الثورة – عبير علي :
يجد الفنان التشكيلي أندري جبور نفسه محاطاً بعناصر الطبيعة في مدينة صافيتا التي تلهم أعماله الفنية.
ومنذ سنوات طويلة أخذ على عاتقه أن تكون منحوتاته نوافذ مفتوحة على معاناة الإنسان السوري، ومرآة تعكس واقع المجتمع بتفاصيله المؤلمة والمفرحة على حد سواء.

أندري الذي ينتمي إلى المدرسة التعبيرية الواقعية، يرى في النحت على الخشب وسيلة للتعبير عن الأحاسيس الداخلية، ويؤمن أن على الفن حمل رسالة إنسانية وأخلاقية.
“أي عمل فني لا يحمل رسالة لا يرتقي إلى المستوى المطلوب”، هكذا بدأ حديثه لصحيفة “الثورة”، مشيراً إلى أن السنوات الأخيرة كانت حافلة بالبحث عن تجسيد حالات اجتماعية تلامس مشاعر الناس وتعرض معاناتهم في مواجهة التحديات اليومية.
منحوتاته التي تتنوع بين الأحجام الصغيرة والمتوسطة، تحمل رسائل مؤلمة وأخرى مليئة بالأمل، كما لو كانت صرخة أمل في زمن الألم.
موضوعات مثل “الحب، الجمال، الأمومة، الأبوة، الشقاء، الألم”، هي مجرد بعض من العناوين التي استلهم منها منحوتاته، التي يستخدم فيها أنواع مختلفة من الخشب مثل الزيتون والجوز والتوت والزان.
عن طريقة عمله، يقول: “أبدأ برسم الشكل على الخشب، ثم أقوم بقصه بشكل أولي وتحريفه، بعدها تبدأ عملية النحت بالتفاصيل الدقيقة التي تبرز الفكرة.
وعند الانتهاء، يُصقل العمل باستخدام أوراق البرداخ وتلوينه حسب الطلب، أو تركه باللون الطبيعي للخشب، قبل أن أضع عليه طبقة من اللكر لإضفاء لمسة نهائية من اللمعان والحماية”.
أهم ما يميز أعماله تركيزه على نقل معاناة الإنسان، “أكثر المواضيع التي تهمني هي تلك التي تجسد الألم والحزن والمشاعر الإنسانية العميقة التي نعيشها يوميا في مجتمعنا”.
يعالج جبور من خلال منحوتاته قضايا العنف، التسامح، الأمل، مقدماً أعمالاً تدعو إلى التفكير العميق في المدى الذي يمكن أن تبلغه العلاقات الإنسانية في زمن مليء بالتحديات.
موضحاً أن الفن ركيزة أساسية من ركائز الثقافة والحضارة، وهو الوسيلة التي يمكن أن تساعد المجتمع على النمو والتطور. “لا يمكن لمجتمع أن يكون راقياً وحضارياً دون حركة فنية وثقافية نابضة بالحياة”.
وفي ختام حديثه، عبر عن شكره العميق لأصدقائه وزملائه الفنانين الذين يواصلون العمل بشغف في هذه الظروف الصعبة، مؤمنين أن الفن هو الطريق نحو الرقي والسمو.