الثورة-رفاه الدروبي:
فانوس رمضان من أشهر الطقوس المعروفة في الشهر الفضيل، فما زالت العائلات تحرص على اقتنائه لتزيين زوايا وأركان البيوت والشوارع والمتاجر والشرفات، كما أنَّه يمنح الأطفال بهجة وخاصة في الشهر الكريم.الباحث التاريخي الدكتور عبد الرحمن البيطار أوضح بأنَّ الفانوس كان قديماً مصباحاً، استخدمه الناس وسيلة لإنارة دروبهم وخاصة عند الذهاب إلى المساجد ليلاً، وبمرور الوقت تحوَّل إلى تقليد رمضاني، استخدمه أفراد المجتمع المحلي أثناء ذهابهم وإيابهم لتأدية صلاة التراويح عند العشاء، ولتقديم واجب العلاقات العامة، فكثير منها يتمُّ في الفترة نفسها، ويكون قصد السبيل ليلاً يحملون المشاعل والفوانيس الملوَّنة والمُزيَّنة لإضاءة الطريق.
كما لفت الدكتور البيطار إلى أنَّها بقيت تقليداً مع إنارة الشوارع لتُزيِّن أركان المنازل إلى جانب علب صنعت على شكل هلال أو نجمة أو طربوش مزركش توضع بداخلها قطع الحلوى والشوكولاته، إضافة إلى وسائد بحجم صغير. حشوها بالقطن أو بقطع الديكرون خُطَّت عليها آيات من القرآن الكريم توضع على طرف الآرائك لتجلب البركة وتُذكِّر بقدوم الشهر الفضيل.
ثم أضاف إن الفوانيس منها ما صُنعت بشكل بسيط من مادة الكرتون، وتكون لمدة بسيطة ومصيرها التلف في نهاية الشهر، لكنَّها تُشكِّل حالةً من الحبور لدى الفئات ذات المردود المادي القليل، أما الفئات الاجتماعية الميسورة فتقتني قطعاً تبقى لسنوات يمكن وضعها أثناء المناسبة وإزالتها فيما بعد خوفاً من تلفها وعدم شراء قطع أخرى جديدة كلّ عام وتوفير قيمتها لشراء مواد مهمَّة أو لتوزيع قيمتها على المحتاجين.
التالي