خاص الثورة – عبير القزاز:
وسط احتفالية الهوية البصرية لسوريا الجديدة، نظم حفل (الجندي المجهول) في جبل قاسيون الذي يعتبر رمزاً لشموخ سوريا بشكل عام.. ودمشق بشكل خاص، كان الحفل من ضمن الفعاليات والاحتفالات التي انطلقت في المدن السورية للتأكيد على بداية مرحلة جيدة، تعكس رؤية عميقة للدولة والشعب على حد سواء.
المثير للاهتمام هو التنظيم الذي كان على أعلى مستويات الجاهزية، إذ عكس أسلوب التجهيز الدقيق وحالة التكاتف الجماعي، بين مؤسسات الدولة والمؤسسات المدنية والشركات الخاصة، ليظهر الاحتفال بهذه الصورة غير المسبوقة، وكان العرض في ساحة (الجندي المجهول) بحسب الحضور عرضاً عالمياً.
واللافت أن الحفل تم على يد شباب وأبناء سوريا، الذين كان همهم منذ شهور، إظهار القدرات السورية من أجل هوية سوريا الحضارة والمستقبل.
في حديث خاص لـ”الثورة” أكد مسؤول الأمن والرقابة في وزارة الإعلام أمجد عيسى أن الجاهزية التي ظهرت خلال حفل الهوية البصرية هي نتاج التكامل والتعاون مع الجهات الداخلية والمختصة، والتنسيق مع المحافظة والمؤسسات، وعمل الكادر الفني الدؤوب، والذي عمل على مدار الساعة من أجل حماية وتأمين الحضور والعاملين.
وشدد على أن الكثافة الأمنية هي من ضمن المسؤوليات الاعتيادية التي تتبع في مثل هذه الفعاليات، والتي تشهد حضوراً كبيراً وأعداداً تحتاج للتنظيم بشكل كبير.
وقال:” إن كل فقرة من الفقرات التي قدمت كان لها رمزية، وأن الفقرات درست بعناية لتعكس سردية الثورة وهويتها، مثل عدد ريشات العقاب الأربع عشرة التي ترسخ سنين الثورة، والفقرات التي تظهر هوية دمشق من خلال الخيالة والفرسان.
وأنهى حديثة بأن “سوريا الغد جميلة جدا وسوريا لكل السوريين”.
أبهرت الصورة الفنية للعرض الحضور والإعلام، بينما تعالت الأصوات والهتافات تحية وتقديراً للجهد المبذول، والقدرات اللافتة، ما أدى لحالة تفاعلية عكست حالة الرضا للجميع، ومن خلال حديثنا مع مسؤول العرض المخرج حسام سلامة، أبدى فرحته العارمة واندهاشه من ردود الفعل الإيجابية وسط تخوفه قبل العرض من حصول أي عائق أو عثرة تعرقل سير العرض.
وقال: “إن العرض قدم نتائج مهمة جدا
للجميع”، مؤكداً أن هناك صعوبات كبيرة كانت تواجههم وتخوف وحذّر من أي عثرة خلال العرض، وذلك كون العرض عرض خيول قد تصيبها حالة من الفزع أو عدم الاستجابة للفرسان، إلا أنه- وحسب تعبيره- كانت الخيول فرحة مثل البشر، وقدمت عرضاً مبهراً للحضور وللإعلام المحلي والعربي والعالمي.
وقال سلامة: هذا الحفل يعنيني كسوري ويعكس صورة سوريا الجميلة، والآن العالم كله يشاهدنا.
وأضاف: الإعلام في عهد النظام البائد كان حبيساً، وكان الفن ضحية له، وأكد أن هذه مجرد بداية والقادم أفضل، وهناك فعاليات و أنشطة عظيمة أكبر بكثير، وقدم المخرج حسام سلامة تهنئة لكل سوريا ولشعبها العظيم الذي بذل الغالي والنفيس، والذي يستحق الفرح.
باسل الصلخدي- أحد الفرسان الذين أبهروا الحضور، ولفتوا الأنظار وشدوا الانتباه، قال: إنه فخور بالعمل، وفخور بكل الفرسان الذين عملوا ما بوسعهم لإظهار هوية الفارس السوري الأصيل، الذي تخلص من عهد نظام بائد كرس كل شيء لنفسه.
وقال: إن الفروسية في سوريا بدأت عصراً جديداً، انطلق مع انطلاقة سوريا، وأن هذا ما هو إلا بداية الانفتاح على الحضارة والرياضة في سوريا.
