الثورة – رانيا حكمت صقر:
نظّم المركز الثقافي بالمزة، محاضرة ثقافية بعنوان “الترجمة بين تاريخ الأديان والمثاقفة الأندلسية”، ألقاها المترجم شادي حمود اليوم.
وفي حديثه لصحيفة “الثورة”، أوضح حمود أن الهدف من المحاضرة هو تسليط الضوء على دور الترجمة كجسر يربط بين الحضارات، وعلاقتها بتاريخ الأديان والحضارة الأندلسية.
واستعرض خلال حديثه مراحل النشاط الترجمي منذ العصر الإسلامي مروراً بالعصر الأموي والعباسي، وصولاً إلى الحضارة الأندلسية، التي شهدت حركة ترجمة نشطة للكتب المقدسة مثل القرآن الكريم، بدعم من الملك ألفونس العاشر الذي شجع حركة الترجمة في إسبانيا.
كما تناول حمود مساهمة محمد علي في تأسيس مدرسة الترجمة، وإسناد رئاستها لرفاع التهطاوي، ما أسهم في ترجمة العديد من الكتب من اليونانية واللغات الأخرى إلى العربية.
واختتم حديثه بالتركيز على الترجمة العميقة للكتب المقدسة: التوراة والإنجيل والقرآن.
وأكد حمود أن الترجمة تمثل جسراً للتلاقح الثقافي والمعرفي بين الحضارات، مشيراً إلى أن الحضارة الأندلسية كانت نموذجاً رائداً لهذا التبادل الثقافي، وساهمت بدورها في النهضة الأوروبية التي بدأت في القرن السادس عشر.
وأشار في محاضرته إلى أن الترجمة العامة تواجه تحديات أكبر من الترجمة المتخصصة، لأنها تتطلب فهماً دقيقاً للسياقات المختلفة والمعاني المتعددة للكلمات، معتبراً أن القراءة والبحث عن المفردات والمراجع العلمية أساس لنجاح أي عملية ترجمة.
وفيما يخص مستقبل المثاقفة بين الأديان في ظل التغيرات العالمية، وشدد حمود على أن الثورة الرقمية جعلت الثقافة أكثر قرباً وانتشاراً، معتبراً أن العالم أصبح “قرية رقمية” يمكن الوصول فيها إلى أي معلومة بسهولة وسرعة.
ونصح المترجمين الشباب ببناء ذخيرة لغوية قوية، والاطلاع الدائم على نصوص بلغتهم الأم قبل نقل النصوص إليها، لضمان دقة واحترافية الترجمة.
يُذكر أن شادي حمود، المترجم في وزارة الثقافة، أصدر أربعة مؤلفات، منها: مسرحية الأم والطفل بخير، وعلم اجتماعي الهجرات، وملكات الدماغ الخارقة: الذكاء الخفي.
ويعمل حالياً على كتابه الجديد حول الترجمة الرقمية وواقع الكتاب الورقي في ظل الثورة التكنولوجية.