الثورة -زهور رمضان:
بعبارات قلقة وقلب مجروح عبرت الطالبة المتفوقة همسة صارم في الصف الثامن عن حزنها الشديد من علامة اختبارها الضعيفة في مادة الاجتماعيات، التي كانت مفاجأة بالنسبة لها ولعائلتها، إذ أكدت أنها كانت تقضي ما بين ثلاث إلى أربع ساعات تحضر درس التاريخ وتكرر المعلومات، إلا أنها تعاني من نسيانها بعد لحظات من حفظها.
همسة، مع زملائها في الصف يعانون من ضخامة المنهاج وصعوبة حفظه، ناهيك عن كثافة المعلومات المهمة التي تجعل الطالب تائهاً بينها وغير قادرعلى الاختصار أو تحديد الأهم منها.
كما لعب تأخر وصول الكتب إلى المدارس هذا العام دوراً سلبياً في تمكين الطالب من متابعة الدرس مع المدرس في القاعة الصفية، ما اضطرهم إلى تأجيل حفظ بعض الدروس التي أصبحت متراكمة عليه لحين بدء المذاكرات التي كانت نتائجها سيئة لدى معظم الطلاب.
فيما أكدت الطالبة زينب محمود في الصف الثاني الثانوي الأدبي أنها تواجه صعوبة لغاية تاريخه من حفظ أي درس في التاريخ بالشكل المطلوب، لأنه صعب الفهم والحفظ، إذ اعتادت على استنتاج المعلومة من الفقرة.
أما اليوم فهي مضطرة لحفظ كم كبير من المعلومات، هذا ناهيك عن طول الدرس وكمية المعلومات الهائلة فيه، لذلك اضطرت إلى تأجيل حفظه حتى يوم العطلة نتيجة لضيق الوقت خلال اليوم.
وبدورها الطالبة زينب إسماعيل في الثالث الثانوي الأدبي، أكدت أنها تستهلك حوالي ثلاث ساعات لتتمكن من حفظ درس التاريخ أو الجغرافيا، معللة ذلك بأن الدروس طويلة والمعلومات كثيفة، وهي غيرقادرة على الاختصار، خوفاً من حذف معلومة قد تكون مهمة، وربما تأتي سؤالاً رئيسياً في الامتحان، مشيرة إلى أن المنهاج جديد، وهم غير مدربين عليه، وبالتالي يحتاج إلى شرح مبسط من معلم المادة حتى يساعد الطالب في فهمه، والتمكن من كل معلومة مهمة فيه.

استخدام الوسائل التعليمية
وبناءً على ما تقدم التقت” الثورة” المدرس الاختصاصي في المواد الاجتماعية أيهم عيد، الذي أكد لدى سؤالنا عن رأيه في منهاج الاجتماعيات الحالي بأن هذا المنهاج أفضل، لأن القديم كان سهلاً وبعيداً عن المعلومات التاريخة، فهذا الجيل لا يعرف إلا التراث، وليس لديه فكرة عن التاريخ، ولافتاً إلى أن المنهاج الحالي يعتمد على فكرة الأسلوب القديم المرتكز على عدة مهارات.
مشدداً على أن المشكلة تكمن في معاناة الطالب مع الحفظ لعدم وجود قاعدة معلومات سابقة يستطيع من خلالها ربط الأحداث، وأضاف عيد: إن فكرة “بصم ” المعلومة لم تعد موجودة، فالجفرافيا تعتمد على تحويل مفاهيم مجردة إلى صورة ذهنية لدى الطالب من قبل المدرس، الذي أصبح دوره هو الأهم في حل معضلة الطالب مع الحفظ، وهذا الدور صعب لأن لديه كماً هائلاً من الشرح حتى يكون قادراً على إعطاء الطالب المعلومة والربط الصحيح، خاصة أن هناك حلقات مفقودة عند الطلاب حالياً.
فطالب الشهادة الإعدادية مثلاً، لا يعرف شيئاً عن التاريخ في الصفين السابع والثامن، مشيراً إلى أن هذه الصعوبات ستنتهي لاحقاً بالتدريج.
حلول مقترحة
وعن الحل لهذه المشكلة، بين عيد أنه على المدرس إعطاء الدرس بطريقة خريطة ذهنية، أو خريطة مفاهيم، أو خريطة زمنية، أو جدول زمني، بحيث يمكن للمدرس تقسيم الدرس إلى أسباب ونتائج وإعطاء تعاليل وحلها للطالب، وكذلك استخدام الخريطة في الشرح، ما يساعد الطالب على فهم الدرس واستيعاب المعلومة بسهولة.
الأسلوب القصصي
فيما يرى المدرس كنان كامل أن مادة الاجتماعيات جميلة وسلسة، وهي تعبرعن التاريخ القديم، الذي من المفترض تعليمه للطالب حالياً، ولكن بشكل تدريجي، معتمدا الأسلوب القصصي الذي يمكن أن يكون أكثر جاذبية للطالب.
وبين أن المعلم يستطيع تقسيم الدرس إلى فقرات، وتحديد الأهم وشرح المعلومات بشكل مبسط، أواعتماد وضع أسئلة من الفقرات وتدريب الطالب على حلها في الصف، ما يسهل حفظ الدرس عليه ويمكنه من ربط المعلومات في ذهنه بشكل صحيح.
وركز كامل على أهمية تسميع الدرس للطلاب وطرح الأسئلة على الجميع، أو إجراء اختبارات بسيطة بشكل متكرر كي يعتادوا على فكرة حفظ الدرس وعدم تأجيله للأيام القادمة.