تحديات جمة تواجه العمل الإنساني في الخدمة المجتمعية

الثورة – مريم إبراهيم:

تباعاً أخذ الحديث في مجالات العمل الإنساني باختلاف تسمياته وعناوينه، يأخذ أبعاداً كثيرة ويطرح الكثير من الرؤى والأفكار والمبادرات التي تتمحور حول أهداف وغايات، عنوانها الأبرز تقديم الخدمة المجتمعية والإنسانية للشرائح المجتمعية المستحقة، فالعمل الأهلي سواء من المنظمات غير الحكومية أم غيرها من جهات وأصحاب مبادرات، ومؤسسات خيرية، وفرق دفاع مدني، وغير ذلك بات عملها يشهد خطوات مهمة في إحداث نتائج إيجابية وجدوى ملموسة من خطط عمل، لم تعد متمحورة ضمن مجال واحد فقط، بل باتت متعددة الاختصاصات والجوانب الخدمية التي تحتاجها وتنشدها العديد من الشرائح، ولاسيما منها الأكثر احتياجا وفقرا، والأكثر هشاشة في المجتمع.

وفي ضوء أهمية العمل الإنساني تم إقرار التاسع عشر من شهر آب كل عام باليوم العالمي للعمل الإنساني، فلا بد من جهود متضافرة لمواجهة أزمة إنسانية، ومع ارتفاع الاحتياجات الإنسانية بشكل قياسي في جميع أنحاء العالم.

ففي الأزمات والكوارث والظروف الإنسانية الصعبة من حروب وهجرة ونروح هناك آخرون من اشخاص وجهات يبادرون بتقديم الدعم والمساعدة بأشكال شتى للمتضررين وأصحاب الحاجة، لتخفيف المعاناة والمساعدة على تجاوز الصعوبات ما أمكن ذلك.
وفي سوريا وبعد عشر سنوات من الحرب التي كان لها تأثيرا كبير على جوانب العمل الإنساني كما في قطاعات أخرى، وفي ظل ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة كانت الحاجة ملحة ليأخذ هذا النوع من العمل سواء لجمعيات أم لأفراد أم لمتطوعين، دوره الجوهري والفاعل في العمل التنموي المجتمعي، ووصول الخدمة المناسبة لجميع الفئات المستحقة للخدمات المجتمعية بما يحفظ كرامة المستهدفة ويضمن لهم الاحتياجات والتعافي ضمن الإمكانيات والجهود المتاحة.

برامج خيرية وإعاقات

عضو مجلس إدارة اتحاد الجمعيات الخيرية صفوان الحموي يقول لصحيفة الثورة: في اليوم العالمي للعمل الإنساني نجدد العزم على استكمال المسيرة ومواصلة السعي لدعم الإنسان ولكل الناس من غير النظر إلى أي خلفية أو عرق، إذ يتميز مجتمعنا السوري باللهفة والكرم والاحساس بالآخر، وهذا ما يساعد الجمعيات على الاستمرار ببرامجها الخيرية والصحية التعليمية والتنموية، فالخير أصيل في هذه البلاد.

ويشير إلى أنه رغم الدعم الذي تتلقاه الجمعيات من المجتمع المحلي، الا أن هناك مواجهة كبيرة لبعض الصعوبات من أهمها نقص السيولة وعدم التمكن من سحب ما يكفي منها من الحسابات البنكية.

وفي هذا الامر قال الحموي: نناشد وزارة المالية والبنك المركزي بتخصيص كتلة نقدية للعمل الخيري، ولاسيما الضروري منه، وعدم تركنا تحت رحمة البنوك، كما نناشد الحكومة بإعادة النظر بالشراكة مع المجتمع الأهلي الذي يشكل ثلث القوة المنتجة في كل المجتمعات وعدم التقليل من قدرته على النهوض بالبلد، بالتوازي مع السعي للحصول على الدعم الدولي، ونقترح احداث آلية مرنة في كل وزارة لتلقي المقترحات والدراسات من الجهات ذات الخبرة والكفاءة ليصار الى دراستها وتفعيل ما يناسب منها، وحالياً التواصل مع المسؤولين صعب جداً، مؤكداً على الاستمرار بالسعي لمساعدة الناس قدر امكاننا وتطوير العمل ورفع مستوى الشفافية بما يحقق ثقة متبادلة بين أبناء الشعب ومؤسساته كافة في جميع المجالات بما يؤدي لوصول الخدمة الإنسانية لجميع مستحقين هذه الخدمة في الظروف الصعبة.

