الثورة – سيرين المصطفى:
تتواصل في مدينة سراقب أعمال تأهيل المركز الصحي تمهيداً لوضع اللمسات الأخيرة استعداداً لإعادة افتتاحه قريباً، وذلك بهدف توفير خدمات طبية متكاملة للأهالي، بحسب ما ذكرته محافظة إدلب عبر معرفاتها الرسمية.
ويأتي هذا المشروع في إطار الجهود المبذولة لتحسين القطاع الصحي في المنطقة، وتعزيز جودة الخدمات المقدمة للمواطنين، بما يسهم في الارتقاء بمستوى الرعاية الصحية وتلبية احتياجات السكان المتزايدة.
في تصريح خاص لصحيفة الثورة قال محمود العثمان مسؤول ناحية سراقب: إنه خلال فترة قصيرة جداً سيكون المركز الصحي جاهزاً وفي خدمة السكان، حيث سيقدّم الخدمات الطبية لهم ويخفف عنهم الأعباء.
ولفت إلى أن سراقب تضم حالياً ما بين خمسةٍ وعشرين ألف نسمة وثلاثين ألف نسمة، سيحصلون من خلال هذا المركز على الخدمات الطبية.
وأضاف أن المركز الصحي في سراقب سيضم عيادات سنيّة، وعيادات أطفال، وعيادات داخلية، بالإضافة إلى طبيب عَظَمي، أي بمثابة مستشفى مُصغَّر، حسب وصفه.
وتابع أن العمل جارٍ حالياً على تفعيل مركز صحي في آفِس، بالإضافة إلى مراكز في المناطق التالية: معر دبسة، مرديخ، وخان السبل. كما أشار إلى أنه خلال هذا الشهر، ستتم المباشرة بترميم مستوصفين بدعم من منظمة اليونيسف، وهما مستوصف كفرعميم ومستوصف الشيخ إدريس.
وعانت المنظومة الصحية في المنطقة من تداعيات تدمير ممنهج مارسه نظام الأسد البائد، الذي جعل المستشفيات والمراكز الطبية أهدافاً عسكرية خلال سنوات القصف، في انتهاك صارخ لقوانين النزاعات المسلحة.
وقد أفضى هذا الاستهداف إلى خروج عدد كبير من المرافق عن الخدمة، وترك المجتمعات المحلية دون بنية علاجية يمكن الاعتماد عليها.
واجه الأهالي العائدون إلى قراهم وبلداتهم في ريف إدلب الجنوبي والشرقي واقعاً صحياً قاسياً، وسط تدهور كبير في الخدمات الطبية وغياب شبه تام للعلاجات النوعية.
ويعكس هذا الوضع هشاشة البنية التحتية الصحية التي خلفتها سنوات الحرب، في وقت باتت فيه أبسط حالات المرض تمثل تحدياً وجودياً للأسر التي تبحث عن الحد الأدنى من الرعاية.
وقد استدعت تلك المعاناة تدخّل الجهات المعنية والرسمية لوضع حلول عملية تُمكّن النازحين من العودة إلى ديارهم، حيث جرى افتتاح عدد من المراكز الصحية في المناطق المتضررة، مثل معرة النعمان وغيرها.
وتواصل الجهات الحكومية جهودها لتعزيز الخدمات الصحية في المنطقة وتحسين مستوى الرعاية المقدمة للسكان.