الثورة – إيمان زرزور:
في مشهد جسّد أسمى معاني التضامن الإنساني، كرّم وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح المواطن محمود حمود، الملقب بـ”أبو عبدالله”، بعد أن تمكن بشجاعة وإصرار من إنقاذ الطفل علي صالح عبدي (4 سنوات) الذي علق في بئر ارتوازية ضيقة وعميقة بريف تل أبيض في محافظة الرقة. لم يستسلم أبو عبدالله لليأس رغم ضيق البئر الذي لم يتجاوز قطره 60 سنتيمتراً وعمقه 50 متراً، فلجأ إلى حيلة بسيطة عبر إنزال خرطوم زراعي مربوط بحبل ومزود بكاميرا صغيرة، ليصل إلى مكان الطفل ويسحبه إلى برّ الأمان بعد ساعات طويلة من العمل المتواصل. مبادرته هذه تحولت إلى بارقة أمل وسط محاولات تقنية متعثرة لم تحقق النتيجة المرجوة.
قال الوزير الصالح في كلمته إن ما قام به أبو عبدالله يرقى إلى مرتبة الواجب الوطني والإنساني، مؤكداً أن الوزارة أرادت بهذا التكريم إبراز قيمة الدور الأهلي في مواجهة الكوارث، وأن إنقاذ حياة إنسان واحد هو عمل يستحق أعلى درجات التقدير.
من جانبه، عبّر حمود عن امتنانه لهذه المبادرة، مؤكداً أن ما فعله لم يكن بحثاً عن مكسب أو شهرة، بل التزاماً بواجبه تجاه مجتمعه ووفاءً لضميره الأخلاقي، مضيفاً: “لن أتردد يوماً في تقديم المساعدة، فحياة الناس أغلى من أي شيء آخر”.
بهذا الموقف، أصبح “أبو عبدالله” رمزاً لشجاعة الأفراد العاديين الذين يختارون أن يكونوا صانعي الفارق في أصعب اللحظات، وليؤكد أن إنقاذ الأرواح لا يحتاج دائماً إلى إمكانات ضخمة بقدر ما يحتاج إلى قلب شجاع وإرادة لا تعرف المستحيل.