الثورة – مها دياب:
تحت عنوان “بين الماضي والمستقبل”، وبرعاية اتحاد الفنانين التشكيلين في ريف دمشق، افتتح الفنان التشكيلي سليم نوفل معرضه الفني الخاص بمناسبة ذكرى عيد الجلاء، في النادي التفاعلي في صحنايا، ويستمر حتى يوم الاثنين 21 نيسان.. ويأتي هذا المعرض احتفالية فنية تجسد روح الانتماء والهوية الوطنية، مع رؤية مستقبلية تلامس وجدان المتلقي.
الأسلوب الفني والرؤية الإبداعية
يتميز الفنان نوفل بأسلوبه الذي يمزج بين المدرسة الواقعية وتقنيات متنوعة، ويعتمد على الألوان الزيتية مع إدخال تقنيات الأكريليك والألوان الترابية والمعدنية، مما يضفي على أعماله عمقاً تشكيلياً وجمالية لونية فريدة.
كما يرى أن الهدف الأساسي للفن هو تبسيط الفكرة وجعلها مرئية من خلال استلهام الماضي واستشراف المستقبل، ليقدم للمشاهد قراءة بصرية واضحة تروي قصةً أو تبرز واقعاً معيناً.
الفن وخدمة المجتمع
أكد الفنان التشكيلي على دور الفن في رفع الثقافة البصرية للمواطن، ويجب أن يكون وسيلة تواصل بين الفنان والمجتمع، وعلى الفنان النزول إلى المواطن وتبسيط المواضيع، وفي نفس الوقت رفع ثقافته البصرية ليصبح أكثر فهماً وتفاعلاً مع العمل الفني، لأن الفن يدخل السعادة ويزيد من الوعي المجتمعي.
مسيرة فنية حافلة
منذ طفولته، كان الفنان نوفل شغوفاً بالرسم، متأثراً بالروايات المصورة وقصص الأطفال، مما كون لديه تراكماً بصرياً انعكس على أعماله لاحقاً، وقد شارك في العديد من المعارض المحلية والعالمية، وحصل على “جائزة القدس العالمية” تقديراً لإبداعه وأسلوبه المميز الذي يقترب من الجمهور ويحفزه على التفاعل مع اللوحة.
جسراً بين الفن والواقع
يتخطى معرض سليم نوفل حدود الجداران واللوحات، ويمتد ليكون جسراً بين الفن والواقع، وبين الفنان والمواطن.. فالفن هنا ليس رفاهية جمالية، بل لغة جامعة تترجم حب الوطن إلى ألوان وخطوط، وتحول الذكريات إلى إبداع مرئي يلامس القلب قبل العين.
ومع كل ضربة فرشاة، يؤكد نوفل أن الفن رسالة مجتمعية قبل أن يكون مهارة فنية وأداة لتعزيز الانتماء، وإيقاظ الوعي، وبناء جسور الحوار بين الأجيال، فلوحاته، برموزها الواقعية وأحلامها المستقبلية، تذكرنا بأن حب الوطن ليس شعاراً يُرفَع، بل إرث يُرسَم ويُورَّث، ومسؤولية يشارك فيها الفن كما يشارك بها الفعل.