الثورة – منهل إبراهيم:
لا أحد منا ينسى تقرير فينوغراد، الذي أعدته لجنة التحقيق الإسرائيلية التي تشكلت في 17 تموز 2006، ونشرته في 30 كانون الثاني 2008 والذي خلص إلى النتيجة، التي تقول بفشل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة بسبب سلوك القيادة العليا والقوات البرية، في تقديم رد عسكري فعال على التحدي الذي فرضته عليه الحرب في لبنان.
الاحتلال كما في حرب تموز يخسر الرهان برغم حجم التدمير الكبير الذي يلحقه بالمدن والقرى الجنوبية، وضاحية بيروت، وهذا السلوك سلوك الجبناء في الحرب ممن يخفقون في ساحات المواجهة والميدان العسكري كما يحصل كذلك في غزة.
وفي سياق متصل ذكرت صحيفة “واشنطن بوست”، أن “إسرائيل” كانت تستعد منذ عقود لحرب شاملة ضد حزب الله، ومع حربها على قدرات المقاومة في غزة، بدأت بتنفيذ خططها الحربية.
ونقلت الصحيفة عن متحدثين إسرائيليين قولهم إن هناك اعتقاداً واسعاً في “إسرائيل” بضرورة اتخاذ إجراءات حازمة ضد حزب الله، ما يعزز التوقعات بشأن تصعيد عسكري محتمل في المنطقة.
وبحسب الصحيفة أكدت ضابطة استخبارات سابقة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ميري إيسين، أن جيش كيانها كان يعمل على إعداد خطط الحرب ضد حزب الله لسنوات، موضحة أن “كل شيء جاهز الآن للمرحلة الأولى”.
وأشارت إلى أن الضربات الأخيرة كانت جزءاً من سيناريوهات حربية دقيقة تم التحضير لها منذ مدة طويلة.
وأضافت إيسين: “ما فعلته حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر كان ما يتوقع الجميع أن يفعله حزب الله”.
وأوضحت أن رؤساء الأجهزة الأمنية في “إسرائيل” دفعوا نحو تنفيذ هذه الخطط بعد أيام من هجوم “حماس”، وهو ما أكدته مصادر دبلوماسية غربية، وفقاً لما نقلته صحيفة “واشنطن بوست”.
وتصاعدت وتيرة المواجهات بين حزب الله والاحتلال الإسرائيلي الأسبوع الماضي بعد سلسلة تفجيرات استهدفت آلاف أجهزة الاتصال التي يستخدمها عناصر الحزب.
وفي 17 أيلول الجاري، تلقى سكان بيروت ومناطق أخرى في لبنان اتصالات عبر الهواتف الثابتة والمحمولة مصدرها “إسرائيل”، تحثهم على إخلاء أماكنهم.
أثارت هذه الاتصالات حالة من الذعر، خاصة أنها تزامنت مع غارات إسرائيلية عدوانية مكثفة استهدفت جنوب وشرق لبنان، وأسفرت حتى الآن عن استشهاد 558 شخصاً وفقاً لوزارة الصحة اللبنانية.
وفي الحرب الجارية، توضح الفشل الصهيوني بشكل واضح وكبير، فحزب الله استعمل منظومات دفاع جوي أسقطت مسيرات إسرائيلية متطورة مثل “هيرمس 450″ و”هيرمس 900” ، إضافة إلى الترسانة المعلومة لحزب الله، تخشى “إسرائيل” من وجود مفاجآت لم يعلن عنها الحزب اللبناني، تتعلق بالصواريخ الثقيلة ذات القدرات التدميرية الأعلى، ولا طاقة للكيان بتحملها.
السابق