الثورة – سهى درويش :
في لغة غير منطوقة، تتناغم فيها الألوان وتتساقط الإبداعات، تُعبّر عن المكنونات والمشاعر، يبرز اسم الفنانة التشكيلية آلاء حجازي.
تلك التي استطاعت أن تجمع بين دراستها للأدب العربي وموهبتها الفطرية في الرسم، لتبدع لوحات تجسد ما يحيط بها من أفكار وأحلام، وتعكس جوانب من روحها في كل ضربة فرشاة.

قصاصات ورقية
تعود حجازي بذاكرتها إلى طفولتها، إذ كانت أولى خطواتها مع الفن عبر رسم الشخصيات الكرتونية على قصاصات ورقية، تلك الرسومات، التي كانت تملأ دفترها الخاص، كانت بداية حكايتها مع الرسم، التي لم تتوقف حتى اليوم.
في حديث خاص مع “الثورة”، أشارت حجازي إلى أن شغفها بالفن بدأ من تلك اللحظات البسيطة، عندما كانت تقضي ساعات طويلة تبتكر فيها رسومات تروي قصصاً من خيالها، وتوثق عبر خطوطها وألوانها لحظات براءتها وأحلامها.

التطور والإحترافية
وتسترجع آلاء تلك المرحلة التي انتقلت فيها من رسم الشخصيات الكرتونية إلى تصميم الأزياء خلال فترة الدراسة الإعدادية، إذ كانت تصور على الورق تصاميم مبتكرة، وترسم العارضات بأزياء من صنع خيالها، ثم في المرحلة الثانوية، ازداد شغفها بالفن، فكانت اللوحات التي تخلقها تركز بشكل أكبر على رسومات الطبيعة، فكل شجرة، زهرة، أو مشهد طبيعي كان يحكي لها قصة، وكانت ألوانها تزداد تنوعاً وتعبيراً.
المعارض والتجارب الفنية
في سؤال عن أولى محطاتها الفنية، قالت حجازي إن أول معرض فردي لها كان خلال مرحلة دراستها الجامعية، ومنه انطلقت لتشارك في عدة معارض فردية ومشتركة في أماكن مختلفة، ورغم أن بداية مسيرتها لم تكن سهلة، إلا أن إصرارها على التميز والتطور كان دافعاً لمزيد من التجارب والإنجازات.
حرفية وتمكين
أما عن كيفية اكتسابها لمهارات الرسم، فقد أوضحت آلاء أن الممارسة المستمرة كانت العامل الأهم في صقل مهاراتها، ورغم أنها لم تلتحق بأي دورات تدريبية، فإنها استطاعت تعلم الكثير من خلال متابعة أعمال فنانين آخرين على منصات التواصل الاجتماعي، وكان ذلك مصدر إلهام كبير لها.
حتى الأدوات التي كانت تستخدمها كانت بسيطة للغاية، مثل الألوان الخشبية والمائية، ما كان يؤثر على مستوى الرسومات، لكن رغم هذه الصعوبات، كانت حجازي مصرة على الاستمرار في تطوير مهاراتها حتى وصلت إلى مستوى عالٍ من الاحترافية.
موهبة وإصرار
ورغم عدم تلقيها في البداية للتشجيع المطلوب من محيطها، لم تثنِ هذه الظروف الفنانة حجازي عن المضي قدماً في تطوير موهبتها، بل على العكس، كانت تلك التحديات تزيدها إصراراً على تنمية مهارتها، لتصبح فيما بعد مصدر إلهام لأشخاص آخرين.
وبعد نجاح معرضها الأول، أصبحت عائلتها الداعم الأول لمسيرتها الفنية، فبدأت تستخدم ألوان الأكريليك الاحترافية، وتوسعت في موضوعات لوحاتها التي امتدت من الرسم على القصاصات الورقية إلى الرسم على كراتين بأحجام كبيرة، ما ساعدها على تنمية مهاراتها الفنية بشكل أكبر.
نافذة للحلم
تميل آلاء حجازي في رسوماتها إلى المدرسة التجريدية وتوظيف الرسم التفريغي، ما يضفي على أعمالها طابعاً خاصاً يعكس رؤيتها الفنية الفريدة.
ومن خلال الفن التشكيلي، تطمح آلاء إلى توسيع آفاق أحلامها، متمنية العمل مع مصممي الأزياء في مجال الرسم والتصميم.
الفن مرآة الروح
وفي ختام حديثها، أكدت آلاء حجازي أن الفن بالنسبة لها هو مرآة تعكس أعماق الروح، إذ تتجسد عبره مشاعرها وأفكارها بألوان تحمل التفاؤل والجمال.
لوحاتها تنبض بالحياة، في ألوانها تتجلى خضرة الطبيعة، وزرقة البحر والسماء، وتراب الأرض النقي، بينما رسمات قلم الرصاص تتحدث عن شفافية الروح، لتبقى بذلك آثاراً خالدة تُترجم أحلام الفنانة على قماش الحياة.