وفد من اتحاد الصحفيين ومؤسساتنا الإعلامية يزور طهران ويطلع على آليات عمل المؤسسات الإعلامية الإيرانية
طهران – لينا شلهوب:
على مدار ثلاثة أيام، ونتيجة العلاقات الثنائية بين إيران وسورية والتي تشكل تحالفاً استراتيجياً، زار وفد صحفي وإعلامي من اتحاد الصحفيين ومؤسساتنا الإعلامية مدينة طهران في جولة إعلامية وسياسية وسياحية.
لكل محافظة محطة وقناة..
بدأ الوفد الإعلامي المؤلف من مختلف الوسائل الإعلامية في سورية، جولاته بزيارة مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، وجال في عدد من أقسامه، كما اطلع على التطور الهام والمتقدم بقطاع الإعلام في إيران، وتخلل الجولة، تقديم العديد من الشروحات عن آلية العمل والبث المباشر، وكيفية متابعة الكادر الإعلامي في التلفزيون والإذاعة للعديد من القنوات، وأكد مدير قسم الأخبار للشؤون السياسية الدكتور حسن عابديني أن مؤسسة الإذاعة والتلفزيون تمتلك ١٣٦ قناة إذاعية وتلفزيونية، في ٣١ محافظة، ولكل محافظة إذاعة وتلفزيون خاص بها، وهناك قناة على مستوى إيران هي خبر الإيرانية.
وأضاف أن المؤسسة تضم ٤٠ قسماً، وكل قسم مسؤول عن اختصاص، منها: الزراعة، التراث – السياحة- اللغة الفارسية – القرآن – الفن والسينما – الرياضة – التسوق، الحوادث، المرأة، البيئة.. وغيرها.
ولفت إلى أنه توجد بعض القنوات الخاصة لعدد من القضايا، بمعظم اللغات، بالمقابل أعد الطرف المعادي الأميركي ٢٩٨ قناة بالفارسية للتضليل والتزييف، لتحريف الحقائق وإبعادها عن مبدأها، وحسب ما تميل أهواءهم، وكل ذلك لأننا أصحاب كلمة حرة، منوهاً بأن إيران تنتج احتياجاتها بشكل محلي، من أدوية وسيارات ..الخ، مضيفاً أن إيران عليها عقوبات وحصار جراء مواقفها ومبادئها، فكان هناك حرب سياسية واقتصادية، وحالياً يستخدمون الحرب الناعمة.
وأضاف، الكيان الصهيوني قتل ٤٢ ألف شهيد خلال عدوانه على غزة، ويمارس كل أنواع الانتهاكات والعقوبات، لذا وكإعلاميين لابد أن ننشط ونعمل لإظهار الحقائق، موضحاً أن اللقاء مع الإعلاميين السوريين يكتسب أهمية بالغة تهدف إلى تعزيز وتفعيل التعاون بين الجانبين، فيما يتزامن مع أحداث خطيرة تمر على المنطقة.
في وكالة “إيران برس”..
بعد ذلك زار الوفد السوري مقر وكالة “إيران برس” للأنباء، واطلع على آلية عمل الوكالة وكيفية سير نشاطها الإعلامي، وأبدى رغبته في التعاون مع الوكالة، كذلك التقى المعنيين في جامعة التعليم الإعلامي التدريبي التابع للتلفزيون، والتي تتفرع عنها خمس كليات متخصصة، تهدف إلى تربية الكوادر وتأهيلهم فنياً وإعلامياً، وهناك إشراف كامل من قبل كادر تخصصي، علاوة على ذلك ونظراً للتخصصات المتنوعة تستقطب الجامعة عدداً من الطلاب الأجانب.
وزار الوفد ساحة الحرية – برج آزادي، وهي إحدى المعالم السياحية في طهران، وتم بناؤها من قبل شابين اثنين تبلغ أعمارهما ٢١ و٢٤ سنة، ويصل ارتفاع البرج إلى ٤٥ متراً، ومساحته ٦٨ ألف م٢.
المشاركة في جلسة البرلمان..
في اليوم الثاني، وضمن برنامج الوفد، تم زيارة مجلس الشورى الإيراني وحضور جزء من الجلسة، ليتم اللقاء مع رئيس لجنة الأمن القومي والعلاقات الخارجية بمجلس الشورى الإسلامي الإيراني الدكتور علاء الدين بروجردي، إذ قدم شرحاً عن الأحداث ومجرياتها وأجاب على تساؤلات ومداخلات الزملاء، مؤكداً على تمسك بلاده ووقوفها إلى جانب سورية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد، في معركتها ضد أي عدوان، وضد المحتلين، وتطرق إلى أنه من أجل مواجهة الحرب الناعمة والتي تتم عبر الفكر، والفن، والإعلام، لابد من التصدي لذلك لأن المقاومة لا تكون في الميدان فقط، وإنما في الإعلام أيضاً، مشدداً على أهمية وضرورة تفعيل دور الإعلام في هذه المعركة، وفضح أساليب التضليل الإعلامي، داعياً إلى التعاون وتقديم الأفكار في هذا المجال للمصادقة عليها من قبل مجلس الشورى، مع التأكيد على دور محور المقاومة في كل من سورية وإيران ولبنان وفلسطين والعراق في التصدي للهجمات الإعلامية الأمريكية، ولجم كل من يهدد أمن المنطقة، للحفاظ على السيادة والأراضي والثروات، مشيراً إلى أنه لا سبيل للتحرير إلا بالمقاومة، وفي هذا السياق أشاد بمواقف شهيد المقاومة السيد حسن نصرالله، وما قدمه لتحرير الأراضي المحتلة.
بدوره أشاد رئيس الوفد الإعلامي عبد الله بحفاوة الجانب الإيراني في استقبال الوفد السوري، وتقديم الاهتمام والمعلومات اللازمة والهامة، متمنياً تعميق العلاقات لأن التوجهات واحدة، والعدو واحد، ثم قام الإعلاميون مساء بزيارة بحيرة خليج فارس، والتي تعتبر من أماكن الجذب السياحي في المنطقة، كما تم زيارة مول يتربع على مساحة ٢ مليون م٢.
فكرنا ومسؤلياتنا واحدة..
في اليوم الثالث من الجولة، زار الوفد الإعلام السوري وكالة مهر الإعلامية، حيث جال في أقسامها، مطلعاً على النهج المتبع وكيفية الأداء والعمل، والتقى المعنيين بالوكالة، حيث أكد المدير العام محمد مهدي رحمتي أن الوكالة تترجم بخمس لغات وتتبع لها صحيفة طهران تايمز شبه الرسمية، وتشمل أربعة أقسام رئيسية، طهران تايمز، وكالة مهر، صحيفة أغاس، ومدرسة معر، مضيفاً أن لها دور كبير في الإعلام، مشيراً إلى أنه في أصعب الظروف التي كانت تعيشها سورية كان هناك العديد من الزيارات من إيران إلى سورية.
ولفت إلى أن الكثير من الصحف ووسائل الإعلام تعتمد على أخبار (مهر) كمصدر لأخبارها، وذلك بناء على مصداقيتها، إضافة إلى أن من أعمالها البارزة ملف وثائق الخارجية الأمريكية، مؤكداً أن الوكالة لديها اتفاقيات مع كثير من الوكالات في مختلف أنحاء العالم ومنها الوكالة العربية للأبناء سانا، ولذلك لأن فكرنا ومسؤولياتنا واحدة، ومن أهمها مواجهة الإمكانيات الإعلامية الكبيرة للدول والقوى الاستعمارية المناهضة لمحور المقاومة، مضيفاً أن سورية من الحلقات المهمة في محور المقاومة.
السفير ديوب: الزيارة تحدٍّ في الفترة العصيبة
بعد ذلك زار الوفد، سفير سورية في إيران شفيق ديوب، حيث أكد على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، خاصة أن محور المقاومة يجمع بيننا، كما العلاقات الدبلوماسية وغيرها، وهذا ما أثار حفيظة الأعداء، وبين أن هذه الزيارة تعد تحدٍّ خاصة خلال هذه الفترة العصيبة، مشيراً إلى أن البلدين يعيشان ظروفاً متشابهة من حيث المعاناة من العقوبات والحصار، وخاصة بعد الثورة الإيرانية، لافتاً إلى أن العقوبات بدأت لتفكيك العلاقات، وإضعاف محور المقاومة، لذا وانطلاقاً من حقنا بالحفاظ على أرضنا وشعبنا وثرواتنا، أن نجابه هؤلاء الأعداء بشتى الطرق ومنها إعلامياً، ويتحقق ذلك عبر تبادل الخبرات الفكرية والسياسية والاقتصادية والتعليمية.. والعمل على إزالة تلك العقوبات، وتذليل العقبات، والدفع بالعلاقات نحو الأمام دون أي تعقيدات، خاصة أن مجالات التعاون كبيرة وواسعة، لإعادة إطلاق عجلة الإنتاج وتأهيل ما يمكن تأهيله، موضحاً أن سورية وعبر تاريخها تم تدميرها أكثر من ٣٠ مرة، وفي كل مرة كان أبناؤها يعيدون بناءها، ويكملون السير قدماً، وفي السياق ذاته، زار الوفد مكتب سانا في إيران والتقى مديره الدكتور محسن رسوق.
وفي نهاية الزيارة في طهران قبل الانطلاق إلى بحر قزوين، التقى الوفد الإعلامي عدداً من الشخصيات الرسمية والدبلوماسية البارزة في إيران، مستهلين الزيارة بالتأكيد على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين، والتمسك بالثوابت الوطنية والقومية لدحر العدوان، وكذلك التمسك بالمبادئ الأساسية التي تهدد أمن واستقرار المنطقة.