في جميع الأوقات

الباحثة الاجتماعية عبير موسى تقول في حديثها لـ”الثورة”: إن العمل الإنساني يفرض وجوده في سوريا منذ سنوات، وهو حاجة وضرورة تتأكد أهميتها في حدوث الأزمات والكوارث المختلفة، ففي الظروف الإنسانية الصعبة برزت جهود الجمعيات الخيرية لتقديم شتى أنواع الخدمة، وفي ظروف الزلزال كانت هناك المبادرات الشبابية والتطوعية من جميع الشرائح لتقديم مجمل مجالات الخدمة المجتمعية، في جميع الاوقات، ومؤخراً جسد العمل الإنساني أجمل صوره في ظروف الحرائق التي سببت الكثير من الآثار السلبية على البيئة والإنسان بشكل عام، ودمرت مساحات واسعة من الغابات والغطاء النباتي، وكان واضحاً جهود الشباب المتطوعين الذين ساهموا في تقديم العون في هذه المناطق المنكوبة بأبسط الإمكانيات والوسائل مع جهود الجهات المعنية وفرق الدفاع الوطني للسيطرة على هذه الحرائق.

وتضيف: إن هناك العديد من مبادرات التطوع في سوريا، تهدف إلى دعم المجتمع ومواجهة التحديات المختلفة، وتشمل هذه المبادرات مجالات متنوعة مثل الإغاثة الإنسانية، والتعليم، والرعاية الصحية، وتمكين الشباب، وتنفيذ مبادرات ومشاريع تنموية وإنسانية، بهدف تعزيز التماسك المجتمعي وتكريس ثقافة العطاء والتعاون، وهناك جمعيات مختصة تساعد الأطفال السوريين النازحين واللاجئين في المخيمات والمناطق الأكثر خطورة وهيئات إنسانية تعمل على ترسيخ ثقافة العمل التطوعي وإعادة رسم خارطة التطوع في سوريا، من خلال تنظيم فعاليات ومحاضرات حول أهمية التطوع، وإطلاق حملات تطوعية في المجال الصحي، وتقديم خدمات طبية وإغاثية، وتجميل المرافق العامة وتعزيز المشاركة المجتمعية في المدينة، وكذلك مبادرات لإزالة الأنقاض والنفايات الصلبة، وهذه الأعمال تستهدف مختلف المناطق والمحافظات، وذلك كله يعزز من أهمية العمل التطوعي ومساهمته في التخفيف من معاناة الأفراد المتضررين، ويعزز التماسك المجتمعي والوحدة الوطنية، ويساهم في بناء القدرات وتنمية المهارات لدى الشباب، ويعزز قيم العطاء والمسؤولية الاجتماعية، ويلعب دوراً هاماً في إعادة إعمار وتأهيل المناطق المتضررة.

شباب التطوع

ويؤكد عدد من الشباب المتطوعين أهمية ودور العمل الإنساني في سوريا، إلا أنه يواجه تحديات كبيرة بسبب الصراع المستمر والوضع الاقتصادي الصعب، ويشمل هذا العمل توفير المساعدات الطارئة، ودعم النازحين واللاجئين، وإعادة التأهيل، ومكافحة الألغام، وتلبية الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والمأوى والرعاية الصحية.

وتواجه المنظمات الإنسانية صعوبات في الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب القيود الأمنية والتمويل المحدود، وهناك حاجة ماسة إلى تنسيق أكبر بين المنظمات المحلية والدولية لضمان وصول المساعدات بشكل فعال.

وأبرز جوانب العمل الإنساني تتمثل في المساعدات الطارئة من توفير الغذاء والماء والمأوى والخدمات الصحية الأساسية للمتضررين ودعم النازحين واللاجئين، وتوفير الملاجئ المؤقتة، والمساعدات الغذائية، والرعاية الصحية، وترميم المنازل والبنية التحتية المتضررة، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، وتلبية الاحتياجات الأساسية، وتمكين المنظمات المحلية وتوسيع نطاق عملها لتلبية احتياجات السكان المحليين، وحماية المدنيين وتخفيف معاناتهم في ظل النزاع، ومن المهم العمل والتشاركية بين مختلف الجهات لضمان وصول المساعدات بشكل فعال، وإيجاد حلول مناسبة للصعوبات التي تواجه العمل الإنساني ولاسيما ما يتعلق بالتمويل وتأمين الموارد اللازمة، وغياب التنسيق، ما يؤثر على سرعة الاستجابة وكفاءتها، وهناك التحديات الاجتماعية والنفسية، إذ يعاني العديد من السوريين من صدمات نفسية واجتماعية نتيجة للحرب والنزوح، مما يتطلب تقديم دعم نفسي مناسب للمتضررين.

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية