نقلة تاريخية في التعليم.. التربية الدينية تدخل مضمار المنافسة على المقاعد الجامعية

الثورة – فؤاد العجيلي:

في قرار يعتبر نقلة نوعية في سياسات القبول الجامعي، أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي اعتماد علامة مادة التربية الدينية ضمن مفاضلة القبول في الجامعات الحكومية بدءاً من العام الدراسي 2026/2027، هذا القرار الذي يهدف، بحسب الوزارة، إلى تعزيز القيم وبناء الشخصية المتوازنة.

” الثورة ” رصدت في حلب آراء حول منعكسات هذا القرار على الواقع التعليمي والتربوي، حيث أوضح مدرس مادة التربية الإسلامية محمد محو، أن لهذا القرار منعكسات إيجابية على أبنائنا الطلبة من جهة وعلى الواقع الاجتماعي من جهة أخرى، فبإضافة درجة مادة التربية الدينية سيعمل طلابنا على الدراسة الجدية للمنهاج لتحصيل أعلى الدرجات، وهذا ستكون له قيمة مضافة على درجات القبول الجامعي يتمكن من خلالها الطالب التفاضل على تخصصات إضافية.
وأضاف “محو”: إن اعتماد مادة التربية الدينية مادة أساسية، من شأنه تعزيز القيم الأخلاقية والتربوية لدى أبنائنا، وخاصة أن معظمهم قبل هذا القرار كانوا لا يولون اهتماماً لهذه المادة، ونأمل من زملائنا المدرسين ضرورة التفاعل مع منعكسات هذا القرار وشرح أبعاده لأبنائنا الطلبة.

اعتراف بأهميتها وجدواها

من جانبه، مدرس مادة التربية الدينية المسيحية ” جورج عبد الواحد”، لفت إلى أن ذلك اعتراف بأهمية المادة وجدواها، فلطالما شكا الطلاب من إهمال هذه المادة لأنها غير معتمدة، والآن سيكون لها وزنها الحقيقي، ما يحفز الطلاب على فهم وتعزيز الانتماء والهوية الوطنية والقيم السامية التي ترسخها المناهج.
وينوه أستاذ اللغة العربية في المعهد العالي للغات بجامعة حلب الدكتور ياسر صيرفي، بأن قرار إضافة مادة التربية الإسلامية إلى المفاضلة عين الصواب، وقد جاء في وقت مبكر ومناسب كي يعرف الطالب ماله وما عليه، وبهذا يعود الألق صراحة إلى المادة التي كانت شبه مهمّشة.
فالطالب يحتاج لثقافة موسوعية، ولا سيما فيما يتعلق بالجانب الديني الذي نفتقده عند كثيرين من أبنائنا اليوم، آملاً أن تكون هذه الخطوة ناجحة في سبيل الوصول بأبنائنا إلى أعلى مستويات التقدم والرقي.

المخرجات المتوقعة

الخبير التربوي أحمد الحسين يرى أن هذا القرار يعتبر في صميم رسالة التعليم، حيث لا يمكن فصل المعرفة عن القيم، وأن إعادة الاعتبار لمادة التربية الدينية تعزز المناعة الأخلاقية لدى الطالب وترسخ هويته، ما ينعكس إيجاباً على سلوكه الأكاديمي والمهني لاحقاً، مضيفاً: نحن نربي بشراً، وليس آلات تحشو المعلومات.
ولفت الحسين إلى أن القرار يحمل في طياته مخرجات عدة، من أهمها، أولاً رفع مكانة المادة، إذ من شأن هذا القرار أن ينهي حالة “التهميش” الطوعي لمادة التربية الدينية من قبل بعض الطلاب وأولياء الأمور، لتصبح على قدم المساواة مع باقي المواد الأساسية. ثانياً: تغيير نمط الدراسة، إذ سيدفع القرار الطلاب إلى اعتماد أسلوب الفهم والتحليل في دراسة المادة، بدلاً من الحفظ المؤقت، ما يعمق الأثر التربوي المنشود. ثالثاً: تعزيز العدالة، إذ يعدّ هذا القرار شكلاً من أشكال العدالة للمعارف، حيث إن كل مادة تساهم في تشكيل عقل ووجدان الطالب لها قيمتها، ويجب أن ينعكس ذلك في تقييمه الشامل.

