الثورة – ترجمة ميساء وسوف:
تغذي الأوهام الجماعية المصطنعة الحالة الحالية من الحرب العالمية الدائمة التي يرتكبها الغرب.
في واقع الأمر، تتولى وكالات الاستخبارات الغربية مهمة التأكد من أننا لا نعرف الحقيقة. حتى أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية السابق ويليام جيه كيسي اعترف قائلاً: “سنعرف أن برنامج التضليل لدينا قد اكتمل عندما يكون كل ما يعتقده الجمهور الأمريكي كاذباً”.
كيف يمكن أن تكون هناك حرية وديمقراطية في الغرب عندما لا يكون لدى الناس أدنى فكرة عما يحدث حقاً ومن هم الجناة الحقيقيون؟ إنها حرية زائفة وديمقراطية زائفة.
إن الشعوب الغربية تتعرض للإفقار من خلال الجهل المصطنع حيث تعمل الحكومات الغربية ووكالاتها على إفقار الناس، والمذابح الجماعية، والقتل على مستوى العالم، وذلك بفضل أموال الضرائب التي تدفعها شعوبهم.
الحقيقة هي أن الحكومات الغربية متواطئة في ارتكاب الإبادة الجماعية في فلسطين لأن ذلك لم يكن ليحدث لولا المليارات والقنابل والدعم السياسي والاقتصادي والعسكري الذي تقدمه البلدان الغربية. وقد أوضحت محكمة العدل الدولية أن “إسرائيل” تمارس سياسة الفصل العنصري، وأن الجدران غير قانونية، والفصل العنصري غير قانوني، والاحتلال غير قانوني.
وعلاوة على ذلك، أكدت المحكمة أن “التحرر من الاحتلال العسكري الأجنبي والفصل العنصري أمر غير قابل للتفاوض على الإطلاق”.
وفي الأسبوع الماضي وحده، أرسلت الولايات المتحدة أسلحة بمليارات الدولارات إلى “إسرائيل” لتعزيز الإبادة الجماعية المستمرة التي تشارك فيها واشنطن وحلفاؤها.
إن الفصل العنصري والإبادة الجماعية لا يحددان”إسرائيل” فحسب، بل الغرب أيضاً، ومع ذلك فإن الخطاب السياسي من الغرب يريدنا أن نصدق خلاف ذلك.
إن المذابح الجماعية التي يرتكبها الغرب، وإفقار البشرية وإذلالها في حربه الطويلة ضد السلام مستمرة على مستوى العالم.
ففي أوكرانيا، لا تدعم الحكومات الغربية النازية فحسب، بل تدعم أيضاً ما يشبه غزو حلف شمال الأطلسي لروسيا في هذه اللحظة بالذات.
وفي الوقت نفسه، يظل “الشرق الأوسط الجديد” الذي تبنته الإمبراطورية البريطانية كارثة على الحرية الحقيقية والديمقراطية في سورية وخارجها.
إن الاتهامات الموجهة إلى سورية باستخدام الأسلحة الكيماوية كانت زائفة مثل الاتهامات الموجهة إلى العراق باستخدام أسلحة الدمار الشامل، وبينما تواصل الحكومة السورية تمثيل الحضارة والقانون الدولي والعدالة في سورية، فإن احتلال واشنطن غير القانوني وسرقتها للموارد السورية ودعمها غير القانوني للجماعات الإرهابية المحظورة دولياً لايزال يفرض العكس.
في الواقع، تستخدم واشنطن الآن عودة داعش المدبرة من الغرب (التي تدعمها واشنطن سراً وعلناً) كذريعة زائفة لمواصلة احتلالها غير القانوني والمفقر والداعم للإرهاب.
من المستفيد من الحرب الدائمة القائمة على الخداع الجماعي؟ إن قطاعات معينة من الاقتصادات الغربية تستفيد من ذلك، ولكن الشعوب الغربية بشكل عام أصبحت “تتحول إلى دول العالم الثالث”، وهي الكلمة التي صاغها البروفيسور شوسودوفسكي لوصف دكتاتورية النماذج الاقتصادية “الليبرالية الجديدة” المفترسة.
كل هذا يذكرنا بمجاز كهف أفلاطون حيث يعتقد السجناء المقيدون أن الظلال على الحائط تمثل الواقع، ويرفضون الحقيقة، كما يرويها السجين المفرج عنه الذي رأى العالم الخارجي كما هو.
إذا ساد الجهل المصطنع، فإن النظام العالمي الجديد يعد بأن يكون أكثر شمولية، وأقل اهتماماُ حتى بمظهر الديمقراطية والحرية، في الداخل أو الخارج.
كانت عمليات الإغلاق بسبب فيروس كورونا وأدوية العلاج الجيني التجريبية الإلزامية، والتي ليست آمنة ولا فعالة، بمثابة معاينة لما هو آت ومُخطط له في المستقبل.
فهل سنعتنق الحقيقة أم سنظل منبهرين ومستعبدين للاستعراضات السياسية والخطابات الفارغة حول الحرية والديمقراطية؟.
المصدر- غلوبال ريسيرش