تجار اللحوم لم يتخلوا عن أرباحهم في رمضان.. وقرار التصدير يعد بمزيد من الارتفاع.. الخن لـ”الثورة”: تراجع الذبائح إلى النصف
الثورة – دمشق – رولا عيسى:
يسجل لتجار اللحوم رفع أسعارهم مع قدوم شهر رمضان، وتخليهم عن أي تسمية تندرج تحت بند التكافل الاجتماعي.
الغريب أن يقول تاجر لحوم.. رمضان فرصتنا.. بدل أن يقول: رمضان كريم، فخارج رمضان على حد قوله: مبيعاتنا قليلة، أما في رمضان يزداد الإقبال وتكثر الذبائح ، فكيف لي أن أتخلى عن موسم يعتبر دسماً لغلة المحل.
المربون في حالة تريث
يقول آخر إن الارتفاع جاء على خلفية رفع المربين لأسعارهم وتريثهم في البيع بانتظار فرصة التصدير التي أتتهم على طبق من ذهب مع السماح لهم منتصف شهر تشرين الثاني بالتصدير مع بداية نيسان القادم، وأما بائع لحوم ثالث يتحدث عن الاستمرار بتهريب القطعان عبر الحدود وعليه ينكفئ
المربون عن البيع.
أما حال المواطن يقول: يا لها من مبررات كففنا البحث عنها، وما يهم هو تأمين سفرة رمضانية معتدلة وخفيفة على الجيب، وهذه السفرة لم تستطع حلها أو التخفيف من وطأتها مهرجانات التسوق على الرغم من أنها حملت عروضاً مناسبة، لكنها اصطدمت بمقدرة ذوي الدخل المحدود والوصول إليها، لتصبح هذه المهرجانات هي الأخرى للمقتدرين مادياً.
تبريرات غير واقعية
اللافت في ما يحصل من ارتفاع في الأسعار سواء اللحوم أو غيرها من السلع هو أن التبريرات لا تستند على الحقيقة، وإنما كلها تبريرات معتادة مل المواطن سماعها.
الارتفاع ليس جديداً
يقول رئيس جمعية اللحامين محمد يحيى الخن في حديثه لـ”الثورة”: رمضان موسم يزداد فيه الطلب بشكل كبير على مادة اللحوم هذا من الناحية، وأما من الناحية الثانية والأهم أن ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء ليس جديداً فهو بدأ مع منتصف شهر 11من العام 2023 عندما قررت الحكومة السماح بتصدير الأغنام اعتباراً من بداية شهر نيسان.
وأضاف: من يراقب يلاحظ أنه منذ ذلك الوقت بدأ الارتفاع التصاعدي لأسعار اللحوم، فبعدها مباشرة بدأ المربون بالإقلاع عن البيع والتريث بذلك من أجل تسمين ما لديهم من قطعان وحصد أسعار أكبر عن التصدير، وبالتالي ما حصل هو تراجع في كمية العرض على الرغم من وجود مراع جيدة وكميات كافية.
وقال: إن السوق الخارجية تستوعب كميات التصدير مهما بلغت ولذلك فإن المربين في حالة راحة تامة لجهة التقليل من كميات البيع على الصعيد المحلي.
تناقض وتباين مع السعر الرسمي
رئيس جمعية اللحوم أكد أن أسعار اللحوم الحمراء لم تتغير منذ بداية شهر رمضان وتم تحديد سعر الكيلو نسبة الدهون فيه 25% ب 180ألف ليرة للحم الغنم وأما العجل يبلغ الكيلو 160 ألف ليرة.
لكن ثمة تناقض مع هذا الكلام على أرض الواقع وفي الأسواق حيث وصل الكيلو إلى 300ألف ليرة مع النصف الثاني من شهر رمضان المبارك.
ويقول الخن: إن الجمعية كانت بصدد إعداد دراسة لوضع أسعار جديدة للحوم مع تغير حال العرض في الأسواق وارتفاع الأسعار من المربين لكنها تريثت مع قدوم شهر رمضان وأجلت التسعير الجديد إلى نيسان القادم، لافتاً إلى أن سعر الكيلو الحي شهد ارتفاعاً بمقدار 13ألف ليرة ليصبح الكيلو 83 ألف ليرة.
تراجع الذبائح إلى النصف
ولفت الخن إلى تراجع في أعداد الذبائح اليومية في النصف الثاني من رمضان فمع بداية رمضان بلغ عدد الذبائح اليومية 825ذبيحة يومياً وهو ارتفاع عن الأيام العادية حيث كان عددها لا يتجاوز 500ذبيحة يومياً ، ليعود الآن إلى 450ذبيحة في اليوم مما يسجل انخفاضاً بنسبة النصف عن بداية رمضان.
من التصدير إلى الاستيراد
وتوقع رئيس جمعية اللحوم مزيداً من الارتفاع في أسعار اللحوم الحمراء مع بداية شهر نيسان وحلول توقيت التصدير، منوهاً أن الحل في استيراد اللحوم من الخارج وتوفيرها للمواطنين بأسعار تتناسب مع قدرتهم الشرائية.
لكن السؤال.. لماذا نتخذ قرار التصدير إذا كنا فعلاً سنعود إلى مربع الاستيراد؟!