الثورة – رزان أحمد:
يولد الطفل ولديه الكثير من الصفات والميزات والتصرفات التي تعطيه الوصف الدقيق لشخصيته وتفسح المجال للوالدين بالبدء لكيفية التعامل معه بما يتناسب مع العملية التربوية والتنشئة الصحيحة.
عن خصوصية هذه المرحلة تشير الباحثة في مجال القضايا المجتمعية والتربوية الدكتورة سلوى شعبان إلى أن طباع الطفل الحساس وكيفية التعامل معه لا يختلف عليه اثنان لناحية صعوبة التعامل معه، ما يتطلب معرفة ودراية كافية بالأسلوب والطريقة المناسبة.
وبحسب رأي الدكتورة شعبان فإن الطفل الذي يستخدم عواطفه بدرجة عالية وبحساسية مرتفعة نطلق عليه صفة الطفل الحساس.. إذاً هو طفل لديه حساسية المشاعر.. إذا كان سعيداً فهو أكثر من غيره يشعر بهذا الأمر ويساعد الآخرين وربما يستطيع كشف الأشخاص ومشاعرهم تجاهه.
قد تراه يحزن ويبكي ويشعر بالإهانة وجرح مشاعره إذا كنت تمزح معه، ولم يفهم ماهية المزاح وطبيعته.. يميل للعاطفة في تعامله مع الآخرين، يقلق ينفعل ويتوتر، ميال للفن كالرسم والموسيقا والعمل الفردي، يولد ولديه استجابة قوية للمنبهات الحسية كالأصوات العالية والأضواء والروائح، يكره الضوضاء يتذمر لا يتكيف بسهولة مع التغيير يحب الحيوانات لذلك إذا كان طفلكم يمتلك هذه الصفات فهو طفل حساس.. وهو عبارة عن مزيج من الوعي والتعاطف والإبداع يولد حاملاً هذه الصفات ويتفاعل بها مع محيطه المجتمعي.
وأوضحت شعبان أنه من خلال مراقبته المستمرة نستطيع معرفة الفروق بينه وبين أخوته..لذلك من السهل إيجاد طريقة التعامل المناسبة والمعالجة لحالته.. فهو ليس مرضاً عقلياً وليس باضطراب أو مشكلة.
– كيف نتعامل مع هذا الطفل حتى يسود الاستقرار داخل الأسرة ونقدم الرعاية الاجتماعية الأفضل؟
– تؤكد شعبان في هذا الجانب ضرورة إظهار تعاطفنا معه وتفهمنا لمشاعره والاستماع إليه مهما كانت الحالة والشكوى، والتواصل المستمر معه والسؤال الدائم له ومشاركته بتقديم الحلول التي تجعله مرتاحاً وهادئاً، والعمل على تقوية ثقته بنفسه ووجوده وتدريبه على الدفاع عن نفسه وعدم الخوف وطلب المساعدة من معلميه وأهله بالوقت المناسب، الثناء عليه باستمرار ومدحه بالكلمات المحببة والمحفزة عند إبداعه كونه يمتلك مهارة الإبداع.
أيضاً علينا تجنب الإجبار والتعامل السلبي معه، واستخدام الحزم بهدوء ووعي متقن، وتقبله كما هو لأنه نعمة من الله ويجب المحافظة عليها وتربيته بطريقة مميزة.
لابد من إعطائه الحرية بالمكان الذي يشعره بالراحة، كسريره الجميل وغرفته الملونة وألعابه وقصصه الحلوة، ولباسه المناسب، والبحث عن مصدر القوة لديه فهو قوي بما يمتلك، وحساسيته تعتبر قوة لا يستهان بها لأنه يعرف أكثر من غيره وكاشف لشخصيات ومشاعر المحيطين به.
فسح المجال له باللعب مع الحيوانات الأليفة واقتناء ما يحب منها لأنه وسيلة للتهدئة-شرط عدم تواجد حساسية تجاه الحيوانات وان تكون محصنة باللقاحات المناسبة.
لهذا علينا تقبل هؤلاء الأطفال حسب رأي الباحثة شعبان بكل ما لديهم من صفات، ومراقبة حركاتهم وملاحظة مشاعرهم وطلب المساعدة من الاختصاصيين والاستشاريين عندما لا نستطيع تحمل حساسيتهم وطباعهم.
ولفتت إلى أنه من الأجمل أن نجعل شخصية هذا الطفل مستقلة مدربة محصنة غنية بالمواهب، لها الاهتمام والثناء والجزاء الحسن، ومشاعر الكفاءة والقوة، من خلال مسيرة حافلة بالمشاركة والتدريب والتعليم والاحتواء.