وتابع: إن كثيراً من متابعيه وأهله حضروا الحفل، وأنهى بعبارة: “أشعر بالحرية والفخر، سوريا جديدة، ولدت من جديد، وأن الفروسية لم يعد فيها “باسل الأسد”
شركة (سكايفر تايز)
عشرات الجنود المجهولين و 1000درون حلقت في سماء دمشق، وكان العرض البصري الأشد روعة، والذي أدهش الحضور والقائمين، ويعتبر الأول من نوعه.
كان الختام مسكاً، فلم يشهد السوريون مثل هذه العروض في عهد النظام البائد، بل كانوا يتابعونها عبر وسائل عالمية أو عربية، بينما كانت الانطلاقة بهذه القوة تمهد لبداية عصر تقني جديد، يظهر القدرات الجبارة التي كانت نتيجة التعاون والجهد المبذول طوال شهور، وعكس حالة تضافر الجهود التي ذابت في وجدانية سوريا الواحدة التي تخطو نحو الانفتاح والمجد.
وقال مخرج عرض الدورن والمسؤول الفني عن فريق العرض عادل قصار : إن العرض احتاج لجهود جبارة وعمل حثيث وجهد هائل، لافتاً إلى أن الفريق واصل الليل بالنهار طوال شهور ليظهر العمل بهذا الشكل، وأوضح أن دموع الفريق خلال العرض كانت شاهداً على فرحتهم بعد فراقهم لسوريا في عهد النظام البائد وفراق دام أكثر من 14 عاماً، كانت دموع الدهشة والفرح نتيجة المشاعر المختلطة والأمل الكبير بسوريا منفتحة على العالم.
وقالت مسؤول التنظيم والأمور اللوجستية براءة خضرة: إن هناك فريقاً كبيراً وراء هذا العمل، ولم يتوان أحد عن تقديم كل المطلوب وأكثر، ولكن كانت هناك عقبات أحياناً مثل حال الطقس التي أخرت العرض، والذي كان من المفروض أن يبدأ الساعة العاشرة والنصف، ورغم كل ذلك كان العرض مثالياً الحمد لله.
وقال الشريك المؤسس في شركة سكايفر تايز ياسر الموصلي.. ابن سوريا الذي عاد هو وأغلب الفريق المكون من أكثر من 30 مختصاً، كي يظهر العمل بهذه الصورة الرائعة: لقد قمنا بإطلاق 1000 دورن، بالتنسيق مع وزارة الإعلام وجهات داخل الدولة، وجهات مختصة في الدولة”.
وأوضح الموصلي أن هذا فخرا لسوريا لأن عروض الدرون تعتبر عروضاً ذات طابع متميز ويعكس حالة الرفاهية والانفتاح الرقمي، وكون مثل هذا العرض قدم في ساحة عامة، فهو يعكس صورة الانفتاح التقني على العالمية، وعن مرحلة لتطوير العمل الإبداعي والصورة الفنية البصرية لسوريا.
وأكد ميسر أبو الخير- شريك مؤسس في شركة سكايفر تايز- من دولة العراق الشقيقة، أن هناك تحضيرا منذ شهرين، بالتعاون مع وزارة الإعلام، وأن هناك تحديات وصعوبات اعترضت العمل والتجهيز، وكان هناك تخوف كبير من عدم الحضور لسوريا، إلا أن كل العقبات زالت بساعتين، إذ تم إرسال طائرة خاصة للفريق، وتأمين الفريق بشكل كامل، وقال أبو الخير: كل القادم أجمل وأفضل”
وأوضح القائمون على العمل أن العرض يحتاج تكاليف ضخمة جداً، والعرض قدم بأقل التكاليف الممكنة، كهدية لسوريا وشعبها، وأن مثل هذه العروض تشجع أبناء الوطن وأيضاً العرب على المجيء لسوريا من أجل إعمارها، وهذا ما يأمله الجميع لتكون سوريا عظيمة كما عهدها الجميع.
يأتي هذا الحفل وغيره من الفعاليات التي تدعم هوية سوريا، لتؤكد أن الجميع بدأ فعليا بمرحلة البناء، وأن الجهد المبذول كان بين كل المؤسسات والأفراد على حد سواء، هو حجر الأساس لوضع القدرات والخبرات في مكانها الصحيح، والخروج من مرحلة سوداء عانى منها الجميع، لولادة سوريا ينظر شعب سوريا في الداخل والخارج، كما تطمح له الدولة لتعزز مكانتها بين الدول المتحضرة، وسط ترقب عربي وعالمي، للخطوات التي تعمل عليها الدولة لرسم المراحل المقبلة من سوريا.