الثورة – فؤاد الوادي:
في الوقت الذي لا تزال تواصل فيه إسرائيل حرب الإبادة الجماعية في مدينة غزة لليوم 684، ورغم التنديد والرفض الدولي لسياساتها ومجازرها في القطاع، فإنها تمضي بخطة احتلال المدينة، حيث أمرت باستدعاء 60 ألف جندي من جنود الاحتياط،، عقب مصادقة الحكومة الإسرائيلية على خطة عسكرية لاحتلالها، بعنوان “عربات جدعون 2”.
وذكرت وكالة “وفا” الفلسطينية أن المصادقة جاءت عقب مشاورات بين كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين الإسرائيليين، استناداً إلى القرار الصادر عن المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينيت).
وبحسب صحيفة “يديعوت أحرونوت”، قرّر جيش الاحتلال تبكير موعد استدعاء 60 ألف جندي من قوات الاحتياط، إضافة إلى تمديد خدمة 20 ألفًاً آخرين لفترة 40 يوما إضافية، حيث من المتوقّع إرسال جميع الأوامر غداً، غير أنّ مواعيد الالتحاق محدّدة لبداية شهر أيلول/سبتمبر، أي بعد نحو أسبوعين.
وكان رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، قد حدد مطلع هذا الأسبوع المراحل العملية للخطة، وتشمل تعزيز القوات الإسرائيلية في شمال القطاع، تمهيدًا لاحتلال مدينة غزة.
وتستند الخطة إلى قرار اتخذ في 8 آب/أغسطس الحالي، بطرح مشروع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو لإعادة احتلال قطاع غزة تدريجيا، بدءا من مدينة غزة.
وتقوم الخطة على تهجير نحو مليون مواطن فلسطيني من المدينة إلى جنوب القطاع، قبل تطويقها والبدء بعمليات توغل داخل التجمعات السكنية.
وفي 11 آب/أغسطس، شرع جيش الاحتلال فعليًا في تنفيذ المرحلة الأولى عبر هجوم واسع على حي الزيتون جنوب شرقي المدينة، شمل تفجير منازل بواسطة روبوتات مفخخة، وقصفا مدفعيا، وإطلاق نار عشوائي، إضافة إلى عمليات تهجير قسري.
وتوالت ردود الفعل الدولية المنددة بقرار احتلال قطاع غزة، وفي مقدمتها قرار ألمانيا حظر تصدير السلاح إلى تل أبيب، إضافة إلى دعوات في صحف بريطانية وفرنسية لفرض عقوبات شاملة عليها.
وفي بريطانيا، أدان رئيس الوزراء كير ستارمر قرار المجلس الوزاري المصغر في إسرائيل، واعتبره تصعيدا خاطئا، داعياً عبر منصة إكس إلى إعادة النظر فيه بشكل فوري، محذرا من تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، ومشددا على ضرورة وقف إطلاق النار.
كما أوردت قناة (i24) أن خطة الاجتياح الإسرائيلي لمدينة غزة واحتلال أجزاء واسعة من القطاع تصدرت نشرات الأخبار والمواقع الإلكترونية لشبكات التلفزة الأميركية، وفي مقدمتها “إن بي سي” التي نشرت صور أقمار صناعية تظهر حشودا عسكرية إسرائيلية كبيرة على حدود القطاع، استعدادا للعملية.
في غضون ذلك، استشهد وأصيب عشرات الفلسطينيين اليوم في غارات للاحتلال على عدة مناطق في مدينة غزة. ونقلت وسائل إعلام فلسطينية عن مصادر في المستشفى المعمداني قولها، إن عددا من الشهداء والمصابين سقطوا بعد استهداف مبنى يؤوي نازحين في حي الزيتون.
وأضافت المصادر، أن حصيلة الشهداء اليوم الأربعاء جراء القصف الإسرائيلي على القطاع بلغت 15 شهيدا، بينهم رجل وزوجته وثلاثة من أطفاله في غارة على خيمة نازحين بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة
كما استشهد أربعة فلسطينيين وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف منزلين في حي الزيتون جنوب شرقي مدينة غزة، ليضافوا إلى 31 آخرين استشهدوا في مختلف مناطق القطاع.
تزامن ذلك مع عمليات نسف عنيفة وواسعة نفذها جيش الاحتلال في حيي الصبرة والزيتون وقصف من الطيران الحربي، في خضم العملية العسكرية التي بدأها بالحي الأخير في 11 آب/ أغسطس/ الجاري.
ومنذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، إبادة جماعية في قطاع غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلّفت الإبادة 62,064 شهيداً، و156,573 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، ومجاعة أزهقت أرواح 266 مواطناً، بينهم 112 طفلاً.