بين الترحيب والتحفّظ

في جولة ميدانية لاستطلاع آراء الطلاب والطالبات حول قرار اعتماد مادة التربية الدينية في المفاضلة، انقسمت الآراء بين مؤيد يرحب بالخطوة ومتحفظ، فيما عبر آخرون عن مخاوف عملية.
الطالبة ميرفت العلي (طالبة في الصف العاشر) قالت: إن القرار عظيم، فدائماً كنت أحب مادة التربية الإسلامية وأدرسها باهتمام، لكن بعض زملائي كانوا يستغربون جهدي لأنها لا تدخل في المعدل، الآن الجميع سيهتم وسنستفيد فعلاً من الدروس والقيم وليس فقط للحفظ، أشعر أن اجتهادي فيها سيقدر بشكل عادل. و أملت الطالبة ماري إلياس (طالبة في الصف الثاني عشر) أن يكون القرار عادلاً للجميع، مضيفة: إذا كنا سنُختبر في مادة التربية المسيحية، فهل سيكون مستوى صعوبة امتحان الشهادة الثانوية ومعيار التصحيح مكافئاً لمادة التربية الإسلامية؟ هذه النقطة سيكون لها تأثير على مستقبلنا الجامعي. فيما أبدى الطالب علي الأحمد (طالب في الصف الحادي عشر علمي) تحفظاً، إذ يقول: أنا كطالب في الفرع العلمي، أحلم بدخول كلية الطب، مواد مثل الفيزياء والكيمياء تتطلب جهداً هائلاً، وإضافة مادة جديدة للمفاضلة سيزيد العبء علينا، أتمنى أن يكون التقييم فيها بشكل يراعي الفروق بين الطلاب ولا يكون صارماً، أو أن تحتسب بنسبة معينة لا تؤثر سلباً على طلاب العلمي.
وتضيف الطالبة عائشة سليمان (طالبة في الصف الثالث الثانوي أدبي): هذا القرار يعيد التوازن، نحن طلاب الأدبي غالباً ما نتميز في المواد الإنسانية والتربوية، وإضافة التربية الدينية ستعطينا فرصة أفضل للمنافسة في التخصصات الجامعية التي نطمح إليها، وستثري شخصيتنا وهويتنا.

آخر الأخبار
بين الرواية الرسمية والسرديات المضللة.. قراءة في زيارة الوزير الشيباني إلى الصين حملات مستمرة لإزالة البسطات في شوارع حلب وفد روسي تركي سوري في الجنوب.. خطوة نحو استقرار حدودي وسحب الذرائع من تل أبيب مدرسة أبي بكر الرازي بحلب تعود لتصنع المستقبل بلا ترخيص .. ضبط 3 صيدليات مخالفة بالقنيطرة المعارض.. جسر لجذب الاستثمارات الأجنبية ومنصة لترويج المنتج الوطني المضادات الحيوية ومخاطر الاستخدام العشوائي لها انطلاقة جديدة لمرفأ طرطوس.. موانئ دبي العالمية تبدأ التشغيل سوريا والتعافي السياسي.. كيف يرسم الرئيس الشرع ملامح السياسة السورية الجديدة؟ هل تسهم في تحسين الإنتاجية..؟ 75 مليون دولار "قروض حسنة" لدعم مزارعي القمح نقلة تاريخية في التعليم.. التربية الدينية تدخل مضمار المنافسة على المقاعد الجامعية الاقتصاد بين طموحات خارجية وتحديات داخلية كيف يعزز العلاج الوظيفي جودة الحياة؟ محادثات سورية - أردنية لتعزيز مبادئ الحوكمة المؤسسية في الشركات آلاء حجازي.. لون ملتزم بحدود زمان ومكان حملة الوفاء تنهض بالمدارس الريفية في إدلب درعا والقنيطرة تحت المجهر.. قراءة في خرائط النفوذ وهندسة الأمن السوري قيمتها بالمليارات .. المجتمع الأهلي يزود مستشفى جاسم بتجهيزات طبية من قصر العدل بحلب.. انطلاق أولى جلسات المحاكمة العلنية لأحداث الساحل بين نيّة التنظيم ومعاناة المراجعين.. ازدحام في مديرية النقل بحلب