المؤتمر الطبي الدولي لـ”سامز” ينطلق في دمشق

الثورة – علا محمد:

حدثٌ علمي إنساني بارز، يُعقد للمرة الأولى بهذا الحجم داخل سوريا، ليكون منصة رائدة تجمع نخبة من الأطباء والخبراء من مختلف أنحاء العالم، بهدف تبادل الخبرات ومناقشة أحدث التطورات في العلوم الطبية، ولتسليط الضوء على المبادرات الإنسانية في دعم القطاع الصحي السوري.
تحت شعار “معاً لبناء النهضة الطبية والتعليمية في سوريا” افتتح اليوم المؤتمر الطبي الدولي الثالث والعشرين للجمعية الطبية السورية الأميركية “سامز”، بالتعاون مع وزارتي الصحة والتعليم العالي والبحث العلمي، وذلك في قاعة رضا سعيد للمؤتمرات..
وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور مروان الحلبي أكد في كلمته الافتتاحية أن المؤتمر يعكس هوية الحكومة الجديدة، المبنية على قيم الثورة من حرية وكرامة وشفافية.
وقال: “نحن نرى في هذا المؤتمر جسراً يربط سوريا بعقولها المهاجرة، ونعمل على خلق برامج أكاديمية مشتركة، وتعزيز الأبحاث، ودعم مشاريع التعليم الطبي مع الكفاءات في المهجر”.
وأشار إلى أن الوزارة تتبنى رؤية متكاملة لتحديث التعليم العالي تشمل كلاً من التحول الرقمي، تحديث المناهج، إنشاء حاضنات للابتكار بالإضافة إلى تعزيز استقلالية المؤسسات الأكاديمية
ولفت د. الحلبي إلى أن أكثر من 150 ألف أكاديمي غادروا سوريا خلال الحرب، مبيناً اهتمام الوزارة وعملها على إعادتهم بقوله: “صدّرنا مراسيم تهدف إلى إعادة المفصولين والمهجّرين، ونحن بصدد إطلاق وحدة بحثية لمساعدة الباحثين في النشر العلمي الدولي”.
وشدد على أهمية التعليم التقني بقوله “علينا إحياء هذا النوع من التعليم، وتحقيق استقلالية حقيقية للأكاديميين، نحن لا نتحدث عن خصخصة، بل عن استثمار وطني في رأس المال البشري”.
ونوه بأن إجراءات مجلس التعليم العالي الأخيرة المتعلقة بالامتحان الوطني الموحد والسنة التحضيرية، واصفاً إياها بـ”الخطوات المدروسة نحو نظام أكاديمي عادل وعصري”.
مناشدة لخبراء المهجر
وأكد وزير الصحة الدكتور مصعب العلي أن سوريا تقف اليوم على أعتاب نهضة طبية وتعليمية وطنية، مشيراً إلى أن النهوض بالقطاع الصحي مسؤولية مشتركة بين الدولة والقطاع الطبي والمبادرات المدنية.
وتحدث العلي عن استراتيجية الوزارة التي تهدف إلى تعزيز الرعاية الصحية الأولية، وتحديث المستشفيات وتجهيزاتها بالإضافة إلى إدخال التحول الرقمي في القطاع وتدريب الكوادر الصحية بشكل متواصل، وأضاف: “رغم تنفيذ أكثر من 2200 عملية جراحية نوعية، وتزويد المستشفيات بمعدات وإسعافات حديثة، إلا أن التحديات لا تزال كبيرة، وأبرزها نقص التمويل والكوادر المتخصصة والتكنولوجيا”
وختم كلمته بنداء مباشر ناشد به خبراء المهجر.. نطلب من أطبائنا في الخارج الانخراط المستدام في إعادة بناء المنظومة الصحية، فبلدنا في حالة طوارئ وتجاوزها يتطلب جبهة علمية موحدة.
بدوره أكد نقيب الأطباء الدكتور مالك عطوي في كلمته أن الأطباء السوريين في الداخل والخارج تجمعهم رابطة مهنية ووطنية متينة، مشيراً إلى أنه رغم ابتعاد العديد من الأطباء عن وطنهم قسراً، إلا أنهم لم يغيبوا عن همومه، بل استمروا في تمثيل سوريا في المحافل الطبية والإنسانية العالمية.
وأشار إلى أن النقابة تعمل على تعزيز بيئة العمل الطبي من خلال تطوير التعليم الطبي المستمر، والدفاع عن حقوق الأطباء، ورفع مستوى الرعاية الصحية، كما أعلن عن خطوة هامة بقوله: نسعى جاهدين لإعادة كل طبيب فُصل ظلماً من قبل النظام البائد، وهذه أمانة في أعناقنا.
المؤتمر الذي انعقد اليوم ويستمر لغاية السادس من الشهر الجاري يتضمن فعاليات متعددة أبرزها جلسات علمية متوازية تغطي مختلف التخصصات الطبية، عقد مؤتمر علمي للأسنان تنظمه بتنظيم من “سامز”، بالإضافة لـ “أسبوع سامز العلمي” في عدة مدن سورية، وبعثات طبية ميدانية لتقديم الرعاية للمجتمعات الأكثر تضرراً، وإقامة برامج تدريبية وشبكات دعم مهني مخصصة لطالب الطب والمقيمين والمهنيين الشباب.
عقب الافتتاح، انطلق المؤتمر الصحفي بحضور رئيس جمعية “سامز” الدكتور عارف الرفاعي، ورئيس المؤتمر الدكتور نضال الوهر، ورئيس الجمعية السابق الدكتور الدكتور مفضل حمادة.
ولفت الدكتور الرفاعي إلى أنه اليوم نكتب فصلاً جديداً في تاريخ “سامز”، هذا المؤتمر هو أكثر من مجرد حدث علمي، إنه رسالة حياة وأمل نوجهها من قلب دمشق إلى كل طبيب وطبيبة وكل طالب وطالبة حلموا بأن يكون لهم دور في إعادة بناء وطنهم، نؤمن أن العلم والتعاون هما الطريق نحو مستقبل أكثر صحة وإنسانية، وسنواصل عملنا جنباً إلى جنب مع زملاءنا في الداخل لدعم القطاع الطبي السوري بكل ما نملك من خبرة وإمكانات.

