المحاشي والمقالي والمشاوي والشوربة والصلطة والعصائر تتصدر مائدة فيسبوكية في رمضان،أ صناف وألوان لا تسر الناظر إليها في ظل غلاء معيشي قاهر ولهاث وراء لقمة العيش وارتفاع أسعار خضراوات وحشائش وفواكه ومعجنات وحلويات، هي حديث معاناتنا اليومية،نضرب كفاً بكف داعين الله أن يلطف بنا من دون أن نلطف نحن بأنفسنا.
حملات توعية عديدة تنشط للتقليص من ظاهرة نشر الموائد على صفحات التواصل الاجتماعي لجهة التكافل الاجتماعي المعنوي مع آخرين من أصحاب الدخل المهدود والذين لا يستطيعون إرضاء ذوق وعين صغارهم، ومقارنة مع جمعيات أهلية تشارك بالخير بوجبات إفطار تدعم حاجة الصائم الغذائية.
هذه العادة التي يبررها أصحابها بأنها توثيق لجلسة ما وليس للمائدة، هي بالحقيقة إدمان اجتماعي كنوع من الوجاهة والمباهاة يجب الإقلاع عنها اقتناعاً بضررها الصحي عليهم، إذ على الإنسان أن يوفق بين الاستمتاع بلذة الأكل وما تستوجبه القواعد الصحية للتغذية، فالبطنة والنهم يسببان من الأمراض لا حصر لها وليس الغذاء الجيد ما لذ وغلا ثمنه بل هو الغذاء المتوازن المنوع الذي تتوافر فيه العناصر الأساسية لنمو البدن ووقايته، ومن الطبيعي والمؤكد أن كثيراً من حمولة هذه الموائد ستهدر في سلة المهملات.
انعكاسات سلبية ضارة لهذه الظاهرة، من اقتصادية وبيئية واجتماعية وأسرية، يمكننا تلافيها بالوعي ورمضان فرصة ذهبية لتغيير هذا النمط السلوكي، بالتخفيف من الهدر وتحويله إلى خير ننعم به جمعياً في شهر النعمة والخير.