الثورة – لينا شلهوب:
شهدت مدارس أرياف محافظة إدلب خلال الأسابيع الأخيرة حركة متزايدة من أعمال الترميم والصيانة، ضمن مشروع “حملة الوفاء لإدلب” الذي أطلقته مديرية التربية بالمحافظة بالتعاون والتنسيق مع وزارة التربية والتعليم، وذلك بهدف دعم البيئة التعليمية واستعادة البنية التحتية المتضررة جراء سنوات من الإهمال والظروف الطارئة.
ويعد المشروع كما يؤكد مدير الأبنية المدرسية في وزارة التربية والتعليم المهندس محمد الحنون لصحيفة “الثورة”، واحداً من أبرز المبادرات الرامية إلى إعادة تأهيل المنشآت التعليمية في المناطق الريفية، حيث يشمل عدداً من المدارس التي تحتاج إلى تدخّل عاجل لضمان استمرار العملية التعليمية بأقل التحديات.
وأشار الحنون إلى أن أعمال الترميم تتضمن تنفيذ سلسلة من الإجراءات الأساسية لتحسين الجاهزية المدرسية، بدءاً من إصلاح الأسطح المتصدعة وإعادة معالجة الجدران المتضررة، مروراً بصيانة المرافق الصحية، وإعادة تأهيلها بما يضمن مطابقتها لشروط السلامة العامة، وصولاً إلى تركيب أبواب ونوافذ جديدة لتعزيز الحماية داخل الصفوف، كما تشمل الأعمال تجهيز الغرف الصفية بوسائل تعليمية مناسبة وتوفير الشروط الأساسية لخلق بيئة تعليمية مريحة وآمنة للطلاب والمعلمين على حد سواء.
إشراف هندسي وخطة مدروسة
كما أضاف مدير الأبنية المدرسية أن أعمال الترميم التي يشهدها ريف إدلب تأتي ضمن خطة منظّمة تعتمد على مجموعة من الأولويات التي حددتها اللجان الفنية بعد جولات ميدانية واسعة، لافتاً إلى أن الهدف الأساسي من الحملة هو ضمان استمرار العملية التعليمية وفق معايير سلامة وجودة مقبولة، خاصة في القرى والبلدات التي عانت من تدهور كبير في البنية المدرسية خلال السنوات الماضية، وبناء على حديثه، فإن الفرق الهندسية تتابع تنفيذ الأعمال بشكل مباشر، مع الحرص على اختيار مواد ذات جودة مناسبة لضمان استدامة الإصلاحات لفترة طويلة.
فيما نوه الحنون بأن التحدي الأكبر الذي نواجهه يتمثل في العدد الكبير من المدارس التي تحتاج إلى تدخل عاجل، مشيراً إلى أن الحملة تسير وفق جدول زمني محدد يوازن بين الإمكانيات المتاحة والاحتياجات المتزايدة، علاوة على ذلك فإن التعاون بين مديرية التربية والجهات المنفذة يسهم في إنجاح العمل وتسريع وتيرة الإنجاز، مع الالتزام بتطبيق المعايير الهندسية المتبعة في مثل هذه المشاريع.
أهمية نفسية وتربوية
من جانبه، يرى الخبير في التخطيط التربوي سامر اليوسف أن مبادرات إعادة التأهيل تلعب دوراً حاسماً في استعادة استقرار القطاع التعليمي في المناطق الريفية، حيث ترتبط جودة البيئة المدرسية بشكل مباشر بمستوى التحصيل العلمي ودافعية الطلاب، وتطرق إلى أن المدارس ليست فقط أماكن للتعلّم، بل هي مساحات آمنة يحتاجها الأطفال يومياً، وأي خلل في جاهزيتها ينعكس على العملية التعليمية بأكملها، وفي هذا السياق أكد أن حملات الترميم المستمرة يمكن أن تشكل خطوة أولى نحو اعتماد خطة شاملة لإعادة بناء البنية التعليمية في المنطقة.
تطلعات الأهالي وانتظار النتائج
وبينما تستمر الفرق الفنية في تنفيذ الأعمال وفق الجدول المحدد، يعلق سكان الريف الإدلبي آمالهم على أن تسهم حملة الوفاء في تحسين واقع التعليم وتوفير بيئة أكثر استقراراً لأبنائهم، خاصة في مرحلة يشهد فيها القطاع تحديات عديدة تتطلب تكاتف الجهود الرسمية والمجتمعية لدعم العملية التعليمية وضمان استمراريتها.