“ميكروفونات” الباعة الجوّالين.. ضجيج إضافي يفرض نفسه في حلب

الثورة – راما نسريني

مع ازدياد انتشار الباعة المتجولين في شوارع مدينة حلب، زادت شكاوى المواطنين حول ما تسببه تلك الظاهرة من إزعاج كبير، يهدد راحة المواطن حتى داخل منزله.

“نستيقظ كل يوم على أصوات بائعي الخضراوات، الأمر لم يعد يحتمل، نحتاج لإيجاد مكان مخصص لهؤلاء الباعة، بدلاً من الشوارع”، يعبّر وليد ضاهر أحد سكان بستان القصر لـ “الثورة” عن غضبه الشديد من هذه الظاهرة، مشيراً إلى أن طبيعة عمله تتغير وفقاً لنظام صباحي وآخر مسائي “الورديات”، وأنه في بعض الأحيان يحتاج للنوم في ساعات النهار ليستعد لعمله مساءً، فيما حالت أصوات الباعة بينه وبين النوم، في مشهد وصفه بسلب لأبسط حقوق المواطن.

ضوضاء

مرح علوش طالبة في جامعة حلب، أكدت أنها في أيام الامتحانات لا تستطيع التركيز على الدراسة، بسبب الضوضاء التي تحيط بها من كل جانب على حد تعبيرها، مضيفةً: “أحتاج لقسط من النوم ليلاً حتى أتمكن من الذهاب لامتحاني في الصباح الباكر، لكنني لا أستطيع الدراسة إلا في ساعات الليل المتأخرة، بسبب أصوات الباعة المزعجة في النهار، الأمر الذي بدأ ينعكس سلباً على حالتي النفسية والجسدية”.

وأشادت بحلول بديلة، تسمح للباعة بالترويج إلى بضاعتهم، وتسهم في تقليل الأصوات المزعجة على حد سواء، فعلى سبيل المثال بعض بائعي الغاز معروفون بنغمة معينة، أصبحت مرتبطة في أذهان المواطنين ببائعي الغاز.

ليست رفاهية

“خضعت والدتي لعملية جراحية مؤخراً، وتحتاج للراحة والنوم، ولكن الأمر ليس بتلك السهولة في ظل هذا الضجيج الهائل”، سارة بغدادي من سكان شارع الشرعية في حي صلاح الدين، بينت مدى الضرر الواقع على سكان الحي الذي يعج بأصحاب البسطات الثابتة والباعة المتجولين، الذين على حد قولها تصل أصواتهم لداخل البيوت، مانعةً أصحابها من أدنى مقومات الراحة.

“رُزقت حديثاً بمولود جديد ولكي يحظى بالقليل من الهدوء، اضطررت لنقل غرفة النوم لإحدى الغرف الداخلية للمنزل، على الرغم من أنها لا “ترى” الشمس، ولكن على الأقل تصبح بعيدة قليلاً عن الضوضاء”، يشير وليد عبد الله المقيم في حي الميسر في حديثه لـ “الثورة”، إلى أن المواطن اليوم، يجد نفسه مضطراً لإيجاد حلول بديلة، تساهم في تسلل القليل من السكون لحياته اليومية، مؤكداً أن ارتفاع نسبة البطالة وقلة ذات اليد، أسهمت في رفع عدد الباعة المتجولين، والحل من وجهة نظره هو التوجه لتوفير فرص عمل جديدة، توفر حياة كريمة للفرد، ما سيسهم بطبيعة الحال بالحد من تلك الظواهر.

تهدد إنتاجية الفرد

عن تأثير تلك الظاهرة على الصحة النفسية العامة، يؤكد الخبير النفسي طه سلامة لـ “الثورة”، أن الضوضاء تؤثر على القدرة العقلية للفرد، الأمر الذي يؤدي إلى الإحساس بالإجهاد الذهني، وعدم القدرة على الإدراك والتعلُّم، كما تؤثر على المهام التي تحتاج إلى اليقظة والأعمال الحسابية، منوهاً بأن لها تأثيراً سلبياً على صحة الفرد، وقد تؤدي لتدنِّي الأداء والتركيز، وتشتيت الانتباه، وهي سبب في شعور الفرد بالتعب والإرهاق السمعي والجسدي، وبالتالي الحد من إنتاجية العامل، والتأثير سلباً في إمكانيته على العمل.

وأضاف: “طبياً الضوضاء تؤثر أيضاً على قشرة المخ وتحدُّ من النشاط، ويؤدي هذا إلى تحفيز القلق وعدم الارتياح الداخلي، وعدم الاندماج أو التوافق الصحي، كما تؤدي لتوتر عصبي، يزداد أو ينقص مع “نشاز الصوت وقربه”، وهذا قد يُسبِّب انهياراً عصبياً للإنسان، مما يسرع الإصابة بالأزمات الانفعالية”.

وفيما يتوق المواطنون للراحة في مدينة أنهكها الضجيج، يقدم آخرون مقترحات، قد تسهم في حل هذه المشكلة وتعيد لمدينة حلب بعضاً من ملامح الحضارة.

آخر الأخبار
ترامب يوافق على عمليات استخبارية ضد كراكاس وفنزويلا تستهجن حرب أوكرانيا..هل سببت بتراجع نفوذ روسيا في الشرق الأوسط؟  قطر الخيرية تطلق مشروعاً لترميم وبناء مساجد بريف دمشق الشرع يحدد العلاقات السورية - الروسية وفقاً للسيادة الوطنية "الأونروا": "إسرائيل" لم تسمح حتى الآن بإدخال المساعدات إلى غزة الأمم المتحدة: من المهم لسوريا ترسيخ علاقاتها مع جميع الدول زيارة الشرع الى موسكو.. تكريس جديد للعلاقة السورية - الروسية هل تكون جثث الرهائن الإسرائيليين حجة للاحتلال لمواصلة الحرب؟ "رواد الباشان" بين الدافع الأيديولوجي والتواطؤ الحكومي... مشروع استيطاني يتمدد في الجولان الشرع يبلغ بوتين أنه سيحترم كل الاتفاقات السابقة مع موسكو  العفو الدولية تطالب بالإفراج الفوري عن حمزة العمارين الانتهاكات الإسرائيلية ترهق المدنيين السوريين في حياتهم اليومية "الصليب الأحمر": تضافر الجهود الدولية لتأمين بيئة آمنة للسوريين  زيارة الشرع.. خطوة استراتيجية لضبط العلاقة مع موسكو البحوث العلمية الزراعية في طرطوس.. تحديات قاسية وأمل لا ينكسر "ميكروفونات" الباعة الجوّالين.. ضجيج إضافي يفرض نفسه في حلب من باب شرقي إلى الجابية.. تأهيل الطريق المستقيم في مراحله الأخيرة  تجهيز نحو 35 ألف طن من بذار القمح عالي الجودة التقاعد المبكر.. راحة منتظرة أم خسارة مبكرة؟ "مالية" حلب تضع رؤية شاملة لتطوير الأداء المالي والإداري