دمشق – الثورة – ميساء الجردي:
نظراً لكون شريحة ذوي الإعاقة محط اهتمام ودعم من جميع الجهات، فإن ما تقوم به جمعية خطوة للأطراف الصناعية بإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل من خلال تقديم أفضل الخدمات لشريحة المصابين وفاقدي الأطراف بشكل احترافي وعالمي، يأتي ضمن رؤية فنية وعقلية متطورة في العطاء والتنمية، استطاعت خلالها الجمعية تقديم خدمات كبيرة لهذه الشريحة من المجتمع وذويهم بشكل مجاني بالكامل على مستوى الجغرافية السورية.
رئيس مجلس إدارة جمعية خطوة للأطراف الصناعية الدكتور ريمون هلال بيَّن لـ “الثورة” أولوياتهم في مساعدة المصابين بحالات البتر وتنمية قدراتهم ليصبحوا أشخاصاً فاعلين في المجتمع، إيماناً منه بأهمية هذا الدور الإنساني والتنموي، وتقديم هذه الخدمات عبر المراكز الثلاثة للجمعية في دمشق، وطرطوس، ودرعا والذي يعتبر فرعاً جديداً تم افتتاحه عام 2021، مشيراً إلى أن الجمعية أسهمت خلال سنوات تواجدها بمساعدة عدد كبير من فاقدي الأطراف من أشخاص عاطلين عن العمل إلى أشخاص فاعلين بالمجتمع ومنتجين، وفقاً لمسارها الخيري والتنموي المتكامل، فقد قدمت أطرافاً صناعية لأكثر من 3000 شخص من جميع المحافظات والأعمار وذلك عبر فريقها المكون من أكثر من 41 شخصاً مدرباً.
– أشخاص فاعلون..
وأكد هلال أن دعم الأطراف الصناعية يختلف عن أي دعم يُقدم للمرضى، لأن المصاب بالبتر يكون عاجزاً إلى أن يتم تركيب الطرف الصناعي له وتدريبه عليه فيصبح شخصاً قادراً على إعانة نفسه ومن حوله، لافتاً إلى أن رحلة العلاج بخطوة تبدأ من المعاينة التي تكون على أيدي اختصاصيين ليتم تحويله لاحقاً إلى الجانب المتعلق بالدعم النفسي، وصولاً إلى مرحلة المعالجة الفيزيائية لتنشيط الجسم وتدريبه على استخدام الطرف بالطريقة المثلى والعيش حياة طبيعية.
وأشار إلى وجود شراكات مع منظمات ومؤسسات محلية ودولية استطاعت من خلالها الجمعية تأمين فرص عمل لبعض الأشخاص الذين لديهم فقد بأحد الأطراف انطلاقاً من العلاقة المتينة والروابط الاجتماعية والإنسانية التي تتكون بين المريض والجمعية.
– 42 ألف مستفيد بدمشق..
من جهته مدير الجمعية أحمد عابدين تحدث عن الشق الإنساني لعمل الجمعية والخدمات المتنوعة في مجال حملات التوعية والتثقيف الصحي في موضوع الكشف عن السرطان المبكر وحملات توعية عن الكوليرا وعن الكورونا وتوعية ضد الذخائر المتفجرة، لافتاً إلى تنفيذ مشروعين بالشراكة مع منظمة UNMAS حول هذا الجانب تم خلالهم استهداف ريف دمشق والقنيطرة، وأن المشروع الأخير استهدف أكثر من 42 ألف شخص بدمشق، وتم خلاله تقديم خدمات طبية وغير طبية لأكثر من 3200 مصاب، وتقديم حقائب طبية وأعين زجاجية وسماعات ومعينات حركية وحليب أطفال، إضافة إلى خدمات الجمعية في موضوع التثقيف حيال أخطار الذخائر والمتفجرات.
كما تحدث عن أهمية الشراكة والعلاقة ما بين جمعية خطوة ومنظمة UNDP، وتعتبر خطوة منذ ستة سنوات شريكاً منفذاُ لمشاريع خاصة بتعويض وصيانة الأطراف الصناعية والخدمات المرافقة من علاج فيزيائي ودعم نفسي على امتداد الأراضي السورية، فكان عدد المستفيدين في آخر عامين فقط من اتفاقية الشركة بينهما اكثر من ١٣٥ مستفيداً.
– حاجة ملحة..
وبيَّن عابدين أهمية افتتاح المركز الثالث لخطوة في محافظة درعا والذي بدأ العمل به منذ عام 2021 برؤية إستراتيجية جديدة وتجهيزات ومعدات كاملة تستهدف مساعدة جميع المصابين في المدينة وريفها، واستطاعت خطوة بمركز درعا منذ بداية العام الحالي وحتى اليوم تركيب حوالى 55 طرفاً صناعياً جديداً وتقديم عمليات التعديل والصيانة لعدد كبير من الأشخاص الذين لديهم طرف صناعي سابق وبحاجة للعلاج والمتابعة.
