الثورة – نيفين أحمد:
في وقتٍ تواصل فيه فرق الدفاع المدني السوري عملياتها لليوم الخامس على التوالي في مواجهة حرائق الغابات المستعرة في محافظة اللاذقية أطلقت الأمم المتحدة نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي لتقديم الدعم اللوجستي والإنساني اللازم وسط تصاعد المخاوف من كارثة بيئية غير مسبوقة في تاريخ سوريا الحديث.
وتعمل فرق الإطفاء تحت إشراف مباشر من وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح ومدير الدفاع المدني منير مصطفى في ظروف مناخية صعبة وتضاريس جبلية وعرة زاد من خطورتها وجود ألغام ومخلّفات حرب لم تُطهّر بعد ما يضع حياة رجال الإطفاء في دائرة الخطر المستمر.
تدخّل إقليمي وإسعافي تطوّر لافت يعكس تضامناً إقليمياً في مواجهة الكارثة شاركت فرق ميدانية أردنية وطائرات مروحية قادمة من المملكة الأردنية الهاشمية في عمليات الإخماد بعد توجيهات ملكية من العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لتقديم المساعدة العاجلة، كما تواصلت مشاركة فرق إطفاء تركية في مناطق جبل التركمان الحدودي بالتنسيق مع الجهات السورية.
وفي بيان صدر عن مكتب الأمم المتحدة في سوريا أكدت نائب المبعوث الأممي نجاة رشدي أن “سوريا تحتاج إلى المزيد من الدعم الدولي لمواجهة كارثة الحرائق في الساحل السوري” مشددة على ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية لحماية المدنيين والموارد الطبيعية من التدهور.
بدوره أعلن المنسق المقيم للأمم المتحدة في سوريا آدم عبد المولى أن فرقاً أممية متخصصة وصلت ميدانياً إلى المناطق المتضررة بهدف إجراء تقييم عاجل للاحتياجات ورسم أولويات التدخل الإنساني في الأيام المقبلة.
تحديات ميدانية واستنزاف للمواردوكان قد أكد وزير الطوارئ رائد الصالح في مؤتمر صحفي من اللاذقية أن إعلان السيطرة الكاملة على الحرائق “لا يزال بعيد المنال” مشيراً إلى أن فرق الإطفاء تواجه تحديات ضخمة تشمل تضاريس معقدة، اشتداد الرياح، وبعد مصادر المياه، فضلاً عن غياب خطوط النار الوقائية.
وفي ريف إدلب الغربي تمكنت سبع فرق تابعة للدفاع المدني السوري من إخماد حريق حرج اندلع في بلدة عين بندق بعد 15 ساعة من العمل المتواصل امتدت خلاله النيران إلى خمسة مواقع حساسة.
تشكّل الغابات المحترقة اليوم مصدراً رئيسياً للتنوع البيولوجي في الساحل السوري ما يجعل من هذه الحرائق كارثة بيئية مرشحة لترك آثار طويلة المدى على المناخ المحلي والزراعة والمعيشة في المنطقة.