الاهتمامات الإضافية لتحسين الأوضاع والصحة النفسية

الثورة – حسين صقر:

“الرزق من باب واحد حزين، ومن جد وجد، والعمل عبادة، والوقت كالسيف”، ليست مجرد مقولات وأمثال للتسلية والتعبير عن أننا نجيد الحديث والحوار، ولكنها في حقيقة الأمر عظات، لأن الرزق فعلاً يحتاج للسعي والمتابعة، ولاسيما في هذه الظروف، حيث الاهتمامات الإضافية واستغلال الوقت كي لا يمر سدى يحسن الوضع ويزيد الدخل ويقضي على الملل، ويفتح لنا آفاقاً جديدة ويعرفنا على الآخرين ويبني معهم علاقات طيبة.
وبالعمل والنشاط والمتابعة تتحدد شخصية الإنسان، وبمعرفة اهتماماته نتعرف عليه، لأن العمل والاهتمام وحدهما يعرّفان عنه وعن شخصيته ويعكسان داخله، ولو عاش الإنسان عشرات السنين، لا يدري حقيقة ذاته، ولا تكتمل رؤيته لنفسه، إلا بعد أن يحدد اهتماماته، ولكن شرط أن تناسب تلك الاهتمامات إمكاناته وقدراته وتوصله في النهاية إلى أهدافه، والاهتمام الذي لا يحقق لنا الهدف، لا يعدو أكثر من مضيعة للوقت والجهد المادي والفكري.

فالاهتمامات كثيرة، وأهميتها كبيرة، ومردودها جيد في حال طبقت بشكل صحيح، وتختلف عن الهوايات، حيث الأخيرة يمكن أن نمارسها لتمرير الوقت وتحقيق الفوائد المعنوية أو الجسدية كالمطالعة والرياضة بأنواعها، بينما الاهتمامات هي حب الفرد وانجذابه نحو عمل أو نشاط ما واستعداده لبذل أقصى الجهد والاستمرار فيه لأطول فترة ممكنة لتحقيق الرضا عن النفس بعد تحقيق الأهداف التي يضعها لنفسه بمنطقية وتعقل وتأن.
بالطبع- وليس شرطاً- أن تكون الاهتمامات متطابقة مع تخصص الإنسان ودراسته العلمية والأكاديمية، فنرى الكثير من المهندسين والأطباء والمحامين والإعلاميين والمدرسين وغيرهم من أصحاب الشهادات، يمارسون اهتمامات أخرى لزيادة دخولهم من خلال التجارة والأعمال والتصميم وبعض الأعمال الأخرى، ونفاجأ بأن فلاناً طبيب ولكنه يعمل في المقاولات، ومحام يعمل في التجارة العامة والتعهدات، ومدرس يمارس مهنة ما بعد دوامه، والقائمة تطول.. وقد ينجح هذا الشخص في هذا الاهتمام كمن يمارس ذلك العمل من فترة طويلة.
ونعرف الكثير من الأصدقاء الذين يجيدون العمل في الاثنين بصورة متوازية، وقد يكون مبدعاً في مجال اهتمامه أكثر من مجال دراسته، كون التخصص قد يفرض على الإنسان أحياناً، بينما الاهتمام هو من يختاره بحرية تامة.
دراسات نفسية تؤكد أن الأفراد يحظون بمهارات شخصية من خلال مزيج من العوامل الوراثية والبيئة المحيطة، وأن اختيارهم لمجال العمل أو الدراسة ينبع من هذا المزيج، وأن تلك الاهتمامات ومهاراتها لابد من تطويرها وترسيخها وتأمين العوامل المساعدة كي ينهض الشخص بها وينجح، وهنا يكمن دور الآباء والمقربين بتطويرها وتنميتها منذ مراحل مبكرة من حياة أبنائهم، وذلك عبر التعزيز الإيجابي إذا كانت مفيدة حقاً، والسلبي إذا كانت ستتعارض مع عمله الأساسي، كما أن الأفراد أنفسهم يسعون للحصول على القدرات أو المهارات أو القيم التي تدعم اهتماماتهم، فالاهتمامات دون مهارات تبقى كالسيارة دون عجلات لا يمكن لها أن تسير ولو سنتمترا واحدا.

