الثورة – فادية مجد:
يحرص مركز البحوث العلمية الزراعية، على الرغم من التحديات التي تواجه عمله، على تنفيذ برامجه العلمية وتقديم خدماته للمزارعين، في محاولة للمساهمة بتحسين واقع الزراعة في المحافظة.
رئيس المركز، الدكتور أحمد يوسف أحمد، أكد أن المركز يعمل على تقديم خدمات علمية وتطبيقية، تخدم الزراعة المحلية والوطنية، تبدأ من تحليل عينات التربة للمزارعين وتقديم التوصيات المناسبة، وتنفيذ تجارب في وقاية النبات، البستنة، المحاصيل الحقلية، الزراعة العضوية، الموارد الطبيعية، والهندسة الزراعية، وتأهيل الكوادر البحثية من حملة الشهادات العليا، بالتعاون مع الجامعات، من خلال تنظيم دورات تدريبية داخلية وخارجية لكوادر المركز، بالإضافة إلى تدريب العاملين في القطاع الزراعي من خارج المركز، وذلك ضمن خطة تأهيل وطنية متكاملة.
خمس محطات بحثية
يتوزع المركز على خمس محطات بحثية، حسب د.أحمد، كلّ منها تؤدي دوراً تكاملياً في خدمة الزراعة، وهي محطة بيت كمونة المتخصصة ببحوث التربة، وتضم مخابر لتحليل الخصوبة
والخواص، محطة الماسة التي تنفذ أبحاثاً في البستنة ووقاية النبات والمحاصيل الحقلية والأصول الوراثية، ومحطة زاهد لبحوث المياه والري، المختصة بالتركيز على تجارب المقننات المائية، وتقييم طرق الري والصرف الزراعي، وتضم محطة مناخية معتمدة، وكوادر هندسية تعمل على تصميم آلات زراعية متخصصة، تلائم طبيعة المحاصيل والبيئة الساحلية.
ويختص موقع زاهد للزراعة العضوية بتجارب الزراعة العضوية على الحمضيات والخضار، ويحتوي على هاضم حيوي لإنتاج الغاز، مع عمله في تشجيع المزارعين على استخدام المخلفات الحيوانية والنباتية، وتقليل الاعتماد على الأسمدة الكيميائية.
وأيضاً محطة الحاطرية، وهي أول محطة جبلية بحثية في منطقة القدموس، تركز على المحاصيل البعلية والأشجار المثمرة التي تناسب طبيعة المنطقة الجغرافية والمناخية، وتسعى لتحقيق أعلى إنتاج ممكن من وحدة المساحة رغم ندرة المياه.
تحديات
إن أبرز الصعوبات التي يعاني منها المركز، أجملها د. أحمد بـ”النقص الحاد في الطاقة الكهربائية، حيث لا تتجاوز ساعات التشغيل ساعة ونصف ساعة يومياً، ما يعوق عمل المخابر والحواسيب، وشح المحروقات اللازمة لتشغيل المولدات والجرارات، إضافة إلى تقادم الآليات الزراعية، وضعف البنية المخبرية، ونقص المواد الكيميائية النوعية الضرورية لتنفيذ أبحاث دقيقة”، لافتاً إلى أن هذه الصعوبات مجتمعة، تؤثر بشكل مباشر على جودة العمل البحثي وعلى قدرة المركز في تقديم الخدمات للمزارعين.
يذكر أن المركز تأسس ليكون ذراعاً علمية داعمة للزراعة في الساحل السوري، مع تنفيذ الأبحاث التطبيقية، وتقديم الخدمات الفنية، وتأهيل الكوادر، والمساهمة في التنمية الزراعية المستدامة، بما ينسجم مع الاستراتيجية الوطنية للهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية.