الثورة – هيثم قصيبة:
تواصلت الحرائق المندلعة في ريف اللاذقية الشمالي ووقفت صحيفة الثورة على آخر المعلومات والتطورات الواردة من مواقع الحرائق وبعد السيطرة على الحريق الكبير بمحور قسطل معاف سرعان ما اشتعلت الحرائق وتمددت نحو غابات الفرنلق ذات الكثافة الحراجية.
وتبذل فرق الدفاع المدني وأفواج إطفاء الحراج والفرق التركية المساندة الجهود الكبيرة والطاقات الجبارة بكل شجاعة وإصرار على إخماد حرائق الغابات بعد اشتدادها في موقع غابات الفرنلق الساحرة حين امتدت النيران في مواقع غابوية شديد الانحدار وعملت الفرق على قطع طريق النيران ومازالت تعمل على محاولة إخمادها.
محمية الفرنلق
تقع غابات الفرنلق الكثيفة الشجر في أقصى الشمال الغربي من الريف الشمالي باللاذقية وتغطي مساحات المحمية أشجار حراحية كثيفة من أبرزها الصنوبر البروتي والسنديان والدلب المشرقي والأرز ( الشوح ) والقطلب والوعر وتقدر الأنواع النباتية ضمن المحمية بمئتي نوع ما يجعلها من أغنى الغابات بالتنوع النباتي.استخدم نباتاتها، السكان المحليون عبر الأجيال، للتداوي الشعبي ووصفت بالصيدلية الطبيعية وقدرت المسوحات العلمية وجود 69 نوعاً من النباتات الطبية والعطرية في الغابات كما يوجد أنواع نادرة من الأوركيد البري المدرجة على قوائم الحماية الدولية ومن المؤلم أن تصل النيران المشتعلة إلى هذا الكنز البيئي والطبيعي.
لا تزال فرق الدفاع المدني والإطفاء منتشرة في مواقع عديدة من المحمية وتعمل بكل بسالة لإخماد النيران وتشارك المروحيات التركية العملية بغية إطفاء الحرائق في المواقع الحراجية الشديدة الوعورة المستعصية على الفرق، والتضاريس الوعرة والرياح المتقلبة شديدة الحرارة تعيق جهود السيطرة عليها.
الوضع كارثي
وحول المساحات التي التهمتها النيران قال وزير الطوارئ وإدارة الكوارث- الذي يتابع ميدانياً عمل الفرق: إن الوضع مأساوي بشكل كبير بريف اللاذقية الشمالي، مضيفاً: إن الحرائق التهمت أكثر من عشرة آلاف هكتار وأضاف الوزير إننا نتأسف ونحزن على كل شجرة احترقت وكانت مصدراً لتوفير الهواء النقي لنا وللأجيال القادمة وثمن الوزير الجهود الجبارة التي يبذلها أبطال الدفاع المدني والإطفاء لإخماد النيران.
من جهته أوضح مدير الدفاع المدني السوري منير مصطفى أن الفرق وكل العناصر المساندة لليوم الخامس على التوالي موجودة في مواقع الحرائق بعد إنشاء غرفة عمليات لإخماد الحرائق وتشترك 16 آلية إطفاء قدمت من تركيا وعشرة آليات من الأردن وكذلك اشتراك كامل لطيران الهيلوكبتر الأردني والطيران التركي من أجل الوصول للسيطرة الكاملة على الحرائق.
وبين مدير الدفاع أن هناك عوامل متعددة تحول دون السيطرة على الحرائق بالكامل كهبوب الرياح شديدة السرعة والمتقلبة وتكون الرياح شرقية وأحياناً الرياح شمالية غربية ونجحنا بالسيطرة على الحرائق لكن قوة الرياح متعددة الاتجاهات أدت إلى إعادة اشتعالها.وأكد مصطفى أن الإصابات في الميدان هي عبارة عن اختناقات بفعل شدة الدخان المتصاعد.
فزعة شاملة
حركت الحرائق المشاعر الشعبية – حسب مصطفى- إذ تواصل توافد الفرق من كافة المحافظات لدعم عمليات الإطفاء وسارعت العديد من الجمعيات ومنظمات إغاثية ومؤسسات تدخل إنساني لتقديم جميع الاحتياجات والمياه المعلبة والأطعمة الجاهزة للفرق العاملة.
والملفت- بحسب مدير الدفاع المدني- في الفزعة الجماعية المؤسساتية من خلال جمعيات ومنظمات ومبادرات تطوعية إلى جانب الفزعة الفردية ينفذها مواطنون ونقدر مبادرة المواطن حين قدم من معرة النعمان بصهريجه للمشاركة في عملية الإطفاء وغيره العشرات قدموا بصهاريجهم من أجل هذه الغاية، وظهرت حالات إنسانية لكثيرين يقدمون عبوة عصير، أو سندويشة، أو عبوة ماء، كتعبير عن التلاحم الوطني الحقيقي.