الثورة – رفاه نيوف:
يُشكّل استمرار النشاط التصديري عبر مرفأ طرطوس دليلاً ملموساً على عودة التعافي التدريجي للقطاع الاقتصادي، ويُسهم بشكل مباشر في رفد الخزينة بالقطع الأجنبي، وتثبيت الحضور السوري مجدداً في الأسواق الدولية.
ويعد الفوسفات السوري من أهم المواد التي استؤنف تصديرها منذ التحرير وحتى اليوم، وتكمن أهمية الفوسفات السوري الاستراتيجية في أن سوريا تُعد من بين الدول الخمس الأولى عالمياً من حيث احتياطي الفوسفات.
عن أهمية الفوسفات السوري ومواصفاته وعدد البواخر المصدرة وحمولتها، والخطط المستقبلية لتحقيق الاستثمار الأمثل، والصعوبات التي تواجه العمل، تحدث مدير المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية سراج الحريري لصحيفة الثورة، أن مرفأ طرطوس يشهد حركة تصدير كبيرة، وأن عدد بواخر الفوسفات التي تم تصديرها عبر هذا المرفأ بلغت منذ التحرير وحتى اليوم 15 باخرة، بإجمالي حمولة تجاوزت 354 ألف طن إلى تركيا ومصر ورومانيا وروسيا والهند.
أهم الثروات المعدنية
وأكد الحريري أن الفوسفات السوري يعتبر ثروة اقتصادية، تقاس جودته حسب احتوائه على نسبة P2O5(خماسي أكسيد الفوسفور)، وذلك لاستخداماته العديدة، وأهمها صناعة الأسمدة بمعظم أشكالها، إضافة إلى استخدام الفوسفات في مجالات واسعة، حيث يعتبر الفوسفور المتخرج من الفوسفات عنصراً أساسياً مهماً في مجال الصناعة.
وتزداد أهمية الفوسفات السوري نظراً لوجود العناصر الملحقة بالفوسفات، وأهمها الفاناديوم وانخفاض نسبة الكادميوم المشعة، لذا يعتبر أهم الثروات المعدنية ذات الأهمية الاقتصادية الكبرى التي تحقق ريعية، ترفد الخزينة العامة للدولة والقطع الأجنبي.
تحقيق الاستثمار الأمثل
وأشار إلى أن مناجم الفوسفات توجد في منطقة تدمر وغيرها من المناطق المستثمرة على مدى 50عاماً، كانت ولا تزال تشكل مرفقاً اقتصادياً بالغ الأهمية، لا بد من إدارته بعناية لتحقيق الاستثمار الأمثل له، وفي ظل استثمار هذا الخام الحيوي داخلياً وخارجياً، كونه يشكل عنصراً أساسياً في العديد من الصناعات الحيوية، مثل صناعة (الأسمدة الفوسفاتية الصلبة والسائلة والأدوية وغيرها. وبناء عليه تقوم مؤسسة الجيولوجيا والثروة المعدنية، بالتعاون مع الشركة العامة للفوسفات والمناجم بوضع آلية جديدة للاستثمار والإنتاج والتسويق وتسعير الفوسفات السوري، على أمل تحقيق الاستثمار الأمثل له، ليكون أحد اللاعبين الأساسيين في السوق العالمية كأحد المصدرين المنافسين.
خطة لتنمية التصدير
وتعمل المؤسسة- حسب الحريري- بالتعاون مع شركة الفوسفات حالياً على زيادة الطاقة الإنتاجية في المناجم، وصولاً إلى الحد الأقصى القادر على تلبية كافة طلبات الشراء المقدمة من الزبائن المحتملين، للوصول بالمرحلة الأولى إلى / ١٠ / ملايين طن، وفي المرحلة الثانية إلى /20 / مليون طن.
كما تعمل على تشغيل معامل الشركة، لتصل تدريجياً إلى طاقتها الإنتاجية، وتأمين النوعيات المختلفة من الفوسفات ( جاف، مغسول، مركز).
وأكد الحريري أن المؤسسة تسعى لتفعيل النقل بالقطار، لتخفيض التكاليف، من خلال تأهيل الخط السككي الواصل بين المناجم ومرفأ طرطوس، الأمر الذي سينعكس إيجاباً على سعر الفوسفات المصدر.
إلغاء الرسوم الجمركية
وتتواصل المؤسسة مع هيئة المنافذ البرية والبحرية لإلغاء تكاليف الرسوم الجمركية المفروضة حالياً على كميات الفوسفات المصدرة والبالغة /3/ دولارات للطن الواحد، والتي تؤثر بشكل مباشر على أسعار الفوسفات. إذ أصبح من الصعب التنافس مع دول الجوار المصدرة للفوسفات من النوعيات المماثلة، والتي لا تفرض مثل هذه الرسوم على فوسفاتها، الأمر الذي يعطيها هامشاً أكثر مرونة للمنافسة.
وبين الحريري أن المؤسسة تضع خططاً مستقبلية وصولاً لعام 2026 وما بعده، بحيث تكون المؤسسة خلاله قادرة على بيع الفوسفات بشروط FOB, من خلال تأهيل الرصيفين 18 _ 19 في مرفأ طرطوس ،للتوافق مع الخطط الإنتاجية الموضوعة والهادفة بعام 2027 الوصول لكمية /20/ مليون طن.
صعوبات تواجه العمل
ومن أبرز الصعوبات التي تواجه العمل كما أكد الحريري، إعادة تأهيل مرفأ طرطوس حتى متمكن من البيع على نظام F0B، والتحويلات البنكية المرتبطة برفع العقوبات عن المصرف المركزي من أجل تسهيل عمليات البيع.
إضافة إلى معاناتنا من قدم التجهيزات المعدات، والنقص الحاد بالأيدي الخبرة (جيولوجين، فنيين، كيميائي….).