الثورة – سنان سوادي:
تسببت موجة الحر غير المسبوقة، التي شهدتها سوريا خلال الأيام الماضية، بخسائر كبيرة لمربي الأسماك.
المستثمر في مجال الاستزراع السمكي زياد بشير بين لـ”الثورة” أن لديه حوضين مساحتهما خمسة دونمات، تسببت موجة الحر بنفوق نحو 2,5 طن من السمك من نوع (كارب قمري، ظاظان) أعمارها حوالي سنتين، وأوزانها ما بين الكيلو ونصف والـ2 كيلو.
مناشدات
وأشار إلى أن خسارته تقدر بنحو 100 مليون ليرة بالحد الأدنى. آملاً من الجهات المعنية المساعدة لتقليل الخسائر من خلال التعويض، إما بشكل مادي أو من خلال توزيع الاصبعيات.
بدوره، ذكر وليد بشير أن خسارته من السمك بلغت حوالي طن ونصف الطن بقيمة تقدر 85بـ مليون ليرة.
فيما أضاف يوسف أبو تك: لدي مسمكة مساحتها 400 متر، والسمك الموجود فيها من نوع البوري، أعمارها ستة أشهر نفقت جميعها، وبلغت خسارتي نحو 100 مليون ليرة ونتمنى المساعدة لكي نستطيع الاستمرار بالمهنة.
أسباب نفوق السمك
الباحث في المعهد العالي للبحوث البحرية الدكتور أمير إبراهيم، أوضح أن موجة الحر تسببت بانخفاض كمية الأوكسجين المنحل في المياه إلى الحد الذي لا تستطيع فيه الأسماك تحمله، فحصل الاختناق والموت.
وبين أن نقص الأوكسجين شائع جداً خلال فترة الصيف، بسبب ارتفاع درجة حرارة الماء وتناقص مقدرتها في الحفاظ على الأوكسجين، ما يؤدي إلى زيادة نشاط الميكروبات والأحياء الأخرى المستهلكة للأوكسجين وزيادة نشاط العمليات الفيزيولوجية بالجسم والذي يحتاج إلى أوكسجين أكثر مما هو متوفر.
وتلعب كثافة الأسماك ومعدلات نمو العوائق النباتية وغيرهما دوراً كبيراً في ذلك، ويمكن الاستدلال على نقص الأوكسجين من خلال الموت المفاجئ أو التدريجي للأسماك، ويسبق ذلك فقدان الشهية وإحجام الأسماك عن تناول العلف وتوجهها نحو مناطق الحوض ذات نسب الأوكسجين الأعلى، وأفواهها مفتوحة متلهفة للمزيد من الأوكسجين وبطء السباحة، وترنح الأسماك أثناء الحركة والإجهاد. كما يلاحظ على المدى البعيد نقص معدلات النمو وظهور الأمراض المختلفة عند الأسماك.
معالجة نقص الأوكسجين
وبين د. إبراهيم أن هناك طرقاً عدة لمعالجة نقص الأوكسجين، منها الحقن المباشر بالهواء أو الأوكسجين من خلال مضخات خاصة باستخدام خراطيم، توضع أسفل الحوض. وكثيراً ما تستخدم هذه الطريقة بشكل روتيني في مزارع التربية المكلفة لتغطية الاستهلاك الزائد من الأوكسجين بواسطة الكثافات العالية من الأسماك، وخاصة عند ارتفاع حرارة المياه، ومن خلال التهوية الميكانيكية عن طريق ضخ ماء الحوض إلى الأعلى الهواء لبعثرته في الهواء على شكل رذاذ ليمتلئ بأوكسجين الهواء ويعود ثانية إلى الحوض، أو من خلال شفط الماء ثم إعادة ضخه على شكل تدفقات تماثل الزبد، وهذه الإجراءات تزيد من فرص انحلال أوكسجين الهواء بالماء.
يضاف إلى ما سبق زيادة معدل تدفق الماء الغني بالأوكسجين إلى الحوض لتعديل النقص الحاصل، وإجراء عملية تصريف من مياه قاع الحوض التي تكون فقيرة بالأوكسجين واستقدام مياه غنية به لإنقاذ الموقف. وفي هذه الحالة يجب أن يكون مصرف الحوض مصمماً بطريقة تسمح بالتخلص من مياه القاع دون غيرها.
التوقف عن التعليف
وأوضح د. إبراهيم أنه بمجرد ملاحظة علائم نقص الأوكسجين الحاد، يجب التوقف مباشرة عن التعليف لأيام عدة ريثما تتم معالجة النقص، وذلك لأن الأسماك سوف تحجم عن تناول العلف لبعض الوقت، ما يتسبب في رسو العلف المقدم نحو القاع وتنشيط البكتيريا الهوائية المحللة له مستنفدة بذلك الأوكسجين من مياه الحوض ذاته، ومسببة بالتالي نقصاً آخر، ويجب مراقبة الأسماك على مدى أسبوعين بعد معالجة نقص الأوكسجين، وذلك لمراقبة أي أثر للأمراض والذي يحصل عادة في حالات نقص الأوكسجين.