الثورة:
وسط احتفالات جماهيرية واسعة في مختلف المحافظات، تم مساء اليوم إعلان الهوية البصرية الجديدة لسوريا، التي يجسد فيها العقاب الذهبي السوري شعاراً جديداً للبلاد، بعد تحريره من شكله السابق ليكتسب معانٍ عصرية، ويستحضر الماضي للدلالة على استعادة الدولة من جديد، وينظر للمستقبل بمفاهيم مختلفة تأخذ بعين الاعتبار التغيرات الأخيرة.
ومن شأن الهوية البصرية الجديدة، خلق صورة موحدة ومميزة للدولة، تعزز الانتماء الوطني والاعتزاز بالهوية، وتوحيد الجهود في مختلف القطاعات، لبناء مستقبل أفضل لسوريا، يعكس تعدديتها التاريخية والحضارية، وتعكس تطلعات الشعب السوري بجميع مكوناته، نحو السلام والاستقرار، والتقدم على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية.
الشرع : حكاية الشام تستمر بكم وزمان نهضتكم قد حان
وخلال حفل إطلاق الهوية البصرية الجديدة في قصر الشعب بدمشق، أكد السيد الرئيس أحمد الشرع، أن من يستعرض التاريخ يجد أن الشام بداية حكاية الدنيا ومنتهاها، ويتبين له أن ما عشناه في زمن النظام البائد أذلّ حقبة في تاريخ الشام.
وقال: في يوم من الأيام وفي غابر الزمان، ولدت حكاية مدينة اجتمع فيها معشر من الناس، يُقال إن سيرة أوائل الخلق بدأت فيها، وتكاثر الناس، ولكثرتهم بدأت البشرية تحتاج إلى بناء السلوك المنضبط، زرعوا وصنعوا وبنوها، وهكذا حتى بنوا أول عاصمة عرفتها البشرية، إنها دمشق.
وأضاف: أيها الشعب السوري إن حكاية الشام تستمر بكم فيحكي التاريخ أن عصر أفولكم قد ولى وأن زمان نهضتكم قد حان، ودماءكم لم تذهب سدى، عذاباتكم لاقت آذاناً مصغية، وأن هجرتكم قد انقطعت وسجونكم قد حُلت وأن الصبر أورثكم النصر.
وقال الرئيس الشرع: أيها الشعب السوري إن احتفال اليوم عنوان لهوية سوريا وأبنائها بمرحلتها التاريخية الجديدة، هوية تستمد سماتها من هذا الطائر الجارح، تستمد منه القوة والعزم والسرعة والاتقان والابتكار في الأداء.
وأضاف: شعبنا العظيم إن الهوية التي نطلقها اليوم تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، سوريا الواحدة الموحدة، وإن التنوع الثقافي والعرقي عامل إغناء وإثراء لا فرقة أو تنازع. وأن الهوية تعبر عن بناء الإنسان السوري وترمم الهوية السورية التي ألفت الهجرة بحثاً عن الأمن والمستقبل الواعد، فنعيد إليها ثقتها وكرامتها وموقعها الطبيعي في الداخل والخارج.
وقال الرئيس الشرع: لا يمكننا أن نحتفي بهذه المناسبة دون أن نوجه تحية صادقة ممتنة لكل الشباب السوري الذين ساهموا في بناء هذه الهوية، ولكل من شارك فيها داخل البلاد وخارجها مبادرين ومبدعين ومتحدين الظروف ومؤمنين بأن سوريا الحبيبة تستحق المزيد ومعلنين القطيعة بذلك مع منظومة القهر والاستبداد.
وأكد الرئيس الشرع بالقول: لقد أثبتم جميعاً أن سوريا لا تنقصها المواهب بل تحتاج فقط إلى ثقة واحتضان وها نحن نبدأ معكم ومنكم صفحة جديدة تكتب بنور لا ينطفىء.
الشيباني: موت ثقافي لكل ما مثله النظام البائد
من جانبه أكد وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني أن سوريا التي تتم رؤيتها اليوم تشبه الشعب السوري، مشيرا إلى أن الاعتراف بتنوع الشعب السوري نقطة انطلاق نحو المستقبل، وهذا اليوم إعلان موت ثقافي لكل ما مثله النظام البائد من ظلم وفساد مقنع بالشعارات
وقال وزير الخارجية، خلال حفل الإطلاق: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين، وما نحتاجه اليوم روحٌ وطنية تلملم ما تناثر من الهوية السورية، وأضاف إنه: “خلال الأشهر الماضية لم تقبل الدبلوماسية السورية بالواقع المتهالك الذي ورثناه، وكانت في حركة دؤوبة لاستعادة حضور سوريا الدولي”، وعملنا على خطاب يظهر سوريا بوجهها الحقيقي، بعيداً عن الشعارات ويحفظ كرامة المواطن السوري.
ووأكد بالقول: “أردنا إعادة دمشق إلى مكانتها كبوابة للشرق وتكللت جهودنا باستعادة سوريا مكانتها بين الدول وتحولت عودتنا إلى الساحات الدولية من أمنية مؤجلة إلى حقيقة قائمة”.
