الثورة – عبد الغني العريان:
استقبل مدير صحة حلب، الدكتور محمد وجيه جمعة، ومعاونه الدكتور مازن حاج رحمون، صباح اليوم وفداً رسمياً من وزارة الصحة التركية، في زيارة تهدف إلى متابعة تنفيذ الاتفاقية الموقعة مؤخراً بين وزارتي الصحة في البلدين، والمتعلقة بتفعيل وتشغيل مستشفى الأورام في مدينة حلب.
وتأتي هذه الخطوة في سياق الجهود الرامية إلى دعم القطاع الصحي في المدينة وتوفير الخدمات التخصصية للمرضى، خاصة في ظل الحاجة الماسة إلى مركز متكامل لعلاج الأورام يخدم سكان حلب والمناطق المحيطة بها.
وتم توقيع اتفاقية بين الطرفين قبل نحو شهر، تتضمن التزامات واضحة من الجانب التركي بتجهيز مستشفى الأورام بشكل كامل، وتأمين المستلزمات الطبية والدوائية اللازمة، إلى جانب إعادة تأهيل البنية التحتية للمستشفى وتزويده بالأجهزة المتطورة التي تمكنه من تقديم خدماته الطبية في مجال الأورام، وخاصة العلاج الكيماوي والإشعاعي، وخدمات التشخيص المبكر.
ويقع مستشفى الأورام إلى جانب مستشفى ابن رشد في مدينة حلب، وهو مبنى تم تجهيزه جزئياً خلال السنوات الماضية دون أن يتم وضعه في الخدمة، بسبب نقص في الدعم الفني واللوجستي.
وخلال الزيارة، قام الوفد التركي، برفقة مديرية الصحة في حلب، بجولة ميدانية شاملة داخل أقسام المستشفى، شملت القاعات المخصصة للعلاج، والمخابر، وغرف العمليات، بالإضافة إلى الأقسام الإدارية والمستودعات، واطلع الوفد على واقع التجهيزات الحالية، ورصد المتطلبات الفنية والتقنية اللازمة لتشغيل المستشفى بشكل كامل خلال المدة الزمنية المحددة في الاتفاق.
وأكد أعضاء الوفد التركي، خلال الاجتماع الذي عُقد عقب الجولة، أن المرحلة الأولى من التنفيذ ستبدأ فوراً، وأن الأعمال ستتم وفق جدول زمني مضغوط يضمن تسليم المستشفى خلال فترة لا تتجاوز 180 يوماً، كما نصّت عليه الاتفاقية الموقعة بين الجانبين.
وأعرب مدير الصحة عن شكره وامتنانه للدولة التركية على هذه المبادرة، مؤكداً أن تشغيل مستشفى الأورام يشكل خطوة محورية في دعم القطاع الصحي في المدينة، خاصة في ظل ارتفاع أعداد المرضى الذين يحتاجون إلى خدمات تخصصية في هذا المجال.
وأشار الدكتور وجيه إلى أن تفعيل المستشفى سيساهم في تخفيف الأعباء الكبيرة الملقاة على عاتق المرضى وذويهم، الذين يضطر كثير منهم للسفر خارج المدينة للحصول على العلاج، في ظل الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تمر بها البلاد.
من جهته، أوضح معاون مدير الصحة، أن الاتفاقية تشمل أيضاً برامج تدريبية للكوادر الطبية والفنية التي ستشرف على تشغيل المستشفى، إلى جانب التعاون في مجال إدارة الموارد وتبادل الخبرات بين الجانبين.
ويُعد مستشفى الأورام في حلب من المشاريع الحيوية التي طال انتظارها، إذ تراكمت في السنوات الماضية حالات مرضى السرطان الذين لم يجدوا في المدينة مركزاً متخصصاً لتقديم العلاج المناسب، ومن المتوقع أن يسهم تشغيل المستشفى في تغطية جزء كبير من الاحتياجات الطبية في هذا المجال، وتحسين فرص التشخيص المبكر والعلاج.
وفي ختام الزيارة، جدّد الوفد التركي تأكيده على التزام وزارة الصحة التركية الكامل بتنفيذ بنود الاتفاقية وفق الجدول الزمني المحدد، وتقديم الدعم الفني واللوجستي اللازم لضمان تشغيل المستشفى وفق المعايير الطبية المعتمدة.