الثورة – رنا بدري سلوم
لم نمت، لكن كنا شاهدين على مجزرة الشعيطات، شكلنا “جمعية مجزرة الشعيطات” لتوثيق أسماء الضحايا ودعم أسرهم المنكوبة.
في مثل هذه الأيام من الشهر الثامن 2014، تحديدا 15/8 ذكرى المجزرة، عايش الصيدلاني والشاعر سليمان خالد الجيجان هذه الذكرى المؤلمة فنزح مع عشيرته.
يسرد الجيجان لصحيفة الثورة قصة عشيرة لم تركع: ”
في صيف عام 2014 ارتكب تنظيم داعش واحدة من أبشع الجرائم في تاريخ سوريا الحديث، حين نفذ مجزرة بحق أبناء عشيرة الشعيطات في ريف دير الزور الشرقي، لأنها رفضت الخضوع لسلطته، وواجهته بقوة وإرادة صلبة، فما حدث لم يكن مجرد معركة عابرة، بل إبادة جماعية تركت بصمتها العميقة في تاريخ المنطقة ووجدان أهلها.
ومن أسبابها كما ذكر الجيجان ” رفض عشيرة الشعيطات مبايعة التنظيم والانصياع لأوامره، فاندلعت مواجهات مسلحة انتهت بسيطرة “داعش” على مناطقهم : الكشكية، أبو حمام، وغرانيج، وبعد أن أحكم قبضته، شنّ حملة انتقام غير مسبوقة، أعدم خلالها مئات الرجال والشبان بدم بارد، فبلغ عدد الشهداء في أبو حمام 286، الكشكية 305، غرانيج 192 شهيداً بالاسم والدليل والصورة.
ودُفن كثير منهم في مقابر جماعية لم يُكشف عن بعضها حتى اليوم، حيث تشير التقديرات إلى أن عدد الضحايا تجاوز ما يقارب ألف شهيد ، معظمهم من المدنيين العزّل.
وهناك أشخاص نجوا من القتل، بعد تمكنهم من النجاة سواء بالهروب أو بتدخل بعض الشخصيات العشائرية.
وعن تاريخ تلك المجزرة التي حدثت في الشهر الثامن من سنة 2014 فقد تم تهجير أهل البلدة إلى المناطق المجاورة وإفراغ مناطقهم بشكل كامل وملاحقتهم في مناطق التهجير وكان القتل على الهوية، واستمر هذا الأمر لعدة أشهر وكان القتل مكثفا في الشهر الأول، بالإضافة إلى سرقة المناطق الثلاثة بشكل كامل.
وطالب الجيجان بالمحاسبة، هذا الحق الذي لا يسقط بالتقادم، قائلا : لم تكن هناك جهة معتبرة نوجّه لها مطالبنا أما اليوم وبعد أن نصر الله ثورتنا نطالب حكومتنا اليوم بتسليط الضوء على هذه المجزرة إعلامياً وسياسياً، لأن عين الإعلام كانت ولاتزال غافلة عن دير الزور، ورغم مرور أحد عشر عاماً على تلك الجريمة، ما زال الحديث عنها يتجدد كلما ذُكرت كلمة “إبادة”. إلا أنها لم تنل الشعيطات نصيبها العادل من التغطية الإعلامية، مقارنةً بغيرها من المجازر في سوريا، ما جعل الكثير من أبناء الشعيطات يرون أن الضحايا وقعوا ضحية للتجاهل المزدوج.. ظلم القاتل، وصمت العالم.