وحول اتفاقية الجمعية مع وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل عبر مدير الجمعية عن افتخارهم بالدعم الذي تقدمه الوزارة حيال العمل الإنساني والمجتمعي والتسهيلات التي تقدمها لجمعية خطوة لكي تصبح مؤسسة، وتوسع من نشاطها وخدماتها، مشيراً إلى أن ما وصلوا إليه كان نتاج رؤية وحلم رئيس وأعضاء مجلس إدارة خطوة الذين ساهم كل منهم بتقديم الدعم والمتابعة والتوجيهات اللازمة لضمان راحة المرضى وحصولهم على حقوقهم والعلاج الأمثل.
– معالجة فيزيائية..
المعالج الفيزيائي جوني قبلان تحدث عن أهمية دور المعالج الفيزيائي في حل المشكلات التي يعاني منها المريض بعد تركيبه للطرف الصناعي وأهمية متابعة العلاج، مبيناً ومن خلال عمله كمختص بقسم علاج الجذمور أنه لا يوجد تركيب نهائي ودائم للطرف فهناك دائماً نقاط أو تعديلات تكتشف بعد التركيب وتصحح عن طريق العلاج الفيزيائي، من المحتمل أن يكون طرفاً مبدئياً، وعندما يضمر الجذمور نعمل طرفاً نهائياً، ولهذا يبقى المريض على تواصل مع الجمعية لمتابعة حالته.
ولفت إلى وجود حالات مختلفة تراجع الجمعية وأن المدة الزمنية تختلف وفقاً لكل منها، فعندما يأتي المريض لتبديل أو تعديل طرف يكون الوقت أسرع، ولكن عندما يأتي لأول مرة فهو يحتاج إلى معاينة وضعه بالكامل، وتختلف الاستجابة ومدة العلاج بحسب حالة البتر- إن كانت فوق الركبة أو تحتها- كما تختلف بحسب عمر المريض ووزنه وحالته الصحية وإن كان لديه أمراض وعائية أو لديه سكري.
مسؤولة قسم الاستقبال بالجمعية عبير صيدناوي بينت أهمية حسن التعامل في استقبال المرضى المراجعين للجمعية الذين لديهم حالات بتر، مشير إلى دور الخبرة واللياقة في هذه المهمة من حيث طريقة التعامل مع المرضى وذويهم والقدرة على التسامح وفهم الحالة النفسية والمرضية للمراجعين.
– دعم نفسي..
الاختصاصية النفسية في الجمعية نوار جبر تحدثت عن خصوصية التعامل مع الأشخاص المبتورين لكونه لايوجد برامج صحية خاصة بهذه الشريحة من المرضى، كما هو الحال بالنسبة لمعالجة الاكتئاب أو التوحد وغيرها، مشيرة إلى أن الجلسات النفسية الداعمة تُبنى على خبرات ومشاكل يتعرض لها الأشخاص المصابين بالبتر وهؤلاء يصبح بإمكانهم المشي بعد تركيب الطرف الصناعي والمعالجة الفيزيائية ولكن الصحة النفسية لها دورها في تقبل الطرف والتأقلم معه، وخاصة أنها تتم بشكل سري بالكامل. وبينت جبر أنهم في خطوة يقدمون كل عام أكثر ألف جلسة دعم نفسي لا نستهدف فقط الأشخاص المستفيدين بل الأشخاص المحيطين بهم من ذويهم.
– حالات معبرة..
حالات كثيرة تراجع الجمعية بشكل يومي إلا أن رحلة معتصم الحمد مع خسارته للطرف العلوي الأيسر وطرفه السفلي نتيجة إصابته خلال فترة الحرب بدأت بالتعافي منذ أن راجع جمعية خطوة قبل خمس سنوات وحصل على العلاج بتركيب الأطراف الصناعية، ليتابع المسيرة في التطوع والتدريب وتعلم كيفية تصنيع الأطراف الصناعية وأصبح عضواً في الجمعية يقوم بصناعة الأطراف والتدريب على المشي.
وتحدث عبد الجواد عرنوس من معرة النعمان عن إصابته ببتر قدمه اليسرى من تحت الركبة نتيجة تعرضه لانفجار لغم منذ 9 أشهر توجه بعدها إلى جمعية خطوة “مركز دمشق” وقدمت له العناية الكاملة والخدمات بشكل مجاني مع استجابة سريعة لمعالجة إصابته والانتقال بعدها لمرحلة العلاج الفيزيائي.