الثورة – منهل إبراهيم:
لا تزال التباينات السياسية بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تعرقل اتخاذ موقف موحد تجاه ما يحصل في غزة، ومع استمرار الحرب الإسرائيلية المدمرة على القطاع وسكانه، انتقدت صحيفة الغارديان البريطانية تقاعس الاتحاد الأوروبي تجاه الكارثة الإنسانية الكبيرة التي تتعاظم في غزة، وذلك في مقال حمل عنوان “هناك كلمة واحدة تصف تقاعس الاتحاد الأوروبي تجاه غزة: العنصرية”.
ودعت الغارديان في مستهل مقالها إلى محاسبة الاتحاد الأوروبي على “تواطئه” مع ما تصفه بــ”الإبادة الجماعية” في غزة، تماماً كما يتعرض للمساءلة في قضايا أخرى مثل اتفاقيات التجارة، وتحدثت الصحيفة عن العقوبات المتاحة للاتحاد الأوروبي “والتي ما زالوا يرفضون نشرها، والكثير من أدوات الضغط التي يرفضون استخدامها”، وذلك في إشارة إلى اتفاقيات التجارة بين الاتحاد الأوروبي وإسرائيل.
وترى الغارديان أن أوروبا تملك أدوات ضغط كالتجارة والأبحاث والعقوبات لكنها ترفض استخدامها بسبب ضغوط داخلية وخارجية، وبسبب شعور تاريخي بالذنب، والعلاقات الاقتصادية والسياسية العميقة مع إسرائيل.
وتؤكد الصحيفة البريطانية أنه بوسع أوروبا ممارسة ضغط حقيقي وفعال على إسرائيل لوقف الاعتداءات الإسرائيلية الخطيرة والمتكررة على الفلسطينيين في قطاع غزة، وتسلّط الغارديان الضوء على “تحيزات” أوروبا فيما يتعلق بالغزو الروسي لأوكرانيا وحرب غزة، بقولها “تتغذى التحيزات الداخلية والخارجية لأوروبا على بعضها البعض وتدعم بعضها البعض. هذا الارتباط ليس مجرداً، بل يتجلى بوضوح في التفاوت في معاملة أوكرانيا وغزة”. وتشير الصحيفة البريطانية إلى أن الاتحاد الأوروبي لن يستعيد مصداقيته ما لم يجرؤ على مواجهة “العنصرية الهيكلية والتسلسلات الهرمية الاستعمارية الراسخة التي لا تزال تُشكل النظرة الأوروبية للعالم”.
وتطالب الغارديان في ختام مقالها، “بوقف خطط إسرائيل لاحتلال غزة بأكملها، وإدخال الغذاء على وجه السرعة، ووقف إطلاق نار فوري”، باعتبار أن ذلك هو الحد الأدنى لإنقاذ ما تبقى من صورة أوروبا كمدافع عن العدالة وحقوق الإنسان. وفي وقت سابق نشرت صحيفة “يوأوبزرفر” مقالاً حصرياً، يُسلط الضوء على تسريب تقرير الاتحاد الأوروبي حول غزة لعام 2024 وتصرفات إسرائيل في الحرب.
وبدأ المقال بالحديث عن المراجعة التي يجريها الاتحاد الأوروبي حالياً بشأن شراكته مع إسرائيل، في ضوء تصرفاتها في حربها على قطاع غزة، والتي يتوقع إتمامها قبل نهاية العام. ثم ينتقل المقال للحديث عن مراجعة أجرتها وحدة حقوق الإنسان، في وزارة خارجية الاتحاد الأوروبي، لتصرفات إسرائيل في تشرين الثاني عام 2024، والتي ظهرت نتائجها في وثيقة داخلية سرية للغاية، أمر بها جوزيب بوريل مسؤول الخارجية في الاتحاد الأوروبي آنذاك.
ولم تنضم ألمانيا ولا إيطاليا إلى الدول الـ 17 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، التي دعت إلى مراجعة المادة الثانية من اتفاقية الشراكة في 20 أيار، وكتبت يوأوبزرفر: “لقد فقد الاتحاد الأوروبي مصداقيته بالفعل في دول الجنوب وفي نظر جمهوره العام، بمنحه إسرائيل تصريحاً مجانياً بشأن غزة”.
ونقلت الصحيفة عن هيو لوفات، خبير شؤون الشرق الأوسط بمركز أبحاث المجلس الأوروبي للشؤون الخارجية، قوله: “يكمن الخطر الأكبر في أن تطيل مفوضية الاتحاد الأوروبي عملية المراجعة، وفي النهاية لا تُصدر قراراً بشأن المادة 2، تاركة القرار للدول الأعضاء”، مشيراً إلى أن ذلك هو أحد النتائج التي “يتكهن بها مسؤولون بالاتحاد الأوروبي في جلسات خاصة”. ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة، وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، ارتفعت حصيلة شهداء حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في القطاع الغزاوي، إلى أكثر من61 ألفاً و499 شهيداً، إلى جانب تسجيل وفيات يومية نتيجة حرب التجويع وسوء التغذية.