الثورة – أسماء الفريح:
أكدت وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية منى الخليلي أن الأسيرات في معتقلات الاحتلال يتعرضن لانتهاكات خطيرة ومركبة وخاصة بعد العدوان على غزة من خلال الإمعان في الإجراءات القمعية والتعذيب والإهانة والممارسات المشينة بحقهن ولاسيما اللواتي يتحدرن من القطاع.
وقالت الخليلي في بيان لها اليوم بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني المصادف غداً وأوردته وكالة وفا إنه بناءً على المعلومات والشهادات الحيّة التي أدلت بها بعض المعتقلات المفرج عنهن، يتبين حجم الانتهاكات الجسيمة لقوانين حقوق الإنسان واتفاقيات جنيف التي يتعرضن لها والتي تندرج ضمن إطار جرائم الحرب التي يمارسها الاحتلال بحق الأسرى والأسيرات بشكل عام.
ودعت المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان إلى الضغط على سلطات الاحتلال للإفراج الفوري عن الأسرى والأسيرات وفتح تحقيق دولي في مجمل الانتهاكات ومساءلة الاحتلال عن جرائمه بحقهم والسماح للصليب الأحمر بزيارتهم والوقوف على أوضاعهم وعلى الانتهاكات التي يتعرضون لها.
وأشارت الخليلي إلى أن يوم الأسير لهذا العام يأتي في خضم العدوان الوحشي وجرائم الإبادة التي يرتكبها الاحتلال ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، والتصعيد غير المسبوق التي تمارسه قواته وميليشيات مستعمريه الإرهابيين في الضفة الغربية.
وأوضحت أن الأسيرات يعانين ظروفاً مأساوية داخل معتقلات الاحتلال، وخصوصاً النساء اللواتي تم اعتقالهن في القطاع ولم يعرف مصيرهن عدا عن جريمة الإخفاء القسري لهن في أماكن احتجاز مجهولة.
وقالت الخليلي: إن “ما يردنا من إفادات وشهادات حية صادم ومقلق ومرعب حول ما تتعرض له المعتقلات الغزّيات من تنكيل وتحرش وابتزاز وشتائم وممارسات يندى لها جبين الإنسانية، وكل ذلك يخالف وينتهك قواعد ومبادىء القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف”.
وأضافت، إن إفادات الأسيرات تبين تعرضهن للتهديد بالقتل ما يجعلهن يعشن في خوف وقلق نفسي دائمين، كما أن الاعتقالات والاقتحامات تكون بمعظمها بعد الساعة 3 فجراً، وتتم بطرق وحشية ومذلة للكرامة الإنسانية إضافة إلى تعرضهن لضرب وحشي متكرر ولابتزاز جنسي ولاسيما للقاصرات من داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.
وأكدت الخليلي أن الانتهاكات لا تقتصر فقط على الأسيرات أنفسهن بل على عائلاتهن وعلى زوجات وأمهات الأسرى المحرومات من حقوقهن في الزيارة وفي الاطمئنان على أوضاع أبنائهن.
وشددت على أن هذه الجرائم ليست جديدة، إذ مارس الاحتلال كل أنواع الجرائم بحق الأسرى والأسيرات على مدار عقود طويلة، حتى أصبحت نهجاً وسلوكاً دائماً، ومنها التنكيل والضرب والتفتيش العاري موضحة أن الفارق اليوم هو كثافة هذه الجرائم وليس بشاعتها.
وبلغ عدد الأسيرات في معتقلات الاحتلال حتى نهاية آذار الماضي نحو 272 وتشمل هذه الإحصائية النساء اللواتي اعتقلن من أراضي عام 1948، والنساء الغزّيات اللواتي تم اعتقالهن في الضّفة، عدا عن معتقلات قطاع غزة اللواتي تم اخفاؤهن بشكل قسري.
كما بلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال أكثر من 500 فيما صدر بحق المعتقلين بشكل عام أوامر اعتقال إداري بعد العدوان وصلت إلى أكثر من 4852 ما بين جديدة وأوامر تجديد، منها أوامر بحق أطفال ونساء.
وفي السياق ذاته، قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين إن 78 أسيرة يواجهن الموت يوميا في معتقل “الدامون”.
وأوضحت الهيئة في بيان لها اليوم أن من بين المعتقلات 60 من الضفة و3 القدس و9 من داخل أراضي عام 1948 و6 من قطاع غزة منهن 50 موقوفة، و21 محكومات بالسجن الإداري، و7 صدر بحقهن أحكام على فترات متفاوتة.
ووفقاً لمنظمة حقوقية فلسطينية في قطاع غزة فإن قوات الاحتلال تعتقل ثلاثة آلاف فلسطيني بينهم نساء وأطفال ومسنون وأطباء منذ بدء العدوان وأن جميعهم يتعرضون للتعذيب ومعاملة مهينة وحاطة بالكرامة الإنسانية داعية المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة وإنفاذ أحكام القانون الدولي وحماية المدنيين ولاسيما المعتقلين، ووقف جرائم التعذيب التي يتعرضون لها.