الثورة – عدي جضعان
استفاقت مدينة حمص صباح الأحد 23 تشرين الثاني/نوفمبر على جريمة قتل وصفها البعض بأنها بشعة ولا إنسانية، ووصفها البعض الآخر بأنها أشعلت فتيل فتنة.
حيث أقدم فيها جناة ملثمون على مداهمة بيت عبد الله الناصري الخالدي الواقع على طريق زيدل بريف حمص وقتلوه هو وزوجته، ثم كتبوا عبارات طائفية على جدران المنزل قبل أن يلوذوا بالفرار.
قوى الأمن الداخلي في حمص أعلنت تطويقها للمكان وفتحت تحقيقا لكشف تفاصيل الجريمة وتحديد هوية القاتلين.
وفي وقت لاحق أعلنت قوى الأمن الداخلي، عن تمديد حظر التجول في عدد من الأحياء حتى الساعة الخامسة من عصر هذا اليوم، وشمل الحظر أحياء العباسية، الأرمن، المهاجرين، الزهراء، النزهة، عكرمة، النازحين، عشيرة، زيدل، كرم الزيتون، كرم اللوز، حي الورود، ومساكن الشرطة.
ووفقاً للبيان الصادر عن الأمن الداخلي دعا السكان إلى الالتزام بالقرار حرصاً على سلامتهم، ولتمكين الأجهزة الأمنية من إتمام الإجراءات الميدانية الجارية.
وفي تصريحات للعميد مرهف النعسان، قائد الأمن الداخلي في حمص، أشار إلى الصدمة التي أثارها الحادث، مما دفع الناشطين عبر منصّات التواصل الاجتماعي للتحذير من إمكانية تحول الحادث إلى مواجهات طائفية، مطالبين السلطات بالتدخل العاجل لاحتواء الوضع لحين اكتمال التحقيقات وكشف هوية الجناة.
وفي وقت لاحق عززت قوات الأمن من وجودها في بلدة زيدل، داعية الأهالي إلى ضبط النفس وعدم اتخاذ ردود فعل قد تؤدي إلى تصعيد أوسع في المنطقة.
بيان مشترك
أعلنت عشائر محافظة حمص، وعلى رأسها قبيلة بني خالد، ووجهاء وشيوخ المحافظة، عن استنكارها الكامل لهذه الجريمة البشعة التي راح ضحيتها الضحيتان.
وأكدت العشائر في بيان مصور صدر الأحد 23 تشرين الثاني/نوفمبر 2025 أن هذه الجريمة تحمل في طياتها مخططات خبيثة تهدف إلى إشعال الفتنة الطائفية وزعزعة الاستقرار في المنطقة.
وأوضح البيان أن استخدام بعض الأطراف لعبارات استفزازية في الحديث عن الحادثة يكشف عن نية مبيتة لإدخال المنطقة في توترات أمنية وخلق شرخ مجتمعي يهدد وحدة أبناء المنطقة.
وشدد البيان على أن العشائر تقف بشكل كامل إلى جانب الدولة في اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لضبط الجناة ومنع أي محاولة لاستغلال الحادثة.
كما طالبت العشائر الجهات المختصة بالكشف عن الجناة بأسرع وقت ممكن وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل.
ودعت العشائر، جميع أبناء محافظة حمص إلى الالتزام بضبط النفس وعدم الانجرار وراء أي دعوات قد تؤدي إلى تصعيد الأوضاع، مؤكدة أهمية التعاون الكامل مع الجهات المختصة في جميع الإجراءات الأمنية، وخاصة ما يتعلق بفرض الحظر على التجوال في بعض المناطق.
وأكدت العشائر دعمها الكامل لجهود الأمن الداخلي في تعزيز الاستقرار وحماية المواطنين، مشددة على أن هذه الحادثة لن تمر من دون محاسبة الجناة، وأن حمص ستبقى دائماً رمزاً للوحدة الوطنية والتعايش المشترك.