“المريمية” بعد 127 عاماً في وداع الأديبة مهاة الخوري

د. جورج جبور:
رحم الله الأستاذ اديب اللجمي الذي درسني في قسم الفلسفة بجامعة دمشق أواخر خمسينات القرن الماضي، حين عدت إلى الوطن كان أحد من زرتهم في مكتبه المطل على الشارع العام بوزارة الثقافة.

هو آنذاك رئيس تحرير مجلة المعرفة، وهو محفز كما على رئيس التحرير أن يكون: “متى ستوافينا بما ننشره لك؟”.
وقعت على كتاب بالإنجليزية لمؤلف بولوني عن العلاقة بين ألمانيا و”إسرائيل”، اخترت منه صفحات ترجمتها فما لبثت أن ظهرت في مجلة المعرفة، مجلة سورية الأولى آنذاك وإحدى أرصن المجلات الثقافية العربية.. رحمه  الله الأستاذ اللجمي.
الأديبة الموظفة اللبقة في سفارة بولونبا بدمشق تتابع بدقة الحياة الثقافية السورية، قرأت عن كتاب لمؤلف بولوني في مجلة المعرفة، أخبرت السفير بعد أسبوع أو اثنين كنت ضيف سفير دولة صديقة في مكتبه وهو يقدم لي كتاباً آخر للمفكر البولوني، تلك هي الأديبة مهاة، تتابع بدقة، تقدم بمودة، تأخذ مبادرة تواصل، وفي حسابها دائماً ما ينفع الوطن وما يُعلي شأنه.
لم أعرفها قبل تلك الصفحات المترجمة في المعرفة والتي قادتها إلى مهاتفتي، لكنها ما لبثت أن غدت من الأشخاص القلائل الذين اختارهم لأعلمهم بنشاط ثقافي أقوم به دون أن أشعر بحرج إن كانت إجابة الاتصال قد تكون الاعتذار المباشر.
وحدنا في مناسبة كتاب عن ألمانيا و”إسرائيل” أي عن صانعة الأحداث فلسطين، سرعان ما جمعنا فلسطين ثانية، معاً كنا على طائرة واحدة ضمت الأب إلياس زحلاوي أطال الله عمره والأستاذ أنطون المقدسي رحمه الله، وغيرهما، كثيرون متوجهون ضمن فعالية تنظمها مجموعة “مسيحيون من أجل فلسطين” إلى كانتربري في انجلترا، نحاول على أرضية مسيحية نزع ما أحيط به “وعد بلفور” من ظلال دينية.

مهاة الخوري تفاخر بأبيها مدرس العربية، تتكلم ولا تلحن، تفهم ما كتب بلغةٍ عربيةٍ صعبة متكلفة يود أصحابها البرهنة على تمكنهم لكنها تتحدث بمفردات محببة إلى القلب لا تكلف فيها، كأنها في أعماقها كانت تشعر بقوة وفخامة الكلمة العفوية الصادقة البسيطة.
اختيرت الكنيسة “المريمية” ليكون فيها القداس الذي يسبق استقبال أمنا الأرض لنا، جلست في ذلك المكان الوقور أستمع إلى رثاء سيادة المطران موسى الخوري، زميلي في مجلس أمناء مؤسسة القدس الدولية، تحدث عن فلسطين ومهاة، عن حب مهاة للعربية، من خلال ذلك الحفل الوداعي المهيب في تواضعه المتألق ازداد تعمقي في ما قاله عن “المريمية” مفكر عربي جليل واصفاً ما شهدته عام 1897، “فيها كان أول إنجاز فعلي للقومية العربية”.

 

 

آخر الأخبار
"ذاكرة اعتقال"..  حلب تُحيي ذاكرة السجون وتستحضر وجع المعتقلين "صندوق التنمية السوري".. خطوة مباركة لنهوض سوريا على كل الصعد من الجباية إلى الشراكة.. إصلاح ضريبي يفتح باب التحول الاقتصادي فضيحة الشهادات الجامعية المزورة.. انعكاسات مدوية على مستقبل التعليم   أزمة إدارية ومالية.. محافظ السويداء يوضح بشفافية ملابسات تأخير صرف الرواتب "صندوق التنمية السوري".. إرادة وطن تُترجم إلى فعل حين تُزوّر الشهادة الجامعية.. أي مستقبل نرجو؟ جامعة خاصة تمنح شهادات مزورة لمتنفذين وتجار مخدرات  وزير الاقتصاد: ما تحقق في"دمشق الدولي" بداية جديدة من العمل الجاد "اتحاد غرف التجارة الأردنية" يبحث تطوير التعاون التجاري في درعا تفعيل دور  الكوادر الصحية بالقنيطرة في التوعية المجتمعية "المرصد السوري لحقوق الإنسان" يقطع رأس الحقيقة ويعلقه على حبال التضليل حملة فبركات ممنهجة تستهدف مؤسسات الدولة السورية.. روايات زائفة ومحاولات لإثارة الفتنة مع اقتراب العام الدراسي الجديد...  شكاوى بدرعا من ارتفاع أسعار المستلزمات المدرسية  برامج تدريبية جديدة في قطاع السياحة والفندقة إلغاء "قيصر".. بين تبدل أولويات واشنطن وإعادة التموضع في الشرق الأوسط دعم مصر لسوريا..  رفض الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية  تطوير التشريعات والقوانين لتنفيذ اتفاقيات معرض دمشق الدولي أزمة المياه تتجاوز حدود سوريا لتشكل تحدياً إقليمياً وأمنياً "كهرباء القنيطرة": الحفاظ على جاهزية الشبكة واستقرار التغذية للمشتركين جهود لإعادة تأهيل مستشفيي المليحة وكفربطنا