الثورة – حسن العجيلي:
أكدت إدارة منطقة الباب في ريف حلب الشمالي الشرقي أن مشروع ري سهول تادف والباب يحتل موقع الصدارة في أولوياتها التنموية، نظراً لما يمثله من أهمية استراتيجية لدعم القطاع الزراعي، وتحسين سبل العيش لآلاف المزارعين في المنطقة.
لجنة فنية
وفي بيان رسمي، أوضحت الإدارة أنها عقدت سلسلة اجتماعات مع الجهات المختصة، وشكّلت لجنة فنية متخصصة لتقييم الأضرار وتحديد الاحتياجات الأساسية، تمهيداً لوضع خطة متكاملة لإعادة تأهيل المشروع.
وأشارت إدارة المنطقة إلى متابعة الملف على الأرض من خلال جولة ميدانية مشتركة مع فريق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، شملت المحطات الرئيسية لضخ المياه، بهدف تحديد الأولويات وتسريع إعادة تشغيل المشروع.
سعي لإعادته للخدمة
وأكدت إدارة المنطقة في بيانها أنها تسعى، وبالتعاون مع الجهات المحلية والدولية، إلى إعادة المشروع إلى الخدمة، بوصفه خطوة أساسية نحو إنعاش الزراعة وتحقيق الأمن الغذائي وتعزيز الاستقرار المجتمعي في ريف حلب الشرقي.
ويُعد مشروع ري سهول تادف والباب من أكبر المشاريع الزراعية التي أُطلقت في سوريا خلال العقد الأول من الألفية الثالثة، حيث استهدف استصلاح نحو 6700 هكتار من الأراضي الزراعية باستخدام شبكات ري حديثة، وكان من شأنه أن يسهم في رفع الإنتاج وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
غير أن المشروع تعرض لدمار واسع في بنيته التحتية بعد اندلاع الثورة في سوريا، إذ توقفت محطات الضخ منذ عام 2017 نتيجة الأعمال العسكرية، ما أدى إلى انهياره بشكل شبه كامل. وقد انعكس ذلك سلباً على القطاع الزراعي والاقتصاد المحلي، وأدى إلى تدهور أوضاع الفلاحين في سهول الباب وتادف، التي كانت تعتمد بشكل أساسي على هذا المشروع الحيوي.
وكانت صحيفة الثورة قد نشرت في العاشر من الشهر الجاري تحقيقاً موسعاً بعنوان: “عطش الأرض وجفاف الأمل.. انهيار مشروع ري سهول تادف والباب كارثة تهدد آلاف الفلاحين”، سلطت فيه الضوء من خلال آراء الفلاحين المستفيدين من المشروع على الآثار الاقتصادية والاجتماعية الكارثية الناتجة عن توقف المشروع، في ظل غياب أعمال الصيانة والاستثمار الزراعي الذي يوفره المشروع للمنطقة.
وبيّن الأهالي حينها أن توقف مشروع الري ساهم في انتشار الفقر بين أبناء المنطقة، ما دفع الكثير من الشباب الذين كان يؤمن لهم المشروع فرص عمل في الري والأراضي الزراعية إلى الهجرة للمدينة أو لمناطق أخرى بحثاً عن فرص العمل وتأمين حياة كريمة، تحقق لهم الاستقرار الاقتصادي الذي فقدوه في منطقتهم، إضافة إلى تراجع الإنتاج الزراعي في المنطقة، وهو ما يؤثر سلباً على الأمن الغذائي، سواء ما يتعلق بالمحاصيل الاستراتيجية كالقمح أو الخضار الصيفية والشتوية.
إن عودة الحياة لمشروع ري سهول تادف والباب تمثل أملاً جديداً لأبناء تلك المنطقة، وإحياء لأرض عطشى وحمايتها من التملح والتصحر، كما يحقق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة لمنطقة حيوية في ريف حلب.