وتضيف الدراسات: إن فرقاً كبيراً بالفعل بين الاهتمام والهواية، فالأول هو الرغبة في معرفة عن شيء معين والبحث في مكنوناته، أما الهواية فهي ممارسة السلوكية التي ترتبط بالاهتمام.
والفرق كبير بين أن يكون لديك حب لمعرفة ما وراء عمل المدرس أو الموجه التربوي، وبين ان تدخل قاعة صفية، لأنه بالنتيجة تكمن عدة دوافع وراء الاهتمامات، وذلك بسبب ما يدور في محيطنا الاجتماعي والمادي، ولهذا من الضروري تغيير المهارات بشكل مستمر، والإنسان ابن بيئته وظرفه، كما أن الدافع الآخر المسبب للاهتمام هو الحاجة التي تدفع الكثير من الناس، ولاسيما الرجال إلى تركيز اهتمامهم على مجال عمل معين، وإن لم يكن يوافق تخصصاتهم أو ربما رغباتهم، وذلك نتيجة الظروف المعيشية الصعبة.
كما أن هناك دافعاً ذاتياً غير الدوافع التي ذكرناها وهي أن الفرد يجد نفسه في تخصص معين، لكن لم تسعفه الظروف على تحقيق ذلك، وبعد حين يعود ليهتم ويمارس هواية إرضاء لذاته وتحقيقاً لها، وبذلك يبدأ تحقيق فوائد وعوائد إيجابية مادية ومعنوية، فضلاً عن تحسين صحته النفسية نتيجة الحصول على مستوى من الرضا الذاتي.
وطبياً.. فممارسة الهوايات تؤدي إلى حدوث تفاعلات كيميائية في الدماغ تعزز اليقظة الذهنية والتركيز وبالتالي بلوغ الغايات، وحين يمارس الإنسان هوايته ويطبق اهتماماته المنبثقة سوف يساعد ذلك تهدئة العقل والاستمتاع، وبالتالي تساعد على التفكير بصورة أفضل ومن ثم تحسن الإبداع والحفاظ عليه، والحصول على الطاقة اللازمة للاستمرار مما يوفر له دخلاً إضافياً وسلاحاً آخراً يواجه به معارك الحياة ومصاعبها المتواصلة.

آخر الأخبار
الشرع يؤكد أهمية الدور السعودي وبن سلمان يجدد دعم المملكة لسوريا  تشغيل 20 بئراً  لضخ المياه لمدينة حماة ومشاريع توسعة    "الدفاع" تستلم مستودعات السلاح من تشكيلات اللجنة المركزية في درعا   اجتماع ثلاثي في أنقرة غداً لدعم الحكومة السورية مدير" تربية "درعا: جلسة حوارية للنهوض بالواقع التعليمي المواطنة والهوية... نقاشات غنية بأبعاد وطنية  مفكرون وباحثون: يجب إعادة صياغتها بما يتلاءم مع متطلبا... تحقيق لـ"بي بي سي": شبكات خارجية تغذّي الطائفية وخطاب الكراهية في سوريا القصة التعليمية".. أسلوب تربوي لتعليم الأطفال باحثة تربوية لـ"الثورة": تكسبهم ثروة لغوية كبيرة لإيجاد فرص عمل أوسع ..تشبيك بين الرواد الشباب وشركات التكنولوجيا   خطة لتأهيل محطة ضخ دمر بدمشق ومحطات تحلية جديدة  تشغيل 85 بئراً لتأمين مياه شرب صالحة للمواطنين وزير التربية والتعليم : تأهيل 100 مدرسة والعمل جارٍ لتأهيل 400مدرسة أخرى   حملة توعية  لتحسين واقع سوق كشكول تأهيل جسر محجة في درعا   تحصين أبقار حمص ضد مرض الجلد الكتيل جامعة حمص تدرب طلابها  على "نظام إدارة الجودة في المعامل الدوائية تأمين المياه لناحية البهلولية باللاذقية محافظ اللاذقية : السيطرة على الجزء الأكبر من حرائق الريف  الشمالي جولات تفتيشية لمنع أي  زيادات في أسعار " أمبيرات " حلب  "العمق العربي أولاً ".. البحرين على سمت بوصلة السياسة السورية جامعة دمشق.. معرض لإبداعات الحرفي السوري وإحياء المهن التراثية