الثورة – جهاد اصطيف:
وسط أجواء احتفالية غامرة شهدتها معظم المحافظات، أطلقت مساء اليوم الهوية البصرية الجديدة للجمهورية العربية السورية، في حدث وطني وصف بـ” التاريخي”، أقيم في ساحة سعد الله الجابري بمدينة حلب، بحضور شعبي واسع.
الحفل، جاء بالتزامن مع احتفالات مماثلة في مختلف المحافظات، تميز بعروض بصرية فائقة الاحترافية عرضت عبر شاشة عملاقة ومؤثرات ضوئية وصوتية، جسدت ملامح الهوية الجديدة، التي تشمل: العلم الجديد، الشعار الوطني، النشيد الوطني، الهوية الشخصية، العملة السورية الجديدة.
وتعبر هذه الرموز عن انطلاقة جديدة نحو سوريا المدنية الحديثة، حيث تمثل الهوية البصرية إحدى الركائز الأساسية لبناء دولة المواطنة والمؤسسات والشفافية، وتوحيد الصورة الوطنية للدولة داخلياً وخارجياً.

هندسة الرؤية وصياغة المستقبل
في حديثهم لصحيفة الثورة ، قال عدد من المشاركين: إن الهوية البصرية ليست مجرد ألوان أو شعارات، بل هي انعكاس لروح الدولة الجديدة، دولة العدالة والمواطنة والمساواة، وأن التصميمات تعبر عن الذاكرة التاريخية لسوريا، وفي الوقت نفسه تنظر بثقة إلى المستقبل .
وأكدوا أن اعتماد النجمة الخماسية بدلاً من العقاب يعكس تحولاً في فلسفة الدولة نحو الرمز الشعبي المتجذر، بعيداً عن النماذج السلطوية، إذ تعني النجمة هنا الوحدة والضوء والإرادة .

الدولة الحديثة تتجلى بصرياً
وأكدوا على هامش الحفل أن سوريا اليوم لا تدشن شعاراً فقط، بل تطلق رؤية متكاملة لسوريا الجديدة، سوريا المواطنة والحداثة، فالهوية البصرية ستكون حاضرة في كل تفاصيل مؤسساتنا : من الوثائق الرسمية إلى المدارس والمرافق العامة، منوهين بإعداد الهوية بعناية فائقة، وفق المعايير البصرية الحديثة، لتوحيد صورة الدولة وتمكين حضورها الوطني والدولي.
بدوره أكد أحد منظمي الحفل أن الهوية البصرية الجديدة تأتي ضمن مشروع وطني أشمل لتعزيز الهوية الوطنية الجامعة تقوم على الاعتراف بكافة المكونات المجتمعية السورية، وتهدف إلى تعزيز الانتماء وتكريس التعايش السلمي والمساواة.

الهوية البصرية.. المفهوم والأبعاد
الهوية البصرية للدولة هي المنظومة الرمزية، تعكس الرسالة والرؤية والقيم الوطنية، وتشمل الشعار الرسمي، والألوان والخطوط الموحدة، واللغة البصرية المستخدمة في المستندات والواجهات العامة.
وتعتبر الهوية أداة استراتيجية لتعزيز الانتماء الوطني وتوحيد الطابع المؤسسي للدولة، خاصة بعد عقود من التشظي في الصورة البصرية للجهات الحكومية، حيث ستطبق على : الوزارات والمؤسسات الحكومية، والوثائق الرسمية ” الهويات، الجوازات، الشهادات ، والعملات والمناهج المدرسية” وسواها.
وقد أثار الاستبدال الرمزي من “العقاب” المستخدم منذ 1980 إلى ” النجمة الخماسية ” نقاشاً واسعاً، حيث اعتبره مراقبون تعبيراً عن تخلي الدولة عن الرمزية السلطوية لصالح رمز شعبي أكثر شمولاً .
إن ما شهدته سوريا اليوم في مختلف ساحاتها، لم يكن مجرد احتفال، بل إعلان عن مرحلة جديدة من بناء الدولة، تبدأ من الشكل وتمتد إلى المضمون، فكما قال أحد الحضور : إنها لحظة نعانق فيها سوريا الجديدة، سوريا التي نحلم بها ونعمل لأجلها.