الثورة – جهاد اصطيف:
نظمت دائرة الإرشاد الزراعي والتعليم والتنمية الريفية في مديرية زراعة حلب، بالتعاون مع مركز البحوث العلمية الزراعية ودائرة زراعة منبج، اليوم، ندوة إرشادية متخصصة حول الزراعة المحمية داخل البيوت البلاستيكية، وذلك في المركز الثقافي بمدينة منبج، بمشاركة عدد من المعنيين والمزارعين، في إطار الجهود المبذولة للنهوض بالقطاع الزراعي وتعزيز سبل دعم المزارعين.
خلال الندوة، قدم الدكتور أسامة حتى، من مركز البحوث العلمية الزراعية، عرضاً مفصلاً حول مفهوم الزراعة المحمية، وأهميتها في زيادة الإنتاجية وتحقيق عائد اقتصادي أكبر مقارنة بالزراعة التقليدية.
وأوضح أن البيوت البلاستيكية تعد حلاً عملياً لتجاوز التحديات المناخية التي تواجه المزارع السوري، من ارتفاع درجات الحرارة صيفا أو موجات الصقيع شتاء، ما يسمح بإنتاج الخضراوات في غير مواسمها الطبيعية وتوفيرها للأسواق بأسعار منافسة.
من جانبه، أكد رئيس دائرة الإرشاد والتعليم الزراعي والتنمية الريفية، المهندس باسل قريد، أن الهدف من عقد هذه الندوة في مدينة منبج، هو رفع مستوى الوعي الزراعي لدى المزارعين وتشجيعهم على الاستثمار في الزراعة المحمية، التي توفر فرصاً واعدة لتحسين الدخل الفردي للمزارع، وبالتالي رفد الاقتصاد الوطني.
يشار إلى أن الزراعة المحمية أصبحت إحدى الأدوات الاستراتيجية لمواجهة تقلبات المناخ، والطلب المتزايد على المحاصيل الزراعية في الأسواق المحلية والخارجية، وأن بعض المزارعين في ريف حلب الشرقي والغربي بدأوا بالفعل بتوسيع استثماراتهم في هذا المجال، وهو ما يتطلب دعماً فنياً ومالياً مستمراً.
وتؤكد الإحصائيات الزراعية أن اعتماد الزراعة المحمية على نطاق واسع في محافظة حلب، يمكن أن يسهم في رفع إنتاجية المحاصيل بنسبة تصل إلى 40 بالمئة خلال السنوات الثلاث المقبلة، الأمر الذي يدعم الأمن الغذائي المحلي، ويقلل من الاعتماد على الاستيراد لبعض الأصناف.
وتأتي هذه الندوة لتشكل خطوة عملية في مسار دعم القطاع الزراعي بحلب ومنبج، وتؤكد أن الزراعة المحمية لم تعد خياراً ثانوياً، بل أصبحت حاجة ملحة في ظل التغيرات المناخية والتحديات الاقتصادية. ومع تضافر جهود المزارعين والخبراء والجهات الرسمية، يمكن لهذا النمط من الزراعة أن يتحول إلى رافعة اقتصادية حقيقية، تسهم في تحسين معيشة الفلاح وتعزيز الأمن الغذائي الوطني.