الخبير المالي شهدا لـ”الثورة”: الرئيس الأسد في خطابه وضع منهجية عمل تتطلب تحليلات معمقة وبيانات إحصائية شفافة
الثورة- دمشق- رولا عيسى:
لاقى خطاب السيد الرئيس بشار الأسد بمناسبة افتتاح الدور التشريعي الرابع لمجلس الشعب، اهتماماً لافتاً من مختلف الأوساط المحلية الإعلامية والدولية والفعاليات الاقتصادية ومختلف الشرائح، ووضع النقاط على الحروف، ووصف بخطاب المصارحة والمكاشفة، وجاء واضحاً شفافاً ولم يغفل الشأن الاقتصادي والمعيشي، بل استحوذ على الجزء المهم والبارز ضمن خطاب تاريخي نوعي.
الثورة تناولت خطاب السيد الرئيس بشار الأسد مع عدد من الخبراء والباحثين الاقتصاديين.
“لاشيء مستحيل”
الخبير المالي والمصرفي عامر شهدا قال في حديث ل”الثورة”: اللافت في الخطاب تأكيد السيد الرئيس بشار الأسد أنه “لاشيء مستحيل”، وهذا يعني وجود إرادة وتصميم على معالجة الوضع الاقتصادي.
ورأى شهدا أن ما جاء في الخطاب منهجية لعمل مستقبلي، يركز على الموضوع الاقتصادي، وبالتالي موضوع الرقابة وتقييم الأداء والنتائج، أمر جداً هام بالنسبة للمرحلة القادمة، مشيراً إلى أنه ركز على المشاريع الصغيرة والمتوسطة باعتبارها عصب الاقتصاد في سورية، وهذا مهم كونها عصب الاقتصاد أيضاً في معظم دول العالم، لكن المشكلة هي في المنظومات ومنها النظام النقدي في سورية.
النظام النقدي المحلي
واعتبر الخبير الاقتصادي أن النظام النقدي المحلي يواجه عقبات فثمة أخطاء يلزم مراجعتها وتصحيح في كثير من المفاصل وكثير من المسارات، متسائلاً كيفية جعل السياسة النقدية الحالية تتواءم مع طروحات خطاب السيد الرئيس بشار الأسد، مشيراً إلى أنه عندما نقول مشاريع صغيرة أو متوسطة، يجب أن نفكر بالتمويل المناسب، فمعظم الشباب ليس لديهم التمويل اللازم من ناحية، ومن ناحية ثانية هناك تخوف من طلب القروض والدخول في التمويل مع المصارف، بسبب ارتفاع التكلفة والبيروقراطية التي يواجهها الشاب أو المبادر لتمويل المشروع، وهذه الأمور يجب إعادتها كلها كونها تنضوي تحت النظام النقدي الذي سيعتمد مستقبلاً، إضافة إلى النظام النقدي المتعلق بالسياسة الانفاقية التي يجب أن تكون موائمة ومتناغمة مع السياسة الاقتصادية، وبالتالي من المفترض أن يكون هنالك تحديد دقيق للسياسة الإنفاقية التي تخدم البنى التحتية اللازمة لإنشاء المشاريع المتوسطة والصغيرة، والمتناهية الصغر.
حوار اقتصادي
وتطرق شهدا إلى نقطتين اعتبرهما أساسيتين، إضافة لبقية النقاط ضمن ما طرح بخصوص الشأن الاقتصادي، تقومان على الحاجة لأمرين، الأول: وجود قاعدة بيانات صحيحة تتضمن أرقاما إحصائية صحيحة مقاربة للواقع، وتتضمن أهم الموارد المتاحة التي يمكن استثمارها ، و الأمر الآخر كل ما طرحه السيد الرئيس بخصوص الوضع الاقتصادي أو توصيف حالة الوضع الاقتصادي يجب أن لايطرح بشكل فردي، مثلاً كأخذ رأي خبير اقتصادي يفند المشاكل، فهي أصبحت واضحة بدءاً من سوء الإدارة، لغاية موضوع النظام النقدي والمالي، و في هذه الأمور إذا ما أردنا حلولا توضع على السكة الصحيحة، فهي غير ممكنة دون إيجاد حوار اقتصادي موسع، يتم فيه طرح الأسباب التي أدت للوضع الاقتصادي الحالي، وبالتالي طرح حزمة من الحلول تتم مناقشتها وانتقاء الحلول المناسبة للمرحلة المستقبلة.
شفافية النقاش
ونوه أنه من الأهمية الكبيرة شفافية النقاش وخاصة مايتعلق بالبيانات وتأسيس قاعدة لها، وذلك قبل الشروع بوضع الحلول أو وضع رؤية للواقع الاقتصادي، وعليه يجب توفر قاعدة بيانات واضحة صحيحة وشفافة.
ونوه الخبير المصرفي إلى أهمية أن تبنى الحلول على أساس التعاون والشفافية والانفتاح على الرأي الآخر من خلال حوار يقوم على إرادة العمل لتنفيذ ما ورد في خطاب السيد الرئيس بشار الأسد، فيجب أن يكون لدينا النمطية من التفكير الخاص بالحوار والانفتاح.
حزمة من الطروحات
ورأى الخبير شهدا أن ثمة نقطة مهمة يجب الإضاءة عليها وهي أن الخطاب الرئاسي قدم حزمة من الطروحات، تعتبر بدايات طريق، تستحق أن تواكبها كوادر قادرة ومؤهلة فيما طرح من مواضيع غنية، وإن كان فعلاً هنالك مؤهلون اقتصاديون يتمتعون بفكر إبداعي، وهذا يتطلب نمطية تفكير على مستوى الطروحات.
وأخيراً اعتبر شهدا أن كل ما طرح في خطاب السيد الرئيس بشار الأسد لجهة الشق الاقتصادي، مرتبط تنفيذه بشكل وثيق بتحديد الأطر، والقيام بتحليلات معمّقة وبيانات مؤكدة ورسمية، أو بيانات تنبؤية من برامج إحصائية، وتحليلات رقمية، وبيان نقاط قوتها وضعفها، وتسلسل تطبيقها، هذه نقاط مركزية للخروج برؤية ناضجة، تساعد في وضع السياسات والخطط، وتحدد الأهداف الاستراتيجية لها ، وبالتالي يتم وضع برنامج زمني لتنفيذها مترافق مع برنامج متابعة التنفيذ وتقييم النتائج والأداء.