداف الأخير “كان هجوماً خطيراً للغاية، باستخدام صواريخ بالستية شكلت تهديداً حقيقياً”.
هذا يأتي في وقت أعلنت وزارة الخارجية العراقية التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية على صياغة جدول زمني لخروج القوات الأمريكية من العراق.
وذكرت الوزارة في بيان أن الحكومة العراقية اتفقت مع الحكومة الأمريكية على “صياغة جدول زمني محدد وواضح يحدد مدة وجود مستشاري التحالف الدولي في العراق ومباشرة الخفض التدريجي لمستشاريه على الأرض العراقية وإنهاء المهمة العسكرية للتحالف”.
التساؤل الثاني المطروح في حال تم هذا الانسحاب أي مصير ينتظر الميليشيات الانفصالية المدعومة أميركياً في تلك المنطقة؟
آخر سفير أمريكي في دمشق روبرت فورد قال في وقت سابق، إن إدارة الرئيس جو بايدن لن تتخلى عن أدواتها في المنطقة”؟
فأي مصير ينتظر ميليشيا” قسد” الذي اختبرت مثل هذا الموقف سابقاً عندما قرر الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، إنهاء العملية العسكرية الأمريكية ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في سورية في نهاية العام (٢٠١٨) وقتها سارعت الميليشيا للعودة إلى حضن دمشق لكنها كعادتها غيرت رأيها بعد أن أبقت على قواتها في الأراضي السورية واستمرت في سرقة نفطها وهو ما أكدته وزارة الخارجية والمغتربين في سورية في أكثر من بيان عن ذلك، وقالت بأنه يمثل قرصنة ومحاولة للعودة إلى عصور الاستعمار، وبأنها تحتفظ بحقها في الحصول على تعويضات من الولايات المتحدة عن كل ما نهبته وما سببته من خسائر”.
كل ما سبق يأتي بعد رفض مجلس الشيوخ الأمريكي، قبل مدة قصيرة مشروع قانون تقدم به السيناتور الجمهوري راند بول، بشأن سحب القوات الأمريكية من سورية في دليل يثبت أن المتغير الوحيد الذي دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى تغيير موقفها هو هجمات المقاومة على قواعدها، وبأن الاحتلال لا يزول إلا بالمقاومة وما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.
السابق