الواقع السيئ الذي وصل إليه القطاع العام في بلدنا والعاملون فيه لأسباب ذاتية- أكثر منها موضوعية- جعلت النقابات العمالية ترفع الصوت عالياً وأكثر من أي وقت مضى في مؤتمراتها السنوية التي عقدتها في الفترة الأخيرة بجميع المحافظات، كما جعلت ممثلي العمال في مؤتمر اتحاد عمال اللاذقية ومؤتمر اتحاد طرطوس يصرخون بأعلى الصوت منتقدين أداء القائمين على المؤسسات الحكومية وموجهين إليهم اتهامات مختلفة عن الفشل في معالجة الكثير الكثير من الأسباب التي أوصلتنا لهذا الواقع.
ودون الدخول في ما شهدته مؤتمرات النقابات ومؤتمر اتحاد عمال اللاذقية من طروحات أشير إلى أن ما سمعناه من طروحات جريئة وحريصة في مؤتمر اتحاد عمال طرطوس- وبالأخص من قبل رئيس الاتحاد شخصياً- يجعلنا نقول: إن الحكومة والجهات التابعة لها ضربت وتضرب عرض الحائط بكل ما طرح ويطرح في لقاءاتها مع اتحاد العمال وما يرفع إليها في مذكراته الخطية التي يرفعها لوحده أو بناءً على طلبها بعد حضورها جلسة مجلس اتحاد عام هنا ومؤتمر عام هناك وسواء تعلق الطرح بمكاسب للعمال أم بدعم للجهات العامة .
وحتى لا نبقى في العموميات نذكّر ببعض ما تمّ تشخيصه من معاناة سببها عدم معالجة مناشدات ممثلي العمال في الفترة الماضية، فالطبقة العاملة التي تمثل الطبقة الوسطى تتلاشى ما أدى ويؤدي لخلل اجتماعي من الصعب معالجته فيما بعد، والفجوة بين الأجور والنفقات الكبيرة نتيجة رفع الأسعار لم يتم ردمها لا بل تزداد اتساعاً، حيث لم تتم زيادة الأجور والتعويضات بحجة منع التضخم، والإخفاق في تحسين الواقع المعيشي وواقع الكهرباء وغيرها بات حديث الناس والعمال على مدار الوقت!
والرقابة التموينية والإنتاج الزراعي والصناعي والواقع الصحي وفي آليات العمل والمتابعة والاجتماعات واللقاءات التي لا توصل لأي نتيجة إيجابية..الخ.