بدوره رئيس المؤتمر د. نضال الوهر أوضح أنه أكثر من 600 طبيب وطبيبة مشاركين في المؤتمر، 300 منهم مشاركين من داخل سوريا ممثلين من كل جامعات سوريا، أطباء وخريجين مقيمين، منظمات دولية ومحلية وأيضاً شركات طبية محلية أرادت أن تشارك في دعم المؤتمر
وعبر الحضور عن امتنانهم للجهود المبذولة، وناقشوا ملفات متعددة أهمها تأهيل وتدريب كوادر للتعامل مع ملف المقابر الجماعية باعتبار هناك نقص في الكوادر الطبية في سوريا، وكيفية تقديم التسهيلات للأطباء السوريين الذين يرغبون بالعودة.
وتناول اللقاء النشاطات التي قدمتها الجمعية في الشمال السوري خلال السنوات السابقة، إذ بلغت 30 مليون خدمة طبية في سوريا والمناطق المجاورة، كما أنشأت الجمعية أكثر من 47 مؤسسة طبية من مستشفيات ومراكز بكادر طبي يعمل ليلاً نهاراً بلغ عدده نحو 2500 طبيب وإداري.. وتنطوي رسالة المؤتمر بأنه ليس مجرد تجمع علمي بل هو رسالة صمود وأمل ودعوة مفتوحة لكل العاملين في القطاع الصحي للمساهمة في نهضة سوريا الطبية.

آخر الأخبار
بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا السيطرة  على حريق ضخم في شارع ابن الرشد بحماة الجفاف يخرج نصف حقول القمح الإكثارية بدرعا من الإنتاج  سوريا نحو الانفتاح والمجد  احتفال الهوية البصرية .. تنظيم رائع وعروض باهرة "مهرجان النصر" ينطلق في الكسوة بمشاركة واسعة.. المولوي: تخفيضات تصل إلى 40 بالمئة "الاقتصاد": قرار استبدال السيارات مزور مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة