الثورة – نعيمة الإبراهيم:
أقيم في فندق البوابات السبع في دمشق مساء أمس ندوة حوارية حملت عنوان تأثير الإعلام على الذاكرة الجمعية وخطاب الكراهية”، بتنظيم من مؤسسة شرف للإعلاميين السوريين والمؤسسة الإعلامية عنب بلدي، بمشاركة نخبة من الإعلاميين ونشطاء في المجتمع المدني.
تناول رئيس مجلس إدارة هيئة ميثاق شرف الإعلاميين السوريين ومدير المركز الصحفي السوري أكرم الأحمد في بداية الندوة مفهوم الذاكرة الجمعية وتأثيرها التاريخي على تشكيل الوعي الاجتماعي، ولاسيما خلال أحداث الثورة السورية، وكيف عمل النظام البائد على تشويه الذاكرة بدءاً من انقلاب البعث في ستينيات القرن الماضي، وعرض تاريخ الذاكرة الجمعية المشوقة والمهمة مقابل ذلك الإرث الثقيل، لاسيما في ظل انتشار خطاب الكراهية على نطاق واسع فهذه مرحلة حساسة تحتاج إلى الوحدة ونبذ الاختلاف.

وفي تصريح لصحيفة “الثورة” بين الأحمد أهمية الندوة في التأسيس لحوار وطني شامل يجمع كافة أطياف المجتمع السوري والعمل على تقريب وجهات النظر قدر الإمكان والإضاءة على طرق بناء السرديات الإيجابية وتفكيك خطاب الكراهية والاتفاق على خطوات عملية بين الصحفيين كوثيقة شفهية لنبذ خطاب الكراهية.
شكل المحور الثاني من جلسة تأثير خطاب الكراهية على السلم الأهلي وتعزيز الاستقرار موضع نقاش وحواراً كبيراً بين الضيوف والمشاركين.
رأى البعض أن الأولوية في وضع تشريعات قانونية تحد من خطاب الكراهية وتعزز مبدأ السلم الأهلي، والبعض الآخر رأى أهمية التركيز على نشر ثقافة الاحترام المتبادل في ظل التعددية الثقافية والدينية.
في هذه الجانب تؤكد الكاتبة والصحفية سعاد جروس ضيفة الندوة لصحيفة “الثورة” أهمية مواجهة خطاب الكراهية ونبذ عقلية الثأر والانتقام والعمل على تعزيز مفهوم بناء الدولة، وضرورة إيجاد أرضيات مشتركة تعزز مفهوم التنوع ضمن مجتمع ووطن تشاركي جامع.
وأشارت جروس إلى أهمية تفعيل قوانين الجرائم الإعلامية خاصة الإعلام الالكتروني ووسائل التواصل الاجتماعي لردع التجاوزات.
شهدت الندوة سجالات وحواراً موسعاً بين المشاركين تناول قصصاً وتجارب يمكن البناء عليها في تعزيز مفهوم أن سوريا بلد تتسع للجميع من دون إلغاء الآخر أو إقصائه.
بينما أكد المدرب الإعلامي حسام نجم أهمية هذه الندوة والعمل على تشكيل الوعي الجمعي كمرحلة أولى، بالتوازي مع دور الإعلام في تحقيق السلم الأهلي والمساهمة في محاربة خطاب الكراهية وعدم تكرار الأخطاء بالتالي يجب أن يكون الخطاب الإعلامي موضوعياً بعيداً عن الانحياز والتأطير، وأن يكون ضمن إطار وطني شامل للجميع.
ونوه نجم إلى تأثير وسائل الإعلام في تكوين الرأي العام وضرورة العمل على رفع مستوى وعي الأفراد بأهمية معرفة مصادر الخبر أو المعلومة والتمييز ما بين الخبر والتضليل الإعلامي.

في حين طرح المشاركون أهمية مشاركة الآخرين للإعلام في تأدية دوره ومهمته في إيصال الحقيقة والحد من التضليل والتحريض كل من موقعه ومسؤوليته.
الناشطة المجتمعية هفاف مقدسي في تصريحها لصحيفة الثورة: أكدت أن التغيير من مفهوم السردية القديمة، خاصة في مرحلة سوريا الجديدة ورؤيتها للمرحلة القادمة بدا من قطاع التربية والتعليم وطبيعة المناهج التي تشجع على المواطنة والسلم الأهلي ونبذ العنف، إضافة الى المحتوى الفني والثقافي، لنكون فيه شركاء حقيقين في بناء سردية وطنية جديدة مبينة على العدالة والمواطنة. وقد خلصت الندوة إلى عدة توصيات للحكومة والمؤسسات الإعلامية تتعلق بدعم الصحافة بما يعزز مسؤولية تقديم المحتوى كأفراد ومؤسسات وإقرار سياسات عامة للذاكرة الإيجابية بالإضافة الى إيجاد أطر قانونية لمحاربة خطاب الكراهية وتعزيز الشراكة بين الدولة والمجتمع المدني والإعلام وإدماج مفاهيم مواجهة الخطاب واستخدام الإعلام المسؤول. وفيما يخص المؤسسات الإعلامية والصحفيين تركزت التوصيات على تبني أخلاقيات الصحافة وأهمية التأكيد على حوارات متخصصة مع الخبراء في التغطيات الإعلامية بما يضمن التنوع، إضافة إلى إعطاء الأولوية لصوت المتلقي لإيصال صوته على جميع الأصعدة، وذلك لتعزيز مشاركة الإعلام في بناء السلم الأهلي المجتمعي.