موازنة المواطن

لا أحد من المواطنين يعرف كيف يتم التصرف بشكل دقيق بالأموال التي تحددها الموازنة العامة للدولة سواء لجهة الإنفاق أم لجهة الايرادات، فما يمكن معرفته هو أنها تحدد مبلغاً للإنفاق العام يجري توزيعه كمخصصات مالية على مختلف الجهات الحكومية، دون أن توضح ما الذي ستفعله تلك الجهات بالأموال المخصصة لها، كما يتم تحديد واردات محتملة تأتي من خلال جملة الضرائب والرسوم والأرباح التي يمكن أن تجنيها مصانع الدولة ومرافقها وبنوكها وما إلى ذلك، دون أن تُفصح بالنهاية عن حجم هذه الواردات التي تمّت جبايتها وإنتاجها، ولا ماذا ستفعله بها ،لاسيما أنه من المفترض أن تنعكس على المواطنين بتحسين أحوال معيشتهم وترقية خدماتهم.
هذا التكتّم عن مثل هذه المعلومات، درجنا عليه حتى صار عرفاً، فربما لا نشعر بضرورة الإفصاح عنه ولكن مفاعيل عدم الإفصاح تتغلغل في مداركنا دون أن ندري، وتتسلل رويداً رويداً لتتراكم بالنهاية وتُشكّل حالة من الاشتباه وعدم الثقة بين الحكومة ومواطنيها.

الأمر يحتاج فقط إلى شفافية حقيقية – لا كلامية – وإلى إفصاحٍ وتوضيح واقعي صادقٍ وملموس قادرعلى إظهارالمشهد الفعلي لكيفية إدارة المال العام أمام الناس بعيداً عن الأوهام والوعود الفارغة وبعيداً عن المتناقضات أيضاً.
فنحن اليوم لا نعرف – مثلاً – كيف تقول الحكومة بأنها تموّل الموازنة بالعجز، في حين نتفاجأ بأنها قد رفعت مقترحاً أو مشروعاً تشريعياً بزيادة الرواتب والأجورممولة من فائض الموازنة..؟! ولا ندري كيف يصحّ هذا الشتاء والصيف تحت سقف واحد..! فالعجز بعكس الفائض، ما يعني أن الحكومة تتعامل معنا بطريقة ما… قد يكون لديها جواب يبيّن لنا كيف تموّل الموازنة بالعجز، ولكننا هنا نحتاج إلى إيضاح من أين جاء هذا الفائض ..؟ وكيف ..؟ وعن أي عجزٍ نتحدث..؟ ما يعني أن هناك حلقة مفقودة تشكل طبقة واسعة من الضبابية تفصل بين الطرفين لتتعمق بذلك حالة الضعف بالثقة واليقين.
هناك موازنة أخرى أطلقت عليها اسم (موازنة المواطن) وهي صيغة مُبسّطة عن قانون الموازنة العامة توضَع لتسهيل وصول المواطنين إلى المعلومات تكريساً لنهج الشفافية، والبدء بخطوات الثقة واليقين بين الطرفين، باعتبار أن هذه الموازنة المُبسطة سهلة الفهم وتُشرك أبناء المجتمع في النقاش العام حول مقاربات الحكومة للمواضيع التي لها تأثير أساسي على الفُرص المتاحة أمامهم وأمام مستقبلهم، وبالتالي تمكينهم من المساءلة والمحاسبة عند اللزوم.. أو تعميق الثقة.. على قاعدة المعرفة.
لا ندري إن كانت موازنة المواطن تناسب حكومتنا بمثل هذه الصراحة والشفافية وتكسب بالتالي ثقتنا الحقيقية.

آخر الأخبار
سورية وإندونيسيا.. شراكة رياضية تنطلق بثقة تعاون مع اليابان في مجالي الإنذار المبكر والرصد الزلزالي مهرجان التحرير الأول يضيء سماء طرطوس.. وعروض فنية ورياضية مبهرة  عودة أكثر من 120 أسرة إلى قرية ديمو بريف حماة الغربي ضوابط القيد والقبول في الصف الأول الثانوي للعام الدراسي القادم نضال الشعار  .. الوزير الذي ربط الجامعات بالوزارات؛ والناس بالاقتصاد   "عمال درعا".. يطالب بتثبيت العمال المؤقتين وإعادة المفصولين  عناية مميزة بقطاع الخيول في حلب الشيباني: العلاقة مع كرواتيا ستكون متعددة الجوانب.. غرليتش رادمان: ندعم استقرار سوريا "ساهم".. تعزيز ثقافة الحفاظ على البيئة في إعزاز  طرطوس تكرّم متفوقيها في الشهادتين  بنزين ومازوت سوريا.. ضعف العالمي وأغلى من دول الجوار  نائب أميركي: حكومة نتنياهو "خرجت عن السيطرة" بعد هجوم الدوحة السعودية:الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا انتهاك للقانون الدولي "أهلاً يا مدرستي".. تهيئة الأطفال للعام الدراسي مباحثات استثمارية بين سوريا وغرفة التجارة الأميركية "المعلم المبدع".. في درعا إدانات دولية متصاعدة للعدوان الإسرائيلي على قطر: تهديد للأمن الإقليمي "الشمول المالي الرقمي".. شراكة المصارف والتكنولوجيا من أجل اقتصاد واعد الشيباني يستقبل وزير الخارجية الكرواتي