الثورة – ميسون حداد:
نظّمت أكاديمية “تايم دور” حفل تكريمٍ للطلاب الأوائل في التصفيات المحلية المتأهلين للمسابقة الإقليمية والدولية في مصر لعام 2025، في تجربةٍ فريدة تجسّد الاستثمار في عقول الناشئة وتنمية قدراتهم في مجالات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي.
وفي وقتٍ تتسارع فيه التكنولوجيا لتغيّر وجه العالم، يواصل هؤلاء الأطفال رسم ملامح الغد بشغفهم بالعلم والابتكار، كما أكّد المشاركون والمشرفون في تصريحاتٍ خاصة لـصحيفة الثورة التي تابعت الحدث عن قرب.
في التجربة التي جمعت بين اللعب والتعلّم، وبين الخيال والإبداع، تقول تالا شبيب، البالغة سبع سنوات، إنها تعلمت عبر تطبيق سكراتش كيف تجعل الشخصية تتحرك وتتحدث وتختفي وتعود للظهور.
بينما تضيف ضي طلال تموز (10 سنوات) أنها أصبحت قادرة على تصميم الألعاب ومشاريع المدرسة على الحاسوب وتشعر بالفخر لأنها تملأ وقت فراغها بشيء مفيد.
أما سام نايف العبود ( 13 سنة) فيؤكد أن حبه للبرمجة منذ الصغر جعله يسجّل في الأكاديمية، ويصف التجربة بأنها رائعة بفضل الأساتذة المتعاونين والدروس الغنية التي عرفتهم على تطبيقات مثل سكراتش وكوسبيس وأوبن فينتور.
ويشاركه الحماس وضاح بوارشي (12 سنة) الذي صمم لعبة كرة سلة مخصصة لذوي الإعاقة، ويرى أن التجربة كانت جميلة ومفيدة جداً.
ويجمع الأطفال على أنهم سيواصلون طريقهم في عالم البرمجة، لأنهم وجدوا فيها متعة التعلم ومفتاح المستقبل.
تعاون ومشاركة
من جانبها، أوضحت الدكتورة هلا نصار، عضو الهيئة التدريسية في كلية المعلوماتية بجامعة اللاذقية والمشرفة العلمية على المسابقة في فرع الأكاديمية، أن هذه المبادرات تشكّل منصة فعالة لتنمية مهارات التفكير الإبداعي لدى الأطفال وتمكينهم من تجاوز الأساليب التقليدية في التعلم، “ضمن أجواء يسودها التنافس الشريف، والروح الإيجابية، والشعور بالفخر لدى المشاركين وأسرهم”.
وأشار المهندس محمد الحبال، مدير المعلوماتية في الجامعة الافتراضية السورية ومعاون رئيس الجامعة لشؤون التطوير البرمجي، إلى المساهمة المحورية للجامعة الافتراضية في دعم التجربة، من خلال الجانب التقني والإشراف الأكاديمي على الامتحانات.
وأوضح أن التعاون شمل تجهيز المراكز بالحواسيب والبرمجيات، ومتابعة ملفات الطلاب وعمليات التصحيح الالكتروني، مضيفاً: “التجربة نُفذت على مرحلتين خلال أسبوعين، وكانت ناجحة ومنظمة بكل المقاييس”.
ويرى الحبال أن تجربة “تايم دور” تمثّل نموذجاً تعليمياً متقدماً يستند إلى مناهج ذات طابع ياباني، يسهم في إعداد جيل جديد من المبرمجين الصغار القادرين مستقبلاً على الإبداع في مجالات الذكاء الاصطناعي.
وفي السياق ذاته، تحدث الأستاذ أحمد سليمان، معاون رئيس الجامعة الافتراضية للتطوير المالي والإداري، عن آفاق التعاون المقبلة بين الجامعة ومبادرة “تايم دور”، مشيراً إلى أن مركز التعليم المفتوح والرقمي التابع للجامعة يُعدّ أحد الأذرع الأكاديمية القادرة على دعم مثل هذه المشاريع، وأوضح: “يمكن من خلال المركز إطلاق دورات تدريبية في البرمجة للأطفال عبر المنصات الالكترونية، بما يسهم في توسيع دائرة التعليم التقني المبكر في سوريا”.
وختم سليمان بالقول: إن الجامعة تنظر إلى هذه التجربة بوصفها خطوة أولى على طريق تعاون مثمر يُحدث أثراً اجتماعياً حقيقياً، ويمهد لبناء مستقبل علمي وتقني يليق بسوريا وبأبنائها، “لأننا بالفعل نستحق الأفضل”.
“تايم دور” في سوريا
وحول الأكاديمية، أوضحت السيدة فدوى الدعبول، مؤسسة “تايم دور”في سوريا للثورة أنها أكاديمية يابانية متخصصة في تعليم البرمجة للأطفال من عمر 5 إلى 18 سنة، وتقدم مناهج تعليمية للفئات الأكبر سناً.
وتحمل المناهج اعتماد معهد STEAM البريطاني، وتنقسم إلى ثلاث فئات عمرية: جونيور، كيدز، وتينز، كل فئة تتضمن ثلاثة مستويات تعليمية، مع لغات برمجية مصممة لتتناسب مع عقلية الطفل وتقدم المفاهيم البرمجية بطريقة تفاعلية من خلال الألعاب والفيديوهات، وتهدف إلى تحويل الجيل الناشئ من مستهلك للتكنولوجيا إلى منتج لها.
وحول أهمية حفل التكريم الأخير، تقول الدعبول: “إن البرمجة أصبحت ضرورة في عصر التحوّل الرقمي السريع”، ويعزز تكريم الأوائل في المسابقة العالمية الإحساس بالإنجاز، ويحفز على الاستمرار، ما يسهم في إغناء السوق السورية بالخبرات البرمجية الوطنية وتحقيق الاكتفاء المحلي.
وأضافت الدعبول أن المواد الامتحانية شملت مهام برمجية متنوعة تتناسب مع كل فئة عمرية، بما في ذلك الأتمتة والمهام الشاملة، موضحة أن مشاركة الطلاب السوريين في المسابقة الإقليمية والدولية في مصر تهدف إلى اندماجهم في ثقافات مختلفة والتعرف على أقرانهم في العالم الذين يتلقون نفس العلوم ويتنافسون معهم بأحدث التقنيات.
وتختم الدعبول بالقول إن رؤية المستقبل للأكاديمية تكمن في توسيع الانتشار في جميع المحافظات السورية، لخلق جيل من المبرمجين القادرين على رفع مستوى التكنولوجيا في سوريا وإدخالها في السباق الرقمي العالمي.