الثورة – نيفين أحمد:
اختتمت اليوم فعالية التوظيف والابتكار الذي جمع طلاب الجامعات والخريجين مع ممثلي الشركات ومؤسسات التعليم العالي وعدد من الهيئات الوطنية والأكاديمية.
في مشهد يعكس حيوية الشباب السوري وإصرارهم على بناء مستقبلهم بأيديهم على مدى ثلاثة أيام شكّل الملتقى منصّة حوار وتفاعل بين أصحاب الخبرة وروّاد الأعمال من جهة والخريجين الباحثين عن فرص عمل أو دعم لمشاريعهم الناشئة من جهة أخرى، مؤكداً أن التنمية الحقيقية تبدأ من تمكين الإنسان أولاً.
شعلة الإبداع والتمكين
تصريح خاص لـ”الثورة” أشارت السيدة لينا عوض مديرة برنامج التعليم والتدريب الفني والمهني في منظمة الأونروا إلى أن المبادرة “ليست مجرّد فعالية، بل شعلة قادرة على إشعال التعاون بين القطاعين التعليمي والخاص وتضخيم أصوات المواهب الشابة وخلق مساحة تتحول فيها الأفكار إلى أثر ملموس” مضيفةً أن دعم الشباب هو استثمار مباشر في مستقبل سوريا.
وأضافت عوض أن حضور المشاركين من مدربين وطلاب وخبراء يبعث برسالة قوية مفادها أن الابتكار يستحق الرعاية وأن المستقبل ملك من يجرؤ على بنائه مشيدةً بالجهود التي بُذلت لإنجاح الفعالية وما رافقها من مسابقات ومشاريع نوعية جسّدت روح الإصرار والإبداع لدى الشباب السوري.
رؤية جديدة لسوق العمل
من جانبها أكدت المهندسة إسراء حمدان ممثلة سوريا في المعهد العربي لعلوم السلام التابع لجامعة الدول العربية ورئيس مجلس إدارة شركة EMBS أن الهدف من التجمع هو تفعيل دور الشباب وإيجاد جسور تواصل مباشرة بينهم وبين سوق العمل من خلال لقاءات تجمع المستثمرين والطلاب في بيئة واحدة تُحفّز الإبداع وتتيح تبادل الأفكار.
وقالت: “كنت يوماً من رواد الأعمال الذين لم يجدوا الدعم الكافي واليوم أؤمن بأن من واجبنا أن نمنح الجيل الجديد ما افتقدناه نحن من فرص وتشجيع”، مشيرة إلى أن هذه اللقاءات تفتح المجال أمام الطلاب لاكتشاف إمكانياتهم وتحويل أفكارهم إلى مشاريع حقيقية تسهم في بناء سوريا الجديدة بعد التحرير.
الخريجون.. بين التحدي والأمل
حوالي أربعين مشروعاً طلابياً شارك في المنافسة على جوائز تحفيزية لأفضل المبادرات القابلة للتطبيق في السوق المحلي ما شكّل حافزاً إضافياً للطلاب للمضي قدماً في تطوير أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع إنتاجية.
المشاركان بمشروع BOB علي شاكر وأسماء دخل الله أشارا إلى أن المشروع الذي قدموه هو نظام عرض بصري مبتكر يجعل العين بطريقة تجعل العين ترى الصورة بطريقة مستمرة ويضمن وضوح الصورة واستمرار العرض والمشروع مصمم على شكل مروحة الهدف من المشروع ابتكار نظام بصري مبتكر والجدوى الاقتصادية منه جيدة جداً وأضافا إلى أن الملتقى منحنا فرصة لعرض أفكارنا أمام أصحاب الخبرة والمستثمرين مباشرة وهذا بحد ذاته دعم معنوي كبير يمنحنا الثقة بأن أفكارنا يمكن أن تصبح واقعاً.
فرص تعليمية ومهنية مفتوحة
لم تقتصر المبادرات على حديثي التخرج بل شملت أيضاً فرصاً للفئات العمرية الأكبر ممن يسعون لإعادة الاندماج في سوق العمل بعد سنوات من الانقطاع.
وقد قُدمت خلال الملتقى دورات تدريبية ومنح دراسية في مجالات متعددة من التقنية إلى الإدارة، بهدف صقل مهارات الشباب ورفع جاهزيتهم المهنية.
وفي هذا السياق أكدت ميرا خليل مسؤولة التدريب والتأهيل في أحد التطبيقات المشاركة “مزاد” أن هناك توجهاً واضحاً نحو إتاحة فرص العمل والتعليم لكل الفئات العمرية حتى لمن تجاوزوا الخمسين، لأن الاقتصاد الوطني يحتاج إلى خبرات تراكمية إلى جانب الطاقات الشابة.
من التدريب إلى التشغيل
أما عبدالله نجم مدير التسويق في أحد التطبيقات المعنية بفرص العمل “مزاد” فأوضح أن أهمية هذه الفعاليات لا تقتصر على المعارض أو المحاضرات، بل تكمن في “التشبيك الحقيقي بين الكفاءات وسوق العمل” مشيراً إلى تسجيل عشرات طلبات التوظيف وتأمين أكثر من 150 فرصة عمل في قطاعات مختلفة تشمل البرمجة، التسويق، المحاسبة والخدمات العامة، مع الإعلان عن فرص حصرية جديدة خلال الأسابيع المقبلة لتشمل مختلف المحافظات السورية.
جيل يقود مرحلة الإعمار
ختام الملتقى كان بمثابة تأكيد جديد على أن إعادة بناء سوريا تبدأ من الجامعات ومن طموح الخريجين الذين يحملون أفكاراً جديدة ورؤية مختلفة لسوق العمل فجمع هؤلاء الشباب بالمؤسسات والمستثمرين لا يُنتج فرص عمل فحسب بل يزرع الثقة بأن المستقبل المهني في سوريا يُبنى بالمعرفة، والإرادة، والفرص المتاحة للجميع.
وبين طموح الشباب وحاجة البلاد إلى العقول الجديدة يبرز هذا النوع من الملتقيات كـمحرك حقيقي للتنمية ومؤشر على أن مرحلة ما بعد الحرب هي مرحلة إعادة تمكين الإنسان السوري قبل الحجر.