وأضاف: “التقينا الكثير من الرؤساء الذين أكدوا أنهم سيقدمون الدعم لشعبنا لإعادة بناء وطنهم، وحملنا في كل لقاء وجهاً جديداً لسوريا”. مشيرا إلى أن الجهود توجت برفع العقوبات ورفع علم سوريا في مقر الأمم المتحدة. وقال: سوريا التي نراها اليوم تشبه الشعب السوري، والرمزية السورية اليوم أكثر انفتاحاً ترمز إلى الإنسان السوري وثقافته وأرضه”.
المصطفى: تشبه كل السوريين
بدوره أكد وزير الإعلام حمزة المصطفى، أن الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين وتعبر عنهم، وأن كل عنصر فيها ثمرة مخاض عسير للشعب السوري.
وقال المصطفى خلال حفل الإطلاق: في هذه اللحظة التاريخية نقف اليوم جميعاً على عتبة سردية جديدة في سوريا الجديدة، سردية لم تبن على الرموز وإبهار التصميم بل على إعادة رسم العلاقة بين المجتمع والدولة”.
وتابع: “استعاد السوريون بلادهم بعد عقود من التضحيات، ونعيد تقديم رمز الدولة تجسيداً للانتصار ولعقد سياسي جديد، نعلن فيه أن سوريا صارت فضاء سياسياً من الشعب وإليه”.
وأكد وزير الإعلام أن الهوية البصرية بكل عنصر فيها ثمرة مخاض عسير للشعب السوري، ثمرة تجسد تصور الدولة عن نفسها بوصفها دولة المواطنة والرعاية لا الامتياز.
وأوضح أن الهوية البصرية الجديدة لم تكن نتاج مؤسسة واحدة بل ثمرة عمل جماعي شارك فيه أبناء سوريا داخل الوطن وخارجه ممن اجتمعوا ليسهموا في بناء الدولة.
وقال المصطفى:” الهوية البصرية الجديدة تشبه كل السوريين وتعبر عنهم” .
قدورة: نظرة نحو المستقبل
من جانبه أكد المتحدث باسم فريق تصميم الهوية البصرية الجديدة وسيم قدورة، أن الهوية البصرية ليست مجرد رمز أو شعار، بل وعي جماعي، ونظرة نحو المستقبل، وقال: لم يكن التصميم شعارا أو محسّنا بصريا، بل بناء هوية بصرية وطنية، تُجسّد الحاضر، وتستشرف المستقبل، هذا العمل لم يكن ثمرة إبداع فقط، بل ثمرة بناء هندسي دقيق، وتوثيق متكامل، وتطبيقات قابلة للتنفيذ على المدى البعيد، وقابلة للتطوير المستقبلي.
وأضاف خلال الحفل، أن هذه الهوية لا تتحدث فقط عن سوريا، بل تتحدث باسم سوريا وباسم بيئتها المتعددة، ومؤسساتها، وتأخذ في اعتبارها المعايير الدولية الحديثة في بناء الهويات المؤسسية والتجارية. مشيرا بالقول: لم تكن مهمتنا سهلة، ولم نبحث عن البهرجة، بل عن الحقيقة التي تسكن اللون ورائحة الياسمين الدمشقي، والإطار العربي لسوريا.
وقال: باسم الجمهورية العربية السورية، أقدّم أمامكم اليوم نتاج مسار عمل ممتد، استغرق أشهراً طويلة من البحث والتحليل والتفكير العميق، وانتهى إلى ما نراه اليوم هوية بصرية وطنية متكاملة، تعبّر عن جوهر الدولة السورية، وهويتها السيادية، وعمقها الثقافي والحضاري.
وأهدى المتحدث باسم فريق تصميم الهوية البصرية الجديدة العمل إلى أرواح شهداء النصر الذين بفضل دمائهم نحيا هذه اللحظة و إلى سوريا الوطن، التي تستحق أن تُروى أجمل القصص باسمها وإلى كل من ساهم في تحقيق هذه الرؤية.
احتفالات شعبية
وكانت معظم الساحات العامة في المحافظات، قد شهدت توافداً جماهيرياً واسعاً، للمشاركة في الفعالية، وسط هتافات وطنية عبّرت عن الالتفاف الشعبي والتفاعل مع الحدث، الذي رافقته تجهيزات تنظيمية وعروض ترويجية عبر شاشات عملاقة في بعض الساحات.
ونقل مراسلو “الثورة: انطباعات المشاركين، الذين أكد بعضهم أن إطلاق الهوية البصرية الجديدة خطوة مهمة للتخلص من إرث الظلم والتفرقة التي زرعها النظام المخلوع بين مكونات الشعب السوري، مشيرين إلى أن الهوية البصرية تشكل مستقبلاً واعدا ومزدهرا واملاً مشرقاً، وتعكس ثمرة نضال شعب ضحى لأجل الحرية والمستقبل، وثمرة دماء الشهداء والمظلومين في سجون النظام البائد .
وأكدوا أيضاً بأن الهوية البصرية ليست مجرد ألوان أو شعارات، بل هي انعكاس لروح الدولة الجديدة، دولة العدالة والمواطنة والمساواة، وأن التصميمات تعبر عن الذاكرة التاريخية لسوريا، وفي الوقت نفسه تنظر بثقة إلى المستقبل .